شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عثمان حافظ
ولد السيد عثمان حافظ بالمدينة سنة 1328هـ وقد تعرفت بصديقي عثمان بالمدرسة الراقية التي أنشأها أستاذنا الشيخ عبد القادر شلبي سنة 1339هـ فكنت أنا وصديق الطرفين أحمد العربي ومحمد صقر في المرحلة الأولى وبعد سنة خرج السيد عثمان ليدرس لدى الشيخ عبد القادر في البيت ومكثت أنا للصف الثالث الراقي ثم سافرت للهند سنة 1342هـ وقبل سفري كنت أذهب في عطلة الصيف لأدرس مع السيد عثمان وطاهر الطيب ومحمد زيدان وأحمد عبيد لدى الشيخ عبد القادر بمدرسة الجواهرجي، وتوطدت بيني وبينه الصداقة ولما رجعت من الهند بعد نيل الشهادة كان السيد عثمان موظفاً بهيئة الأمر بالمعروف وكنت ذهبت لمصر سنة 1346هـ وأتيت بالمطبعة الصغيرة بشراكة المرحوم السيد أحمد الفيض أبادي وبعد أن طبعت في تلك المطبعة رسالة (أزهار مدرسة العلوم الشرعية) لزم الأمر لتجديد حروفها وبعض أدواتها فساعدني السيد أحمد بجلبها ثم أرتأى السيد أحمد بيع حصته من المطبعة فحسنت لعثمان بشرائها فاشترى الحصة منه، وفتحنا محلاً بباب الرحمة وطفقنا نطبع عليها البطاقات والظروف والجوابات وتذاكر الدعوة بثمن زهيد وفتحنا مع المطبعة مكتبة وجلبنا الصحف والمجلات من مصر لبيعها، وكنا أول من أدخل الثقافة الصحفية والأدبية للمدينة في أوائل العهد السعودي وكنت أعمل مدرساً بمدرسة العلوم الشرعية، ثم انتقلت معلم أول بالمدرسة الابتدائي التي كان يديرها المرحوم محمود الحمصي وفي تلك الأثناء بدت الأزمة الاقتصادية، وأصبح يصرف لنا نصف الراتب والنصف سندات على الجمرك، وأصبح هذا النصف لا يقوم بمعيشة أولادي فاضطررت لبيع النصف من المطبعة لعثمان وأستجزت من المعارف للسفر في العطلة وأنبت عني الزميل السيد عثمان في وظيفة التدريس حسب المتبع في ذلك العصر وحججت سنتها سنة 1350هـ وبعدها سافرت كمراسل لجريدة صوت الحجاز، وبعد سبعة شهور رجعت خاوي الوفاض فوجدت أخي عثمان قد تأصل مكاني بالمدرسة لغيابي الطويل ثم أنه استقال من المدرسة ورجعت أنا مكاني، بيد أن الرواتب ما زالت تتأخر فطفقت أتطلب وظيفة أهلية فتعينت محاسباً لدار النسيج التي أنشأها أعيان حيدر آباد بواسطة معتمدهم المرحوم خواجه معين الدين، وبقيت فيه سنوات عدة وكنت متصلاً بالأخوين السيد عثمان والسيد علي حافظ وكانا قد أنشآ جريدة المدينة فكنت أكتب فيها الفينة بعد الفينة، ولما استقلت الهند ودخلت حيدر آباد في حوزة حكومة الهند تأخرت المساعدات التي كانت ترد لمعمل النسيج وكان المعمل به فرع للدراسات الابتدائية وأصبحت أنا مديراً بعد عشر سنوات، ثم لما وقفت المساعدات استقلت منه وفي مدة إدارة المعمل توظفت محامياً لمالية المدينة بأن أقوم بالحضور في المحكمة عن المالية ـ في القضايا التي تطلب المحكمة بعث محاميها وكنت دائم السفر في أشهر الصيف فسافرت سنة 1952م إلى سورية ولبنان ومنها للقاهرة وكان ابني الأكبر عبد العزيز يدرس ضمن البعثة العسكرية السعودية والتقيت هناك بالصديق المرحوم السيد ولي الدين أسعد وبعد انقضاء الصيف وأردت العودة حبب إليّ إبقاء أخيه عبد العزيز للدراسة بمصر وأيده عبد العزيز على أن يسكن معهم في شقة فاستأجرنا شقة وتركتهم ورجعت مع أم الأولاد وابني عبد السلام الصغير ـ وبعد إكمال مدة خدمتي في المحاماة أحلت للتقاعد فرجعت للقاهرة على أن أقيم مع الأولاد مكتفياً براتب التقاعد وراتب عبد العزيز من البعثة حتى قام عبد الناصر بنصرة الاشتراكية فانقطعت رواتب الموظفين السعوديين فاضطررت للرجوع تاركاً الأولاد حيث كانوا أتموا الدراسة المتوسطة والتوجيهي ودخلوا للجامعة فوجدت بالمالية وظيفة محامي وزارة المالية شاغرة فتعاقدت بها براتب طيب حتى تحسنت العلاقة بين المملكة ومصر رجعت مع أم الأولاد وابني عبد السلام ومكثت بمصر حتى أتم الأولاد من الجامعة فرجعنا للمملكة وانقطعت عن صديقي عثمان كما ابتليت بداء الاكتئاب فتعالجت بالكهرباء مرات عدة حتى منّ الله علي بالشفاء، وكان الأخوان السيد علي والسيد عثمان ذهبا لجدة واشتريا مطبعة كبيرة لجريدة المدينة وأصبحت تطبع هناك ودار الزمان دورته فسافرت سنة 1396هـ لمصر وإذا بي يأتيني السيد عثمان بالشقة التي كنت ساكناً بها حيث علم بوجودي بمصر، هذا وقد زاملت أخي عثمان ما يقرب من نصف قرن وبعد رجوعي للمدينة اتصلت معه بالكتابة لجدة كما اتصلت مع أخيه السيد علي حافظ ولقد كتبت ما كتبت بعض ما عرفته عن الأخوين وقد رأيت في كتاب يوبيل المدرسة الناصرية التي طبع من مركز المعلومات الإحصائية بوزارة المعارف ترجمة السيد عثمان بطلب ترجمته كما حررها للمركز المذكور فيقول:
ولدت بالمدينة سنة 1328هـ وحفظت القرآن في كتاب الطرود والعريف محمد بن سالم ودرست المنهج التحفيزي والابتدائي في مدارس المدينة على المنهج القديم الذي هو في مستوى الثانوي في أكثر مواده وانتقلت إلى المسجد النبوي لاستكمال دراسة ونلت شهادة التدريس من أستاذي الشيخ عبد القادر الشلبي ومن أساتذتي بالمسجد النبوي الشيخ أحمد باطن وإبراهيم بري والسيد أحمد الفيض آبادي والشريف محمد العربي والشيخ محمد زاهد والسيد أحمد صقر والشيخ ماجد بري.
الأعمال: عين كاتباً أولاً في مديرية المعارف بالمدينة سنة 1345هـ ثم عين عضوًّا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة. اشترك مع زميله الشيخ عبد الحق النقشبندي في مطبعة طيبة الفيحاء ثم اشترى حصته فأصبحت خاصة به.
عين مدرساً بالمدرسة الابتدائية سنة 1350هـ اشترك مع أخيه السيد علي حافظ في تأسيس مطبعة المدينة وإصدار جريدة المدينة وتولي إدارتها ورئيس تحريرها من عام 1350هـ إلى 1371هـ ثم أسندت رئاسة التحرير لأخيه السيد علي حافظ وتولى الإدارة العامة للجريدة. أسس مع أخيه السيد علي حافظ مدرسة الصحراء بالمسيجيد على بعد ثمانين كيلوات من المدينة وهي أول مدرسة تؤسس في البادية لتعليم أبنائها وذلك في سنة 1365هـ وفي سنة 1381هـ وبعد أن أدت المدرسة رسالتها العلمية سُلمت المدرسة لوزارة المعارف. عيّن معتمداً للمعارف بالمدينة سنة 1362هـ. انتقل إلى ملاك وزارة المالية.
عين مديراً لإدارة الحج بالمدينة سنة 1365هـ، وعيّن وكيلاً لجمعية الإسعاف منذ تأسيسها سنة 1338هـ اختير عضواً بمؤسسة المدينة للصحافة ثم أنتخب نائباً لمدير عام المؤسسة. أنتخب رئيساً لتحرير جريدة المدينة من قبل الجمعية العمومية للمؤسسة.
أسس مع أخيه السيد علي حافظ شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة. أنتخب عضواً في بلدية المدينة كما اختير عضواً في الهيئات واللجان الثقافية والإدارية. هذا كتبه السيد عثمان عن نفسه وما ذكره عن أساتذته الذين تلقى عنهم العلوم، فقد كنت زميله معه ما عدى الشيخ أحمد بساطي وإبراهيم بري، وهكذا فقد زاملته وعايشته نصف قرن أو يزيد وبعد رجوعي من مصر إلى المدينة سألته عن أولاده وما يعملون فكتب لي بأن له خمسة أبناء ذكور: المأمون ويعمل في شركة للطباعة، ويعرب ويحمل شهادة جامعية من أمريكا، ويعمل مساعداً لمدير مكتب الخطوط السعودية بروما وتخرج من الهندسة، ومحمود يحمل شهادة ماجستير في هندسة البترول ويشتغل في أعمال حرة وله مكتب للاستشارات الهندسية وعبد القادر تخرج من كلية الهندسة بالقاهرة ويعمل بجدة في أعمال حرة، وجمال يدرس الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وأربع بنات متزوجات أحياء أمد الله في حياته وحفظ الله أولاده وأقر عينه وأرجعه الله هو وأخاه السيد علي للمدينة لقاعدتهم سالمين فقد طال اغترابهم بجدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :779  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج