حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: قال لي داود بن عبد الرحمن العطار وسألته عن حديث فقال لي: اكتب هذا الحديث فإن أهل العراق يستطرفونه ويسألوني عنه كثيراً.
حدّثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر عمرة الحديبية، وعمرة القضاء من قابل، والثانية من الجعرانة، والرابعة التي مع حجته.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن الزنجي عن ابن جريج قال: أخبرني زياداً أن محمد بن طارق أخبره أنه اعتمر مع مجاهد من الجعرانة فأحرم من وراء الوادي حيث الحجارة المنصوبة، قال: من ها هنا أحرم النبي صلى الله عليه وسلم، وأني لأعرف أول من اتخذ هذا المسجد على الأكمة بناه رجل من قريش سماه واشترى مالاً عنده نخلاً فبنى هذا المسجد، قال ابن جريج: فلقيت أنا محمد بن طارق فسألته فقال: اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بالجعرانة، قال: فأما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش وأتخذ ذلك الحايط.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن عبد المجيد عن ابن جريج عن مزاحم بن أبي مزاحم عن عبد العزيز بن عبد الله عن مخرش الكعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلاً من الجعرانة حين المساء معتمراً، فدخل مكة ليلاً فقضى عمرته ثم خرج من تحت ليلته، فأصبح بالجعرانة كبايت حتى إذا زالت الشمس خرج من الجعرانة في بطن سرف(2) حتى جامع الطريق، طريق المدينة بسرف، قال مخرش: فلذلك خفيت عمرته على كثير من الناس.
الجعرانة: بكسر أوله وسكون ثانية وفتح ثالثة (انظر أيضاً الحاشية رقم 2 ص 120 ج1 من هذه الطبعة) ويقال إنها سميت الجعرانة باسم امرأة من قريش يقال لها (رائطة) ولقبها جعرانة وهي امرأة أسد بن عبد العزى.