الحلقة - 13 - |
خطار: إن شاء الله.. |
خالد: هيا وصلوني للمطار وبعدها واصلوا أنتم سفركم إلى أبي. |
خطار: ربنا معك يا بني. أظنها آخر سنة جامعية لك.. |
خالد: بلى. بلى. وسأدعوك وأبي لحضور حفلة تخرجي فيها بإذن الله. |
خطار: ربنا يكتب لك النجاح والتوفيق والسلامة. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مرشود يقول لنفسه): |
مرشود: أجل يا فرهود.. وقعت والله في أيدي.. سوف أنتقم لسونيا المسكينة التي راحت ضحية غدرك وخيانتك لها (ويسمع غمغمة صديقه ضرغام فيقول): |
ضرغام: أراك تكلم نفسك يا مرشود هل أصبت بمس في عقلك؟ |
مرشود: (يثوب إلى رشده فيقول) لا. يا صديقي ضرغام. كنت أتمتم ببعض الأشعار التي قلتها في سونيا.. |
ضرغام: طيب يا أخي اسمعنا.. أليس كذلك مدموزيل (نهى)؟ |
نهى: (وي شري).. |
مرشود: أراك تتكلمين الفرنسية فكيف تفهمين ما سأقوله. |
نهى: يا سلام يا أستاذ مرشود.. أتظن أنك الشاعر الأوحد.. |
مرشود: لا يا مدموزيل (نهى) غير أني أظن أنك شاعرة باللغة الفرنسية.. |
نهى: وبالعربية أيضاً ولا فخر: |
مرشود: عند الأتراك مثل.. ايشتا فرس.. ايشتا ميدان. سمعينا يا مدموزيل.. |
ضرغام: اسمعينا وأسعدينا يا نهى: |
نهى: حاضر سأسمعكم بعض أبيات من قصيدة بعنوان ((الحبيب الهاجر)).. |
ضرغام: يا سلام. يا سلام.. هات.. |
نهى: |
يا سارياً وسواد الليل يخفيه |
وهائماً وبياض الصبح يغشيه |
يستمطر الدمع من برح الفراق فلا |
دمع يهدهد آلام الهوى فيه |
حيران في مهمة الأقدار تنشره |
بيد وبيد من الأشجان تطويه |
لم تبق فيه تباريح النوى رمقاً |
إلا شعاعاً من الذكرى يناجيه |
|
(تصفيق استحسان من مرشود وضرغام الذي يقول): |
ضرغام: يا سلام على الشعر الكلاسيكي يا سلام. برافو مدموزيل نهى.. |
مرشود: أنت شاعرة رائعة.. هايلة.. فتهاني يا مدموزيل.. |
ضرغام: طيب اسمعنا يا مرشود مما قلته في (سونيا).. |
مرشود: سأسمعكم بضعة أبيات من قصيدة بعنوان (بحيرات العيون).. |
نهى: عنوان جذاب وظريف. |
مرشود: |
يا لعينيها وبالي منهما |
وبحيرات ترامت دون بر |
يسبح النور على زرقتها |
في محيا سنا الحسن سفر |
قد شربنا منهما صفو الهوى |
وركبنا فيهما متن الخطر |
مركب في مركب حطمته |
وعلى الأشلاء واصلت السفر |
|
* * * |
نهى: روعة.. المركب.. روعة.. هات يا مرشود هات. |
مرشود: |
يا حبيبي شاب دمعي وشكا |
خاطري المكلوم للماضي الأغر |
من حنين وأنين ونوى |
وجوى جرعني منه الأمر |
فإذا الدنيا ظلام دامس |
تتوارى في دياجيه الذكر |
وإذا الماضي وما في سره |
حلم قد مر في نوم القدر |
|
(تصفيق استحسان مع عبارات. برافو.. برافو): |
نهى: هذه يا مسيو مرشود ليست أشعاراً فحسب بل هي تابلوهات لرسام ومغنٍ ماهر.. مبدع ..(فورميدابل) |
ضرغام: ما كنت أدري أنك شاعر بهذا السمو يا مرشود. أنت مخبى في قشورك.. |
نهى: بودي لو جلست معكما أكثر ولكنني مرتبطة بموعد هام. (ارفوار).. |
مرشود: مع السلامة.. |
ضرغام: لا تنسى موعدنا غداً يا نهى. مع السلامة.. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت مرشود يقول): |
مرشود: ضرغام عندي لك أخبار هامة.. هامة جداً.. |
ضرغام: ما هي؟ قل.. |
مرشود: فرهود.. |
ضرغام: ماذا عنه؟ |
مرشود: إنه هنا.. |
ضرغام: هنا.. أين؟ |
مرشود: في بيت صاحبنا متري.. |
ضرغام: متري صاحب بقالة (الشمس).. |
مرشود: بلى.. يا ضرغام بلى.. |
ضرغام: لماذا لم تبلغ البوليس عنه؟ على الأقل تنتقم للمسكينة الضحية البريئة ((سونيا)).. |
مرشود: غداً.. سوف أقابل ((فرهود)) صباحاً في بيت متري.. |
ضرغام: وأنا أكون قد هيأت رجال الشرطة لتطويق المنزل والقبض عليه. إنها فرصة العمر يا مرشود. |
مرشود: اتفقنا.. |
ضرغام: اتفقنا.. |
مرشود: لا تنسى حصتي في المكافأة التي رصدتها دوائر الأمن العام لكل من يقبض على فرهود حياً أو ميتاً.. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت متري يقول): |
متري: أراك ساهداً يا فرهود.. |
فرهود: وأنّى لي أن أنام وأنا أنتظر القبض علي بين اللحظة والأخرى.. |
متري: ولكنها حالة صعبة يا أخي ستعرضك إلى انهيار عصبي فليس كالسهاد شيء مضر للجسم.. |
فرهود: يا أخي ذلك ليس بيدي ولا في طاقتي.. |
متري: ولكن دوام الحال من المحال.. |
فرهود: ماذا تعني يا مسيو متري؟ |
متري: أعني أنك لن تستمر طويلاً على هذه الحال.. |
فرهود: هذا صحيح ولكن ما العمل؟ ما الرأي؟ |
متري: الرأي العملي تسلم نفسك للبوليس وتوكّل عنك محامياً. وما أكثر المحامين الأكِفَاء.. |
فرهود: قلت لك إني لا أملك الشجاعة على تسليم نفسي.. |
متري: أنت حر ولكنك سألتني رأي وهذا رأي بعض أصدقائك الحميمين.. |
فرهود: أصدقائي الحميمين. هل تكلمت مع أحدهم بشأني.. |
متري: نعم؟ |
فرهود: مع من منهم؟ |
متري: مرشود.. |
فرهود: مرشود أنت خربت بيتك وبيتي. ألا تعرف أن مرشود أصبح أعدى عدو لي بعد موت (سونيا).. |
متري: وأنى لي أن أعرف، ولكن لماذا أصبح عدواً لك؟ |
فرهود: إنه يحب (سونيا) إلى درجة الجنون. وهو ولا شك يعتقد أنني قتلت سونيا.. |
متري: وأنى لي أن أعرف.. |
فرهود: ولماذا أخبرته ألم نتفق على السرية. قل لي متى قابلته؟ |
متري: اليوم مساءً وقد وعدته بمقابلتك غداً.. |
فرهود: غداً في مخفر الشرطة. وأنا مكبل بالقيود. |
متري: كيف. أمعقول ما تقول؟ |
فرهود: لو كنت أحب سونيا كما يحبها هو وكان هو في موقفي لوشيت به للبوليس. |
متري: إذن ما العمل.. |
فرهود: أنا سأهرب الآن. وأنت أعانك الله على سين وجيم الشرطة. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: التحضير لمعرض أزياء يا مسيو كامل يحتاج كما لا يخفاك إلى استعدادات ضخمة. |
كامل: ولكن مدام جوزفين صاحبة ال (أتيليه) تصر على انتهاز اجتماع عدة مؤتمرات عالمية بالقاهرة لافتتاح معرضها. |
ليلى: والمعرض بدون أزياء ما قيمته. هل نستعير أو نستأجر أزياء من مخازن أزياء ونعرضها على أنها صناعتنا.. |
كامل: أنا أعرف أن مدام جوزفين تحترم رأيك ثم إنك ستكونين المسؤولة الأولى عن هذا المعرض.. |
ليلى: إنه تقدير من المدام أعتز به وأفتخر. ولهذا لا يمكن أن أجازف بهذا التقدير بسبب المؤتمرات العديدة.. |
كامل: إذن فتولى ذلك معها.. |
ليلى: سأفعل ولكن.. |
كامل: ولكن ماذا يا مدموزيل ليلى؟ |
ليلى: تبدأ أنت في عمل الديكورات اللازمة.. |
كامل: والدعاية الصحفية من سيتولاها.. |
ليلى: عندي صديقة اسمها (عفاف) تدرس الصحافة وستتولى الناحية الإعلامية. |
كامل: شيء جميل وتفكير سليم. سأقوم بعمل التصميمات والبركة فيك فيما يتبقى. |
ليلى: الله يبارك فيك.. |
كامل: وإني أتمنى لك كل التوفيق في إقناع مدام جوزفين. |
ليلى: والآن إلى أين أنت سائر.. |
كامل: أنسيتِ يا ليلى وبسرعة.. |
ليلى: أنسيت ماذا يا سيد كامل؟ |
كامل: وليمة الغداء التي تقيمها طالبات معهد مدام جوزفين تكريماً لها بالقناطر الخيرية.. |
ليلى: والله نسيت في زحمة العمل. مرسي مسيو كامل.. كدت أنسى الموعد لولا أن ذكرتني به.. |
كامل: وكنت استهدفت لغضب المدام.. |
ليلى: كثر خيرك هيا بنا أمعك سيارة أم نستأجر تاكسي؟ |
كامل: لدي سيارتي تحت تصرفك.. |
ليلى: مرسي.. |
كامل: هيا بنا.. تفضلي اركبي.. |
(نسمع صوت محرك السيارة مصحوباً بموسيقى مناسبة نسمع بعدها صوت ليلى تقول): |
ليلى: الطريق جميلة والمناظر رائعة جذابة.. |
كامل: أهي أول مرة تذهبين فيها خارج القاهرة.. |
ليلى: أجل يا مسيو كامل أول مرة.. |
كامل: ستعجبك القناطر الخيرية يا مدموزيل وستحملك على التردد عليها مستقبلاً.. |
ليلى: وبصحبتك الطيبة.. |
كامل: مرسي يا فندم إنه من كمالك ولطفك.. |
(نسمع صوتاً غريباً في السيارة وتقطعاً في صوت الموتور فتقول ليلى): |
ليلى: ما هذا يا مسيو كامل؟ |
كامل: السيارة تقطع.. |
ليلى: يمكن وسخه في البنزين.. |
كامل: ويمكن البوجيهات أو الكونتاكت أو الكتاوت.. |
ليلى: أو العربية كلها بايظة قول مثلاً.. |
كامل: سنرى.. |
ليلى: هل تعرف بالسيارة؟ |
كامل: لا. ولكني أحاول.. |
ليلى: فلنستعن بأحد أصحاب السيارات المارين.. |
كامل: إذاً فلسنا.. |
ليلى: طيب. جرب. بس الوقت ضيق.. |
(يجرب كامل فلا يفلح ويقول): |
كامل: أظن من الأفضل نركن السيارة ونأخذ أول تاكسي إلى القناطر حتى نلحق الدعوة.. |
(يمر اتفاقا خالد ابن الشيخ عامر في طريقه إلى القناطر ومعه صديقه أخ المدموزيل (عفاف) صديقة ليلى. فيؤشر له كامل فيقف ويقول): |
خالد: خدمة يا فندم.. |
كامل: ممكن توصلنا للقناطر.. |
(ويرى فتحي صديق ليلى وكان يعرفها من ترددها على دارهم لزيارة أخته فيصرخ): |
فتحي: مدموزيل ليلى. فرصة سعيدة.. |
ليلى: فتحي أنت رايح للقناطر.. |
فتحي: ايوا مع صديقي خالد.. |
خالد: اتفضلوا نوصلكم للقناطر.. |
كامل: نأخذ تاكسي.. شكراً.. أخشى أن نزعجكم. |
فتحي: تزعجنا ومعك ليلى صديقة أختي عفاف. إنني مسؤول عنها زيك يا أستاذ.. |
ليلى: شكراً.. |
خالد: تفضلي يا آنسة ليلى. تفضل يا أستاذ.. |
كامل: شكراً.. |
خالد: أما من جهة عربتك ففي العودة إن شاء الله نصلحها. هيا.. |
(نسمع صوت تحرك سيارة خالد مصحوباً بموسيقى نسمع صوت بعدها فتحي يقول): |
فتحي: أذاهبة للفسحة يا ليلى؟ |
ليلى: لا.. بل مدعوة إلى الغداء الذي تقيمه طالبات معهد جوزفين للخياطة.. |
خالد: أأنت موظفة أم طالبة بالمشغل يا آنسة ليلى؟ |
كامل: بل هي المدرسة الأولى به يا أستاذ.. |
|