شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 21 -
(يدق جرس الباب فتسرع انطوانيت لفتحه وعندما ترى أن الطارق هو من يدعي أنه ابن عم ضحى تقول برعب):
انطوانيت: مين.. أنت.. ابن عمها.. إنها ليست هنا..
فرهود: يا مدام كل من أسأل يقول لي إنها عندك..
انطوانيت: هي مين؟
فرهود: ليلى بنت خطار عمي..
انطوانيت: ليست لدينا واحدة بهذا الاسم يا مسيو. أنت غلطان..
فرهود: لقد وجدت إعلاناً معلقاً في النادي اللبناني وفيه ذكرت عنوانها عندك..
انطوانيت: هنا بنسيون يا مسيو والذين يأتون إليه من الجنسين كثيرون. ولكني لا أعرف فتاة بهذا الاسم بين اللواتي نزلن في هذا البنسيون.
فرهود: شكراً. سأذهب للنادي مرة ثانية لأتأكد من العنوان فلعلي غلطان.
انطوانيت: طيب وعنوان حضرتك أين؟
فرهود: أنا متنقل من بنسيون إلى فندق. هل عندك مكان لي في البنسيون؟
انطوانيت: مع الأسف يا مسيو البنسيون غرفة محجوزة لشهر..
فرهود: لشهر بكامله.
انطوانيت: أجل يا مسيو أجل. هذا بنسيون من الدرجة الأولى..
فرهود: حسناً شكراً..
انطوانيت: مع السلامة.
(ما يكاد يلفت ظهره حتى يعود ليقول قبل أن تقفل للمدام باب الشقة)..
فرهود: مدام. أرجو العفو..
انطوانيت: تكلم..
فرهود: ضحى التي تشتغل عند السيدة اليونانية كممرضة. أليست هي ليلى التي قيل لي إنها تسكن عندك..
انطوانيت: يا خواجا. أنا قلت لك لا أعرف واحدة بهذا الاسم سواء ضحى أو ليلى..
فرهود: البقال الذي بجانب فيلا السيدة اليونانية هو الذي قال لي عن الممرضة ضحى التي تشتغل عندها ولما سألت خادم الفيلا قال إنه لا يعرف أحداً بهذا الاسم.
انطوانيت: الأسماء المتشابهة كثيرة..
فرهود: أنا حاتجنن. أنا لازم اطلعها من أرض. من سما..
انطوانيت: مع السلامة.
(موسيقى نسمع بعدها صوت ضحى تقول):
ضحى: ما العمل يا مدام؟
انطوانيت: لماذا تخشينه؟
ضحى: إنه مجرم..
انطوانيت: لماذا لا تبلغي البوليس عنه؟
ضحى: ماذا أقول للبوليس..؟
انطوانيت: صحيح.. ما هي التهمة التي ستلصقينها به..
ضحى: يجب أن أغادر هذا البلد خوفاً من بطشه..
انطوانيت: لماذا؟
ضحى: سوف يلاحقني. سوف يطلب مني أن أتزوجه كما كان يفعل أيام كنت في لبنان..
انطوانيت: يتزوجك بالعافية.
ضحى: لا. ولكن..
انطوانيت: ولكن ماذا؟
ضحى: سيضايقني ربما يعجزني يطلب فلوس وأنت تعرفين ما عندي..
انطوانيت: إذا بدر منه مثل ذلك كلمنا البوليس بشأنه..
ضحى: أمري لله والمشتكى إليه. يا إلهي إلى متى يستمر صراعي مع الأيام..
انطوانيت: على كل حال كوني شجاعة إذا ما اتفق أن قابلته..
ضحى: حسناً، متى ستذهبين معي إلى مدام جوزفين لاستلام العمل بالمشغل فالوقت الذي حددته لافتتاح المعرض قد اقترب..
انطوانيت: سأكلمها بالتليفون.. دقيقة..
(تدق جرس التليفون وتهاتف مدام جوزفين قائلة)..
هلو. مدام جوزفين موجودة. أنا انطوانيت قل لها. أنا على التليفون..
أهلاً مدام جوزفين. بونجور. متى تريدي أن تداوم ضحى على العمل بالمشغل؟. غداً هذا غير ممكن. ثم تدبرت موضوع الشرط الجزائي مع الناظر. حسناً. ما دام الأمر كذلك فستداوم ضحى من الغد إن شاء الله. ارفوار.
ضحى: غداً أداوم في المشغل. مدام جوزفين مستعجلة على إيه؟.
انطوانيت: ما دامت قد هيأت كل شيء لك وتدبرت أمر من يقوم بخدمة الست اليونانية فماذا يضيرك توكلي على الله..
ضحى: توكلت على الله..
انطوانيت: اذهبي وودعي الست الكبيرة وأحضري هدومك وعودي إلي حالاً.
ضحى: ارفوار..
انطوانيت: ارفوار..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت فتحي يقول):
فتحي: لا تسل عن مبلغ سروري بهذا القرار الحكيم الذي اتخذته يا خالد..
خالد: هكذا شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى وأن يكون ذلك على يدي المحامي البارع بل الساحر مجدي..
فتحي: الحمد لله يا خالد. الحمد لله..
خالد: لم أر في حياتي شخصية لها هذا التأثير الطاغي مثل شخصية المحامي مجدي. فمنذ اللحظة التي أخذتني فيها إليه أحسست بشعور غريب. شعور الانقياد والطاعة.. شعور الإعجاب والتقدير.
فتحي: هذا شعور كل من اتصل بهذا المحامي اللامع وتعرف به..
خالد: ثم إني نسيت أيضاً أن أنوه..
فتحي: تنوه بماذا؟..
خالد: أنوه بفضلك علي يا فتحي. إنك لم تكن راضياً عما فعلت. وكم نصحتني. وكم أغلظت لك ولكني تحملت وصبرت حتى رأيت ثمرة نصحك وإرشادك.
فتحي: قلت لك من البداية إن سروري لا يوصف.
خالد: أعرفت من كان السبب فيما جرى لليلى..
فتحي: عدنا لليلى.. لقد طوينا هذه الصفحة ولا نريد أن ننشرها ثانية..
خالد: صدقني لقد طويت تلك الصفحة ولكن..
فتحي: ولكن ماذا؟.
خالد: أريدك أن تعرف أن الله تعالى يمهل ولا يهمل..
فتحي: هذه حقيقة نؤمن بها..
خالد: ليلى تجنت على زميلة لها اسمها ضحى كانت تشتغل معها وكانت مخلصة لها وتعمل على ستر جهل ليلى بالخياطة والتطريز فكان جزاؤها من ليلى أن سعت لدى مدام جوزفين حتى فصلتها..
فتحي: وبعد..
خالد: وأصيبت ضحى بعقدة نفسية من جراء الصدمة هجرت فيها الخياطة والتطريز مع أنها تحمل مؤهلاً عالياً جداً فيهما واشتغلت. احزر..
فتحي: ليست عندي بصيرة للحدس والتخمين. هات. قل.
خالد: اشتغلت ممرضة عند سيدة يونانية ثرية.
فتحي: حكاية غريبة. وبعد..
خالد: وقد أدركت ضحى منذ بدأ الصراع بينها وبين ليلى أن ليلى لا تحمل مؤهلاً فلما سألتها مدام جوزفين عن أسباب الصراع ذكرت لها رأيها فطلبت منها أن تثبت ذلك فخابرت المعهد الذي ادعت ليلى أنها تخرجت فيه.
فتحي: وجاء الجواب بأن ليلى تحمل دبلوماً مزوراً.
خالد: هذا ما جرى بالضبط وكان بالطبع بداية البلاء الذي نزل على ليلى..
فتحي: يجب أن تشكر الله يا خالد ومن ثم تشكر ضحى التي كشفت لك ليلى على حقيقتها.
خالد: ما في شك الحمد والشكر لله أولاً وآخر. ولو أني في الحقيقة كنت أرى اتصالات مريبة بين ليلى وبين أشخاص من الأجانب ولكن كنت أحملها على محمل أنهم لا بد من أقاربها.
فتحي: وكيف عرفت أنهم أجانب.
خالد: كانوا يتكلمون بلغة يونانية..
فتحي: وليلى أتتكلَّم اليونانية؟
خالد: بلى وتتكلمها وكأنها واحدة منهم..
فتحي: إذن فقد كنت مستعداً للابتعاد عنها..
خالد: كنت ولكن اتهامها جعلني أشفق عليها ثم عندما صحا عقلي رجعت إلى صوابي..
فتحي: الحمد لله الذي أعادك إلى جادة الصواب..
خالد: ولكن..
فتحي: ولكن ماذا؟
خالد: أراني أصبحت أفكر في ضحى هذه. إن فيها غموضاً يجب أن أكتشفه..
فتحي: يا سلام يا خالد أنت تفتكرني (لطخ) أو (عبيط) حتى تستغفلني..
خالد: استغفر الله.. استغفر الله..
فتحي: وكلامك يا أخي. غموض في ضحى تريد أن تكتشفه كما هداك العلم بالشيء إلى الوقوع في حب ليلى حباً كاد يؤدي بك إلى الهاوية. عد وانتظم في دراستك فالسنة الدراسية على وشك الانتهاء..
خالد: صدقت. ألف شكر.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت بيومي يقول):
بيومي: والله حا توحشينا يا ضحى. لقد تعودنا على حسن معاملتك وكرم أخلاقك وفين رايحة الست الكبيرة تلتقي زيك.
ضحى: شكراً يا بيومي أنا والله لا أنسى تعاونك معي فقد كنت لي نعم الزميل والأخ الكريم..
بيومي: العفو يا فندم دا من كرم أخلاقك ربنا معك. وإن شاء الله الشغل الجديد كويس.
ضحى: بلى يا بيومي بلى..
بيومي: فين يا ضحى..
ضحى: في مشغل مدام جوزفين..
بيومي: مدام جوزفين. الآن عرفت لماذا اتصلت بي مدام جوزفين عدة مرات وهي تسأل عنك ولكن.
ضحى: ولكن ماذا؟
بيومي: أنت كنت تركت العمل عندها فكيف رجعت إليها..
ضحى: هي التي وسطت مدام انطوانيت من أجل أن أرجع واستلم المشغل كمديرة له.
بيومي: مديرة للمشغل.
ضحى: نعم يا بيومي..
بيومي: فرحتيني يا فندم ربنا يوفقك ويأخذ بيدك وتبقي صاحبة المشغل.
ضحى: شكراً يا بيومي. بس. ادع لي بالتوفيق فأنا خائفة من أولاد الحرام.
بيومي: ربنا يكفيك شرهم. على فكرة. يا فندم الراجل ابن عمك سأل عنك تاني.
ضحى: تاني..
بيومي: ايوا يا فندم..
ضحى: متى؟
بيومي: قبل قدومك بساعة تقريباً. وكنت ناوي أتخانق معه.
ضحى: ليه يا بيومي..
بيومي: صار يزعق ويقول أنت عايز تخبيها عني. أنت. أنت كذاب..
ضحى: حقيقة أنه وقح..
بيومي: وما أن سمعت هذه الكلمة حتى أمسكت بزمارة رقبته. وقلت له أنت الكذاب. وأنت عديم الحيا والذوق ثم قفلت الباب في وشو..
ضحى: يستاهل وبعدين..
بيومي: راح في ستين داهية. يا ضحى. أنت لازم تبلغي البوليس عنه..
ضحى: عايزه سبب للتبليغ وسوف أجده. المهم ربنا أراحك منه. إنه لن يأتيك بعد الخناقة.
بيومي: إنه جبان..
ضحى: جبان. لا. ولكنه مكار. خبيث. وداهية.
بيومي: ربنا يحميك منه ويقيك من شروره.
ضحى: طيب يا بيومي. أنا ماشية. أنت عارف عنواني ولازم تزورني..
بيومي: وأنت كمان.
ضحى: إن الست الطيبة لن أنسى أفضالها وسأزورها وأزور الإنسان الطيب اللي هو أنت يا بيومي.
بيومي: ربنا يسعدك ويكون معك. مع السلامة. ألف سلامة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت جرس التليفون يدق فيرد عليه بيومي قائلاً):
بيومي: هلو. مين؟
انطوانيت: أنا مدام انطوانيت.
بيومي: نهارك سعيد يا مدام.
انطوانيت: نهارك سعيد يا بيومي..
بيومي: أي خدمة يا مدام..
انطوانيت: ضحى عندك.
بيومي: لا. قبل قليل غادرت وهي في طريقها إليك..
انطوانيت: ومدام جوزفين أرسلت الممرضة التي ستكون بديلاً لضحى.
بيومي: لا..
انطوانيت: غريبة والست الكبيرة لا أحد عندها ليعتني بها..
انطوانيت: البركة فيك ولكن مدام جوزفين قالت إنها سترسل الممرضة البديلة حالاً.
بيومي: يمكن تأتي مع الناظر.
انطوانيت: أهذه هي العادة؟
بيومي: نعم يا مدام..
انطوانيت: خبرني يا بيومي عندما تأتي الممرضة الجديدة؟
بيومي: حاضر مع السلامة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 21 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج