شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكر الآبار التي بمكة قبل زمزم
بئر كر آدم ـ
حدثنا أبو الوليد وحدثني محمد بن يحيى قال: سمعت عبد العزيز بن عمرن يقول: بلغني أن آدم عليه السلام حين أهبط إلى مكة حفر بيراً تسمة كر آدم (1) بالمفجر (2) في شعب حواء (3) .
بئر رم ـ
وأخبرني عن الثقة عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما انتشرت قريش بمكة وكثر ساكنها، قلت عليهم المياه واشتدت المؤنة في الماء حفرت بمكة آباراً فحفر مرة (4) بن كعب بن لؤي بيراً يقال لها: رم (5) وبلغني أن موضعها عند طرف الموقف بعرنة قريباً من عرفة.
بئر خم ـ
قال إسحق (6) وحفر كلاب بن مرة بيراً يقال لها: خم (7) كانت مشرباً للناس في الجاهلية، ويقال: إنها كانت لبني مخزوم.
وقال بعض أهل العلم: كان قصي بن كلاب حفر بيراً بمكة لم يحفر أول منها، وكان
بئر العجول ـ
وقال بعض أهل العلم: كان قصي بن كلاب حفر بيراً بمكة لم يحفر أول منها، وكان يقال لها: العجول (8) كان موضعها في دار أم هانئ بنت أبي طالب بالحزورة (9) وهي البير التي دفع هاشم بن عبد مناف أخا بني ظويلم بن عمرو النصري فيها فمات (10) وكانت العرب إذا قدموا مكة يردونها ويتراجزون عليها فقال قايل فيها (11) :
أروى من العجول ثمت (12) انطلق (13)
إن قصياً قد وفى وقد صدق
بالشبع للحى (14) ورى المغتبق (15)
بئر ـ
وبيراً عند الردم الأعلا ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اصل الردم في أعلا الوادي خلف دار آل جحش بن رياب الأسدي التي يقال لها: دار إبان بن عثمان يقال: إن قصياً حفرها، فدثرت وإن جبير بن مطعم بن عدي نثلها وأحياها، وعندها مسجد يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، بناه عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد (16) .
بئر بذر ـ
قال ابن إسحاق: وحفر هاشم بن عبد مناف (بذر) (17) وقال حين حفرها: لأجعلنها للناس بلاغاً (18) وهي البير التي في حق المقوم (19) بن عبد المطلب في ظهر دار طلوب مولاة زبيدة (20) في أصل المستنذر (21) ويقال إن قصياً حفرها فنثلها أبو لهب وهي التي تقول فيها بعض بنات عبد المطلب (22) :
نحن حفرنا بذر (23)
بجانب المستنذر (24)
نسقي الحجيج الأكبر
بئر سجلة ـ
وذكروا أيضاً (25) أن هاشماً حفر (سجلة) (26) وهي البير التي يقال لها: بير جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، دخلت في دار أمير المؤمنين التي بين الصفا والمروة في اصل المسجد الحرام التي يقال لها: دار القوارير أدخلها حماد البربري حين بنى الدار للرشيد هارون أمير المؤمنين، وكانت البير شارعة في المسعى يقال: إن جبير بن مطعم ابتاعها من ولد هاشم، وقال بعض المكيين: وهبها له أسد بن هاشم حين ظهرت زمزم، ويقال: وهبها عبد المطلب حين حفر زمزم واستغنى عنها للمطعم بن عدي وأذن له أن يضع حوضاً عند زمزم من أدم يسقي فيه منها ويسقي الحاج وهو أثبت الأقاويل عندنا (27) .
بئر الطوى ـ
وحفر عبد شمس بن عبد مناف بيراً يقال لها: (الطوى) (28) وموضعها في دار ابن يوسف بالبطحاء (29) .
بئر الجفر ـ
وحفر أمية بن عبد شمس بيراً يقال لها: (الجفر) (30) وهي في وجه المسكن (31) الذي كان لبني عبد الله بن عكرمة بن خالد بن عكرمة المخزومي بطرف أجياد الكبير واشترى ذلك المسكن ياسر خادم زبيدة فأدخله في المتوضآة التي عملها على باب أجياد الكبير.
بئر أم جعلان ـ
وكانت لبني عبد شمس بير يقال لها: (أم جعلان) موضعها دخل في المسجد الحرام.
بئر العلوق ـ
وكانت لهم أيضاً بير يقال لها: (العلوق) بأعلا مكة عند دار ابان بن عثمان (32) .
بئر شفية ـ
وكانت لبني أسد بن عبد العزى بير يقال لها: (شفية) (33) موضعها في دار أم جعفر (34) يقال لها (35) : (بئر الأسود) (36) .
بئر السنبلة ـ
وكانت لبني جمح بير يقال لها: (السنبلة) (37) كانت لخلف بن وهب في خط الحزامية بأسفل مكة، قبالة دار الزبير بن العوام يقال لها اليوم: (بئر أبي) ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بصق فيها و (38) إن ماءها جيد من الصداع.
بئر أم حردان ـ
وكانت عند ردم بني جمح بير يقال لها: (أم جردان) ذكر أنه لا يدري من حفرها ثم صارت لبني جمح.
بئر رمرم ـ
وكانت لبني سهم بير يقال لها: (رمرم) (39) يقال: إنها دخلت في المسجد الحرام حين وسعه أبو جعفر أمير المؤمنين في ناحية بني سهم.
بئر الغمر ـ بئر السيرة ـ بئر الروا
وكانت لبني سهم أيضاً بير يقال لها: (الغمر) (40) لم يذكر موضعها (41) .
وقد سمعنا في البيار حديثاً جامعاً، حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم قال: أخبرني أبي قال: سألني عبد الملك بن مروان من أين كانت أولية قريش تشرب الماء قبل قصي، وكعب بن لوى، وعامر بن لوي، قال: فقال أبي: لا تسأل (42) عن هذا أحداً أبداً أعلم به منى سألت عن ذلك مشيخة جلة (43) دخل الإسلام على أحدهم وقد أفند (44) فقال: كان أول من حفر بيراً مرة، حفر بيراً يقال لها: (السيرة) (45) خارجة من الحرم فكانوا يشربون منها دهراً إذا كثرت الأمطار شربوا وإذا اقحطوا ذهب ماؤها، وكانوا يشربون من أغادير (46) في رؤوس الجبال، ثم كان مرة حفر بيراً أخرى يقال لها: بير (الروا) وهما خارجتان من مكة وهما في بواديهما مما يلي عرفة وهم يومئذ حول مكة، وخزاعة تلي البيت وأمر مكة، ثم حفر كلاب بن مرة (خم) (47) و (رم) (48) و (الجفر) وهذه أبيار كلاب بن مرة كلها خارجاً من مكة، ثم كان قصي حين جمع قريشاً وسميت قريش لتقرشها وهو التجمع بعد التفرق وأهل مكة على ما كان عليه الأباء من الشرب من رؤوس الجبال، ومن هذه الآبار التي خارج من مكة فلم يزل الأمر على ذلك حتى هلك قصي ثم ولده من بعده يفعلون ذلك حتى هلك أعيان بني قصي عبد الدار، وعبد مناف، وعبد العزى، وعبد بنو قصي فحلف أبناءهم في قومهم على ما كان من فعلهم، فلما انتشرت قريش وكثر ساكن مكة قلت عليهم المياه واشتدت عليهم المؤنة، وعطش الناس بمكة أشد العطش فكان أول من حفر عبد شمس بن عبد مناف بن قصي فحفر (الطوى) (49) وهي التي بأعلا مكة عند البيضاء دار محمد بن يسوف، وحفر هاشم بن عبد مناف (بذر) وهي البير التي عند المستنذر في خطم الخندمة على فم شعب أبي طالب وقال حين حفرها: لأجعلنها بلاغاً للناس، وحفر هاشم (سجلة) (50) وهي بير مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف التي يسقى عليها اليوم، قال عبد الملك: والله لفديم ما تحريت الصدق لك وعليك قال: ثم ماذا؟ قال: ثم ابتاعها مطعم بن عدي من أسد بن هاشم وبنو هاشم تزعم أن عبد المطلب بن هاشم وهبها له حين حفر زمزم واستغنى عنها، وسأله مطعم بن عدي أن يضع حوضاً من أدم إلى جنب زمزم يسقي فيه من ماء بيره فأذن له في ذلك وكان يفعل ذلك، قال محمد بن جبير: فكثرت المياه بمكة بعد ما حفرت زمزم حتى روى الفاطن والبادي، ودنت لها بكر وخزاعة فارتووا منه لا تنزح، قال عبد الملك:
بئر الجفر ـ
ثم ماذا؟ قال محمد بن جبير: ثم حفر أمية بن عبد شمس (الجفر) لنفسه.
بئر ميمون ـ
وحفر ميمون بن الحضرمي حليفك بيره، وكانت آخر بير حفرت من هذه الآبار في الجاهلية (51) قال: أرأيت قول الله تعالى قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً قال: يعني تلك الآبار التي كانت تغور فيذهب ماؤها فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ زمزم ماءها معين، قال غير محمد بن جبير: مجاهد وعطاء وغيرهما من أهل العلم في قوله تعالى: فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ قالوا: زمزم، وبير ميمون بن الحضرمي، قال محمد بن جبير: فلما حفرت بنو عبد مناف آبارها سقوا الناس واسقوا الناس عليها فشق ذلك على قبايل قريش ورأوا أنهم لا ذكر لهم في تلك الآبار حفرت قريش آباراً وجعلوا يبتارون بها في الري والعذوبة حتى كاد أن يكون في ذلك شر طويل، فمشت في ذلك كبراء قريش فاقصر الشر، وحفرت بنو أسد بن عبد العزى (شفية) (52) بير بني أسد ابن عبد العزى.
بئر أم أحراد ـ
وحفرت بنو عبد الدار (أم احراد) (53) ، وحفرت بنو جمح (السنبلة) (54) وهي بير خلف بن وهب، وحفرت بنو سهم (الغمر) (55) .
بئر السقيا ـ
وحفرت بنو مخزوم (السقيا) (56) بير هشام بن المغيرة (57) .
بئر الثريا ـ
وحفرت بنو تيم (الثريا) وهي بير عبد الله بن جدعان.
بئر النقع ـ
وحفرت بنو عامر بن لؤي (النقع) (58) قال عبد الملك: يابا سعيد إن هذا العلم لو سألت عنه جميع قومك ما عرفوه، قال محمد بن جبير: ليأتين عليهم زمان لا يعرفون ما هو أظهر من هذا، قال عبد الملك: أي والله (59) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :958  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 236 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.