شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الثاني > ذكر المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وما فيها من آثار النبي صلى الله عليه وسلم وما صح من ذلك
 
ذكر المواضع التي يستحب فيها الصلاة بمكة وما فيها من آثار النبي صلى الله عليه وسلم وما صح من ذلك
قال أبو الوليد:
مولد النبي (1) - أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف (2) كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وفيه وفي غيره يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع حين قيل له أين ننزل يا رسول الله؟ وهل ترك لنا عقيل من ظل؟ فلم يزل بيده وبيد ولده من محمد يوسف فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء وتعرف اليوم بابن يوسف فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجت الخيزران أم الخليفتين موسى وهارون فجعلته مسجداً يصلى فيه وأخرجته من الدار وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار يقال له: زقاق المولد (3) .
حدّثنا أبو الوليد قال: سمعت جدي ويوسف بن محمد يثبتان أمر المولد وأنه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة، حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني محمد بن يحيى عن أخيه قال: حدثني رجل من أهل مكة يقال له: سليمان بن أبي مرحب مولى بن خثيم قال: حدثني ناس كانوا يسكنون ذلك البيت قبل أن تشرعه الخيزران من الدار ثم انتقلوا عنه حين (4) جعل مسجداً، قالوا لا والله ما أصابتنا فيه (5) جايحة ولا حاجة فأخرجنا منه فاشتد الزمان علينا.
ومنزل خديجة ابنة خويلد زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهو البيت الذي كان يسكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وخديجة وفيه ابتنى بخديجة، وولدت فيه خديجة أولادها جميعاً (6) وفيه توفيت خديجة، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم ساكناً فيه حتى خرج إلى المدينة مهاجراً فأخذه عقيل بن أبي طالب ثم اشتراه منه معاوية وهو خليفة فجعله مسجداً يصلي فيه وبناه بناءه هذا وحدد (7) الحدود التي كانت لبيت خديجة لم تغير فيما ذكر عن من يوثق به من المكيين (8) ، وفتح معاوية فيه باباً من دار أبي سفيان بن حرب هو قايم إلى اليوم وهي الدار التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن (9) وهي الدار التي يقال لها اليوم: دار ريطة بنت أبي العباس أمير المؤمنين وفي بيت خديجة هذا صفيحة من حجارة مبنى عليها في الجدر جدر البيت الذي كان يسكنه النبي صلى الله عليه وسلم قد اتخذ قدام الصفيحة مسجداً، وهذه الصفيحة مستقبلة في الجدر من الأرض قدر ما يجلس تحتها الرجل، وذرعها ذراع في ذراع وشبر. قال أبو الوليد: سألت جدي أحمد بن محمد ويوسف بن محمد بن إبراهيم وغيرهما من أهل العلم من أهل مكة عن هذه الصفيحة ولم جعلت هنالك؟ وقلت لهم: أو لبعضهم إني أسمع الناس يقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس تحت تلك الصفيحة فيستدري بها من الرمي بالحجارة إذا جاءته من دار أبي لهب، ودار عدي بن أبي الحمراء الثقفي (10) فأنكروا ذلك وقالوا: لم نسمع بهذا من ثبت ولقد سمعنا من يذكرها من أهل العلم فأصح ما انتهى إلينا من خبر ذلك أن أهل مكة كانوا يتخذون في بيوتهم صفايح من حجارة تكون شبه الرفاف توضع عليها المتاع والشيء من الصيني (11) والداجن يكون في البيت، فقل بيت يخلو من تلك الرفاف (12) ، قال جدي: وأنا أدركت بعض بيوت المكيين القديمة فيها رفاف من حجارة يكون عليها بعض متاع البيت، قال فيقولون: إن تلك الصفيحة التي في بيت خديجة من ذلك.
ومسجد في دار الأرقم ابن أبي الأرقم المخزومي التي عند الصفا يقال لها دار الخيزران كان بيتاً وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مختبياً فيه، وفيه أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13) .
ومسجد بأعلا مكة عند الردم عند بير جبير. بن مطعم يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه وقد بناه عبد الله بن عبيد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس (14) وبنى عنده جنبذا (15) يسقى فيه الماء.
ومسجد بأعلا مكة أيضاً يقال له مسجد الجن وهو الذي يسميه أهل مكة مسجد الحرض (16) وإنما سمي مسجد الحرس أن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى إذا انتهى إليه وقف عنده ولم يجزه (17) حتى يتوافى عنده عرفاءه وحرسه يأتونه من شعب بني عامر (18) ومن ثنية المدنيين (19) فإذا توافوا عنده رجع منحدراً إلى مكة، وهو فيما يقال له: موضع الخط الذي خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ليلة استمع عليه الجن، وهو يسمى مسجد البيعة يقال: إن الجن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع.
ومسجد يقال له مسجد الشجرة بأعلا مكة في دبر دارة منارة بحذاء هذا المسجد مسجد الجن يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شجرة كانت في موضعه وهو في مسجد الجن فسألها عن شيء فأقبلت تخط بأصلها وعروقها الأرض حتى وقفت بين يديه، فسألها عما يريد ثم أمرها فرجعت حتى انتهت إلى موضعها (20) .
ومسجد بأعلا مكة عند سوق الغنم عند قرن مسقلة ويزعمون أن عنده بايع النبي صلى الله عليه وسلم الناس بمكة يوم الفتح (21) ، حدّثنا أبو الوليد قال: وحدثني جدي عن الزنجي عن ابن جريج حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم أن محمد بن الأسود بن خلف الخزاعي أخبره أن أباه الأسود حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قرن مسقلة بالمعلاة قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم جاءه الرجال والنساء والصغار والكبار فبايعهم على الإسلام والشهادة قال: قلت: وما الشهادة؟ قال محمد بن الأسود: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله (22) .
ومسجد السرر وهو المسجد الذي يسميه أهل مكة مسجد عبد الصمد بن علي كان بناه (23) .
ومسجد بعرفة عن يمين الموقف يقال له: مسجد إبراهيم وليس بمسجد عرفة الذي يصلي فيه الإمام (24) .
ومسجد يقال له: مسجد الكبش بمنى قد كتبت ذكره في موضع ذكر منى وما جاء فيه.
ومسجد بأجياد وموضع فيه يقال له: المتكا سمعت جدي أحمد بن محمد ويوسف بن محمد بن إبراهيم يسألان عن المتكا وهل يصح عندهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اتكي فيه فرأيتهما ينكران ذلك ويقولان: لم نسمع به من ثبت، قال لي جدي: سمعت الزنجي مسلم بن خالد، وسعيد بن سالم القداح وغيرهما من أهل العلم يقولون. إن أمر المتكا ليس بالقوي عندهم بل يضعفونه غير أنهم يثبتوا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأجياد الصغير لا يثبت ذلك الموضع ولا يوقف عليه، قال: ولم أسمع أحداً من أهل مكة يثبت أمر المتكا (25) .
ومسجد على جبل أبي قبيس - يقال له: مسجد إبراهيم سمعت يوسف بن محمد بن إبراهيم يسأل عنه هل هو مسجد إبراهيم خليل الرحمن؟ فرأيته ينكر ذلك ويقول: إنما قيل هذا حديثاً من الدهر، لم أسمع أحداً من أهل العلم يثبته، قال أبو الوليد: وسألت أنا جدي عنه فقال لي: متى بني هذا المسجد إنما بني حديثاً من الدهر ولقد سمعت بعض أهل العلم من أهل مكة يسأل عنه (26) أهذا المسجد مسجد إبراهيم خليل الرحمن؟ فينكر ذلك ويقول: بل هو مسجد إبراهيم القبيسي لإنسان كان في جبل أبي قبيس ساسي يسأل عنده، فقلت لجدي: فإني سمعت بعض الناس يقول: إن إبراهيم خليل الرحمن حين أمر بالأذان في الناس بالحج صعد على جبل أبي قبيس فأذن فوقه فأنكر ذلك وقال: لا، لعمري ما (27) بين أصحابنا اختلاف أن إبراهيم خليل الرحمن حين أمر بالأذن في الناس بالحج قام على مقام إبراهيم فارتفع به المقام حتى صار أطول من (28) الجبال وأشرف على ما تحته، فقال: أيها الناس أجيبو ربكم قال: وقد كنت (29) ذكرت ذلك عند موضع ذكر المقام، مفسراً.
ومسجد بذي طوى - بين ثنية المدنيين المشرفة على مقبرة مكة، وبين الثنية التي تهبط على الحصحاص، وذلك المسجد بنته زبيدة بأزج.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي أخبرنا الزنجي عن ابن جريج عن موسى بن عقبة أن نافعاً حدثه أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوي حين يعتمر، وفي حجته حين حج تحت سمرة في موضع المسجد، حدّثنا أبو الوليد قال: وحدثني جدي أخبرنا مسلم عن ابن جريج قال: وحدثني نافع أن ابن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوى فيبيت به حتى يصلي الصبح حين يقدم مكة، ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك على أكمة غليظة ليس بالمسجد الذي بنى ثم ولكنه أسفل من الجبل الطويل الذي قبل الكعبة يجعل المسجد الذي بني بيسار المسجد بطرف الأكمة ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسفل منه على الأكمة السوداء، تدع من الأكمة عشرة اذرع أو نحوها بيمين ثم يصلي مستقبل الفرضين من الجبل الطويل الذي بينه وبين الكعبة (30) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 227 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج