شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 27 -
دنقل: انظر يا فرهود.. إنها تلك..
فرهود: إنها هي ضحى.. بشحمها ولحمها..
دنقل: إلى الأمام سر..
(ويخرج فرهود من بين الأشجار ويفاجأ خالد ومن معه به وما أن تراه ضحى حتى تصرخ):
ضحى: مين.. أنت! يا إلهي! من أين جئت؟
فرهود: جئت من أجلك يا بنت عمي.. ألا ترحبين بي..؟
ويذهل الجميع وخاصة حينما يرون دنقل يلحق به وتقول ضحى وقد عادت إليها رباطة جأشها):
ضحى: أنا لا أرحب بالمجرمين..
فرهود: أنا الذي قطعت هذه المسافات الشاسعة وتعرضت للأخطار والأهوال من أجلك تقولين عني مجرم. أهذا جزائي منك يا ضحى..
ضحى: ألست المجرم الذي هرب من سيارة البوليس المحترقة..
(همهمة وغمغمة من الواقفين تتجلى بقولهم بصوت واحد):
أصوات: أنت المجرم الذي هرب من السيارة المحترقة..
ضحى: لا تصدقوها.. لا تصدقوها.. إنها خائنة..
خالد: اضغط لسانك أيها المجرم وإلا قطعته..
فرهود: أنت يا شاب الهيبز.. تقطع لساني.. طيب خذ..
(ويلكمه على وجهه فيقع أرضاً والدم ينزف من فيه فتصرخ ضحى):
ضحى: يا بوليس! يا بوليس.. يا بوليس..
(ويسرع دنقل فيكمم فمها وينهض خالد ويهجم على فرهود.. فيحمله ويرمي به أرضاً وفتحي يقول):
فتحي: برافو يا خالد.. اضربه.. ألكمه كما لكمك.. اضرب.. جامد.. جامد..
انطوانيت: يا بوليس.. يا بوليس..
ويسحب دنقل خنجراً ويقول:
دنقل: إن لم تسكتي أنت يا وليه وأنت يا خائنة يا ضحى قتلتكما بهذا الخنجر..
فتحي: تقتلنا.. هل نحن فراخ حتى تقتلنا يا مجرم..
فرهود: إلحقني يا دنقل.. إلحقني يا خويا.. إلحقني..
(ويهجم دنقل على خالد يصرخ فتحي):
فتحي: اثنتين على واحد يا جبناء.. تشجع يا خالد نحن معك..
(ويرفسه دنقل برجله فيصرخ فتحي) ترفسني يا بغل خذ..
(وتلتقط ضحى عوداً كبيراً من عيدان الشجر وتهجم به على فرهود وتضرب به فرهود على رأسه فيقع على الأرض وهو يقول):
فرهود: آه.. قتلتني يا ضحى.. قتلتني.. سامحك الله..
ضحى: مدام انطوانيت.. عفاف.. أكملوا عليه بالحجارة تعال يا فتحي أعني على المتوحش الذي يصارعه خالد..
(ويضرب فتحي دنقل بحجر ضخم على رأسه فينفجر الدم فيقول دنقل):
دنقل: تضربني غدراً يا جبان..
فتحي: وخالد الذي تضربه يا متوحش.. يا غدار.. يا جبان.. يا..
دنقل: طيب.. خذ يا خالد.. وحدة بوحدة..
خالد: آخ.. طعني المجرم.. ولكنها سليمة.. لقد خلصت الخنجر من يده أضربه يا فتحي.. اضربيه يا ضحى.. إنه عملاق.. مارد.. متوحش..
فتحي: لقد أغمي عليه يجب أن نربطهما جيداً حتى لا يفرا قبل أن يأتي البوليس..
خالد: في شنطة السيارة حبل كبير هاته يا عفاف.. إسرعي.. وأنت يا فتحي أسرع وأدع البوليس من تليفون الفندق..
ضحى: الدم ينزف من كتفك يا خالد..
خالد: بسيطة يا ضحى.. أنت إن شاء الله لم تصابي بسوء..
ضحى: أبداً إلا بعض الخدوش التي تشاهدها في وجهي..
خالد: برافوا أنت والله البطلة التي خلصتني من المجرمين اللذين كادا يفتكان بي..
انطوانيت: لف جرحك بهذا الإيشارب..
ضحى: خذي هذا المنديل يا ماما وضعيه على الجرح واربطيه بالإيشارب ريثما نعود للفندق ونسعفه.
(وتأتي عفاف.. ومعهما الحبل فيقول خالد):
خالد: برافوا عفاف.. يا الله ساعدوني على ربط المجرمين إنهما مغمى عليهما من ضربة ضحى وفتحي لا شلت يمينها..
ضحى: يلا يا ماما.. ساعدينا..
انطوانيت: حاضر يا روح ماما.. حاضر.. بس اربط جرح خالد حتى يقف النزيف مؤقتاً..
(وما أن ينتهوا من شد وثاق المجرمين حتى نسمع سيارة البوليس فيقول خالد):
خالد: برافو فتحي..
ضحى: برافوا لقوات البوليس المستعدة للطوارىء..
انطوانيت: يا لها من حفلة يا ضحى..
خالد: أتريدين أحسن من هذه الحفلة يا مدام لقد خلصنا الناس من مجرمين خطيرين..
انطوانيت: وخلصنا ضحى ممن يدعي أنه ابن عمها..
ضحى: الحمد لله.. وإني جد آسفة لما حدث لكم ولا سيما للأستاذ خالد بسببي..
(وتصل سيارة البوليس ويقول الضابط):
الضابط: عسكر احملوا المصابين.. وأنتم يؤسفني أن اضطر أيضاً لأن أقول لكم اتفضلوا معي إلى مركز البوليس لأخذ إفادتكم..
خالد: ولكني يا سيادة الضابط أنا لا أستطيع أن أسوق سيارتي قدمي ينزف كما ترى..
ضحى: أنا أسوق السيارة بدلاً منك يا خالد ولكن ليست لدي رخصة.. هل تسمح يا سيادة الضابط؟
الضابط: اسمح لك بسواقة السيارة بدون رخصة حتى مركز البوليس.. هيا اتبعينا..
(نسمع بوق سيارة البوليس وصوت محرك سيارة خالد الذي يقول):
خالد: أنت سواقة ماهرة..
فتحي: يعني حضرتك فقط السواق الماهر الأوحد..
خالد: لم أدع هذا يا فتحي..
انطوانيت: إنه يمزح كعادته يا خالد..
ضحى: ولا يهمك يا خالد..
فتحي: خلاص يا خالد المدموزيل ضحى معك على طول الخط..
ضحى: أراك ترتعشين يا ماما..
فتحي: من الفرحة بنجاتنا من المجرمين.. أليس كذلك يا مدام؟
انطوانيت: من الفرحة ومن الخوف..
خالد: الخوف الحمد لله زال والبركة في عصى ضحى البلطة التي قضت على المجرمين..
فتحي: أنسيت حجارتي التي زرعت طماطم في رأس المجرمين.. |يضحكون|:
خالد: الحلقة القادمة ستكون على سلامتنا..
فتحي: الحفلة القادمة امتحانات آخر السنة يا خالد..
ضحى: صحيح..
خالد: نعم يا ضحى..
ضحى: أرجو ألا تؤثر الطعنة التي جاءتك بسببي على امتحاناتك..
خالد: الطعنة بسيطة خارجية والدم وقف بعد التضميد الهائل من المدام..
فتحي: وصلنا نقطة البوليس اتفضلوا على حفلة السين والجيم.. لقد أصبحنا في عداد الأبطال غداً تظهر الصفحات الأولى من الجرائد وهي تحمل صورنا وأخبارنا في لافتات بالخط العريض..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت خطار يقول بصوت خافت):
خطار: منصور! منصور! تعال إلي.. تعال..
منصور: نعم يا خطار ماذا تريد..؟
خطار: الشيخ عامر.. أين هو..؟
منصور: ذهب مع طبيب الوحدة الصحية لمعاينة المرضى من أفراد العشيرة..
خطار: ومتى يعود؟
منصور: لا أدري ولكنه لن يبطىء هل تحس بشيء..
خطار: نعم إني متعب مكدود..
منصور: سأرسل إليه من يعلنه بحالك..
خطار: افعل.. جوزيت خيراً..
(منصور ينادي):
منصور: سعد.. سعد قل لأبو خالد خطار مريض ويحتاج إلى علاج سريع..
خطار: شكراً يا بني.. رباه أكتبت علي بأن أودع الحياة قبل أن أرى ابنتي..
منصور: أنت بخير يا خطار..
خطار: لست يائساً ولكنني حزين..
منصور: هل يعيد الحزن ابنتك إليك..
خطار:
ألا إنما الدنيا غضارة أيكة
إذا اخضر منها جانب جفّ جانب..
فلا تفرحن منها لشيء تفيده
سيذهب يوماً مثل ما أنت ذاهب
وما هذه الأيام إلا فجائع
وما العيش واللذات إلا مصائب
منصور: ما هذا الذي تقوله يا خطار..
خطار: لم اقله أنا وإنما قاله أحد الأدباء..
منصور: إنه أديب متشائم مغرق في تشاؤمه..
خطار: لعلَّ له عذراً وأنت تلوم..
منصور: انظر خطار..
خطار: ماذا أنظر.. إن عيني قد شاختا فلا تبصران إلا الشيء الغريب..
منصور: الشيخ عامر ومعه طبيب الوحدة الصحية في طريقهما إلينا..
خطار: الحمد لله.. الحمد لله..
(نسمع صوت وقوف السيارة ونزول الشيخ عامر ومن معه تواكبهما موسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت عامر يقول):
عامر: تركتك بخير يا خطار فماذا جدّ..؟
خطار: سيجيب عني الدكتور يا شيخ عامر..
عامر: تفضل يا دكتور وعاينه..
منصور: بسيطة.. بسيطة.. زال الباس يا خطار..
خطار: إن شاء الله إن شاء الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضابط البوليس يقول):
الضابط: انتهينا من أخذ الإفادات ويمكنكم الانصراف ما عدا خالد الذي يجب أن ينام الليلة في المستشفى لأن الدكتور يشتبه في أن جرحه قد تلوث..
خالد: أمر الطبيب مطاع.. ولكن في أي مستشفى يا سيادة الضابط..
الضابط: في مستشفى الإسعاف..
خالد: حسناً..
فتحي: لا لزوم لذلك يا فتحي فالجرح بسيط وغداً صباحاً تعال فربما إذن لي الطبيب بالخروج..
ضحى: بودنا جميعاً أن نبقى بجانبك يا خالد..
خالد: شكراً.. شكراً إن شاء الله نلتقي غداً..
انطوانيت: عندي في البنسيون لعلّنا نعوّض ملابس حفلة اليوم..
ضحى: وفي نفس الوقت احتفاء بسلامة خالد..
خالد: الله يسلمك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عامر يقول):
عامر: الدكتور طمأننا يا خطار.. إنه عارض برد وسيزول بإذن الله..
خطار: إن شاء الله..
منصور: لازم خطار يتغلب على هذا العارض ويقهره..
عامر: سيشفى بإذن الله..
منصور: ألم تقل لخطار عما جاء في رسالة خالد..
خطار: (بلهفة) هل من جديد.. هل من أخبار عن ابنتي.. قولوا لي قولوا طمنوني..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج