شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 6 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بأصوات الباعة في السوق والمنادين والمشائين.. نسمع بعدها صوت فريوان يقول):
فريوان: عمرت ((يبوس)) وازدهرت في مدة بسيطة..
جذعان: أجل يا (فريوان) أجل.. إن همم الرجال تقد الجبال.. لقد أصبحت يبوس مدينة.. بأسواقها وحوانيتها وبيوتها وقصورها وميادينها وقلاعها..
فريوان: هذا سر عظمة الكنعانيين (يا جذعان) إنهم مهرة يتقنون صناعة البناء والزخرفة..
جذعان: ثم إن هذه الحجارة الجميلة التي أكرمهم الله بها.. أنظر ما أجملها.. ما أحلى بياضها..
فريوان: بل قل وما أحلى احمرارها.. الشفق عند الغروب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جذعان يقول):
جذعان: هلم يا (فريوان) إلى الدخولية نبيع حمولتنا..
فريوان: هلم بنا.. فإني أخشى على ما لدي من فاكهة الرمان العطب فطريقي كانت طويلة..
جذعان: وأنا كذلك ما لدي من خضروات (أريحا) سريع العطب..
الشيماء: زرود! زرود!
زرود: سيدتي..
الشيماء: مالك يا زرود ساهمة واجمة.. لعلّها المرة التي أراك فيها بهذه الحال..
زرود: إنه التفكير في غد يا مولاتي..
الشيماء: وهل تنتظرين يوماً أحلى وأبهج من يوم غد.. إنه يوم زفافك من فارس كنعان (صرواح)..
زرود: أجل يا سيدتي أجل.. ليس عندي أحلى من هذا اليوم ولا أبهج إلا يوم زفافك من ابن ملك الكنعانيين وهو ما سيكون غداً بإذن الله ولكن..
الشيماء: ولكن ماذا يا زرود؟
زرود: إن الزواج مسؤولية يا مولاتي.. وما تعودت طيلة عمري حمل المسؤولية إني كما ترينني أعيش ليومي ولا أفكر في غدي..
الشيماء: بلى.. يا زرود.. بلى إن الزواج مسؤولية ضخمة ولكنه سنة البقاء في هذا الوجود..
زرود: لئن كنت أفكر في العبء الذي سأحمله غداً فإني أفكر أيضاً فيك يا مولاتي..
الشيماء: تفكرين فيّ.. وماذا عسى أن يكون ما تفكرين فيّ..!!
زرود: (تبكي) أفكر في الفراق يا مولاتي.. لقد عشت معك أختاً صغيرة لا جارية اشتريتها من سوق النخاسين فعاملتني معاملة كريمة وأنزلتني من نفسك منزلة الأخت.. أفلا يحق لي أن أبكي وأنت على وشك مفارقتنا إلى بيت ملك الكنعانيين..
الشيماء: (تبكي هي الأخرى) بلى.. يا زرود.. بلى.. لقد كنت نعم الأخت التي نضَّر وجودها أيامي.. وواساني في وحدتي وآلامي.. وإني والله ليصعب على فراقك كما يصعب على فراق والدي الكهل..
زرود: ثقي يا سيدتي إني سأتفانى في خدمة سيدي الأمير الشماخ وسأسهر أنا (وصرواح) على العناية به بكل ما فينا من قوة وإخلاص..
الشيماء: بورك فيكما.. إنا والدي هو الوديعة الغالية التي أتركها لكما بعد الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريوان يقول ):
فريوان: ما أجمل مدينة (يبوس) يا جذعان.. إنني ما كنت أتصور أن تكون بهذا القدر من الفخامة والأبهة..
جذعان: إنها ترتدي في هذه الأيام أجمل حللها وأبهى زينتها..
فريوان: لماذا (يا جذعان) لماذا؟
جذعان: أنسيت أن زفاف ابن ملك الكنعانيين على ابنة (الشماخ) أمير (يبوس) سيكون غداً..
فريوان: صحيح يا أخي صحيح.. لقد نسيته في غمرة افتتاني بمفاتن مدينة (يبوس) ومناظرها الخلابة..
جذعان: تعال نطف في شوارع المدينة وميادينها نستمتع بتظاهرات الفرحة الممتد رواقها في كل جانب من هذه المدينة.. تعال..
فريوان: حقاً لقد خرجت (يبوس) في أبهى زينتها وأجمل مفاتنها لكأني بها الأخرى ترتدي حلة زفافها هي أيضاً..
جذعان: صدقت يا فريوان.. صدقت.. انظر ها هم سكان المدينة يزحفون إلى الساحات والميادين في مهرجانات استعراضية..
فريوان: وهل حضر العريس يا جذعان؟
جذعان: أجل.. حضر.. أمس كما علمت ونزل في قصر الضيافة..
فريوان: وبعد الزفاف في هذه الليلة.. هل يبقى العريس هنا أو يأخذ عروسه إلى عاصمة الملك؟
جذعان: سيسير بها إلى عاصمة الملك ترافقه شلة كبيرة من الجند والحرس وشيوخ القبائل..
فريوان: ما أروعها مناسبة ندخل فيها (يبوس) يا جذعان..
جذعان: بلى يا فريوان بلى.. إننا ندخلها في يوم من أيامها الخالدة..
فريوان: أتعرف اسم العريس ابن الملك..
جذعان: أجل.. اسمه.. عبد سالم وهو شاب ممدوح السيرة والخلق.. مشهور له بالاستقامة والعدل.. إن الناس يعلقون آمالاً كبيرة عليه عندما يصبح ملكاً عليهم..
(موسيقى مختلطة بأهازيج الناس وأناشيدهم وزغاريد النساء وأصوات الأولاد والأطفال ثم أصوات تقول):
أصوات: مبروك.. مبروك..
الشماخ: أوصيك يا بنيتي ببعلك خيراً.. كوني له نعم الزوجة الوفية المحافظة على عرضه الأمينة على ماله.. اخلصي له النصيحة والمشورة واجعلي من منزلك المكان الأول له في الأرض ومن صدرك متسعاً ومتنفساً لكروبه وآلامه وأحسني معاملة أهله وأقاربه واكسبي ثقتهم وعطفهم وتقديرهم..
الشيماء: سأكون عند حسن ظنك.. وسأتخذ من نصائحك القيّمة نبراساً يضىء لي الطريق في عالمي الجديد..
الشماخ: سافتقدك يا بنيتي كثيراً.. ولكن هذه هي سنة الكون.. فلا تقللي من اطلالاتك علي.. ولا من زياراتك لي.. فإن فيها ما يبل شوقي ويخفف على وحدتي وكربتي..
الشيماء: (تبكي) سأفعل يا أبتاه.. سأفعل.. لن أنساك ما حييت.. سأظل أسعى إليك التمس رضاك ودعاك.. وعطفك وحنانك..
الشماخ: إن ((زرود)) وزوجها ((صرواح)) بالباب يا بنيتي يريدان توديعك فهلا سمحت لهما..
الشيماء: سأدعوهما يا أبتاه.. استرح أنت.. زرود.. صرواح.. ادخلا.. ادخلا..
صرواح: السلام على مولاي الأمير.. السلام على مولاتي الأميرة..
الشماخ: وعليكما السلام.. اجلسا..
الشيماء: مرحبا.. مرحبا..
صرواح: سيدتي الأميرة.. حضرت مع (زرود) لنقدم لك التهاني والتبريك سائلين الله لك العمر المديد والحياة الزوجية السعيدة..
الشيماء: شكراً لكما.. وإني أدعو الله لكما بالتوفيق في حياتكما الجديدة وأوصيكما بأبي.. أوصيكما به.. خاصة أنت يا صرواح فأنت تعلم مكانتك في قلب والدي ومنزلتك منه..
صرواح: ثقي يا سيدتي إنني (وزرود) سنكون لسيدي الأمير الخادمين المخلصين الأمينيين..
زرود: أجل يا سيدتي.. أجل وهذا مما يمليه علينا واجب رعايته لنا وحدبه وحنوه علينا ووفاؤنا له مقابل كل ذلك..
الشماخ: شكراً.. شكراً.. بورك فيكما.. بورك فيكما..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريوان يخاطب (جذعان) يقول):
فريوان: كان عرساً فخماً قلما يجود الزمان به، فقد حفل بالسماطات والموائد الكبيرة.. وبالصدقات والمبرات.. وبالمغاني والحفلات والزينات التي لم تعهدها بلادنا من قبل..
جذعان: إنه عرس خالد في تاريخ هذه المدينة يا فريوان..
فريوان: ولكن هل تعتقد (يا جذعان) إن العرس الذي تم سينهي حالة التوتر التي خلقها تزاحم العمونيين والمؤابيين على طلب يد ابنة الشماخ..
جذعان: إنني كعموني أعتقد أن العرس لن يمحو الحزازات التي ولدها وأن الزمن كفيل بإزالة آثارها..
فريوان: أما أنا كآدومي فأعتقد أننا سننسى هذا العرس في زحمة الأخبار الواردة عن ظهور عدو لنا في سيناء..
جذعان: ومن هو هذا العدو يا فريوان؟
فريوان: إنهم العبرانيون الذين يقولون عن أنفسهم أنهم من بني إسرائيل..
جذعان: ولكني لم أسمع بهم من قبل يا فريوان..
فريوان: إنهم يدعون أن نبياً ظهر بينهم اسمه (موسى).. أخرجهم من مصر إلى سيناء.. وما يزالون يتيهون في صحرائها وأننا نخشى أن ينقضوا علينا ولذلك فنحن على أهبة الاستعداد لأي غزو مفاجىء منهم..
جذعان: ستكون هذه الصحاري قبوراً لهم يا فريوان..
الكنعاني: ما أحسست بموجدة على أحد كوجدي على (الشيماء) كم كنت أعزها وأجلها وأحترمها..
الفلسطيني: لقد كانت تحنو علينا وعلى أهلينا وبنينا حنو الأم على أولادها كانت تعاملنا بمنتهى اللطف والرقة والشفقة..
الكنعاني: أتذكر كيف كنا نفزع إليها في مشاكلنا الخاصة والعامة فكلنا نجد عندها الرأي السليم والتوجيه السديد..
الفلسطيني: سنفتقدها كثيراً وكثيراً جداً يا أخي..
الكنعاني: لعلّ في وجود صرواح وزرود لنا بعض العزاء..
الفلسطيني: أجل.. أجل.. نرجو أن يعود (صرواح) سالماً من سفره في صحبة الأميرة (الشيماء) إلى عاصمة ملك الكنعانيين..
الكنعاني: أرجو ألا تتأخر عودته فالأخبار عن العمونيين غير سارة..
الفلسطيني: كيف يا أخي كيف؟
الكنعاني: أخبرني بعض أقاربي القادمين من (ربة عمون).. إن ملك العمونيين مستاء من زواج (الشيماء) وأنه يحشد رجاله لغزو مدينة (يبوس) انتقاماً من الأمير الشماخ..
الفلسطيني: ولكن ملك الكنعانيين قد احتاط لهذا الأمر فحشد جيشاً مقابل أراضي العمونيين..
الكنعاني: ولكن ملك العمونيين أحمق أخرق الرأي.. إنه يستعين في سبيل تحقيق مآربه حتى بالشياطين..
الفلسطيني: لا أدري أيبلغ به الحمق أن يهرق دماء قومه في سبيل امرأة.. لا أظنه يفعل إن كانت عنده ذرة من عقل..
الكنعاني: من قال لك إنه يملك ذرة من التفكير والتعقل..
الفلسطيني: إذن فليتحمل وزر هذه الحرب وما ستجره عليه وعلى قومه من ويلات وشرور..
الشماخ: زرود! زرود!
زرود: نعم مولاي..
الشماخ: هل من جديد عن (صرواح) يا زرود؟
زرود: لا جديد عنه يا مولاي..
الشماخ: ولكن غيابه طال..
زرود: الغائب حجته معه يا سيدي..
الشماخ: صحيح.. ولكن أوصيت (صرواح) بأن يتعجل العودة..
زرود: قد تكون معالم الزينة والأفراح وضرورة اشتراكه بالنيابة عنك فيها هي التي أدت إلى تأخره..
الشماخ: لعلّها هي يا زرود.. فلا شك أن ملك الكنعانيين سيحتفى بزفاف ابنه احتفاء يليق به..
زرود: من دون شك يا مولاي.. وقد تكون سيدتي الشيماء استبقته لديها قليلاً ليطلع على مظاهر الاستقبال الرائعة والحفلات الباهرة حتى يطمئنك عن سيدتي أكثر وأكثر..
الشماخ: ما شاء الله يا زرود.. ما شاء الله.. ما كنت أظن أن لك هذه الدراية الواسعة والتفكير البعيد المدى..
زرود: إني اكتسبته من سيدي الأمير وسيدتي الأميرة..
الشماخ: بورك فيك يا زرود.. وهنيئاً لصرواح بك..
جذعان: إن حميرك تنوء بما عليها يا فريوان..
فريوان: بلى يا جذعان بلى حملتها من الحرير والبرود والعطور الشيء الكثير فإننا نفتقد مثل هذه البضائع في بلادنا..
جذعان: وأنا حملت دوابي الكساء من الخز والدمقس لزوجتي وأطفالي ففي (يبوس) من بضائع الشام وصناعة الفينيقيين والفلسطينيين الشيء الكثير الجميل..
فريوان: لقد أصبحت (يبوس) مدينة بحق وحقيق..
جذعان: أرجو أن تكتب لنا السلامة فطريقنا غير مأمونة ولا سيما والأنباء تتوافر عن حشود كنعانية وعمونية..
فريوان: هذا في طريقك أنت (يا جذعان) أما أنا فلا أدري ماذا تخبئه لي المقادير فالعبرانيون أصبحوا شغلنا الشاغل نحلم بهم صباح مساء..
جذعان: أهم قطاع طرق أيضاً..
فريوان: إنهم لصوص أدنياء لا يتورعون عن ارتكاب أحط الأمور وأقذرها..
جذعان: أعوذ بالآلهة منهم ومن شرهم..
فريوان: يتناقل الناس في بلادنا حكاية تدل على حطة هؤلاء الإسرائيليين وخستهم..
جذعان: ما هي.. قلها بربك..
فريوان: لقد احتال الإسرائيليون ليلة ازماعهم الخروج من مصر على جيرانهم المصريين فصاروا يطلبون منهم بصفة الإعارة حلى ومجوهرات..
جذعان: وماذا أيضاً؟
فريوان: وأمتعة من ذهب وفضة بقصد تزيين نسائهم بها في أحد أعيادهم..
جذعان: وقد استجاب جيرانهم المصريون إلى طلبهم طبعاً..
فريوان: بلى.. بلى.. وقد جمع الإسرائيليون الشيء الكثير من المجوهرات وهربوا بما جمعوا.. فهل هناك خسة وحطة بعد ذلك؟
جذعان: كلا وألف كلا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت الكنعاني يقول ):
الكنعاني: فقد عاد (صرواح) يا أخي وهو يتحدث الساعات الطوال عن الاستقبال الرائع الذي قوبلت به (الشيماء) فقد خرج ملك الكنعانيين بنفسه على رأس المستقبلين..
الفلسطيني: إن الأميرة (الشيماء) تستحق هذا التقدير والتكريم.. إنها ستكون ألمع جوهرة في تاج الكنعانيين..
الكنعاني: بلى يا أخي بلى.. إنها فريدة في كمالها وخلقها وأدبها.. هنيئاً للأمير (عبد سالم) بها..
الفلسطيني: وماذا عند (صرواح) من أخبار أخرى؟
الكنعاني: حديثه كله كان منصباً على مظاهر الزينة ومعالم الفرحة التي غمرت العاصمة فقد لبست أبهى حللها وخرج الناس بالألوف يحيون مواكب العروس في مهرجانات لم تشهد مثلها بلاد الكنعانيين من قبل..
الفلسطيني: ولا شك أن الأمير (الشماخ) قد سر بهذه الأخبار..
الكنعاني: أجل يا أخي أجل.. ولكن..
الفلسطيني: ولكن ماذا؟
الكنعاني: إن الأمير (الشماخ) منذ غادرت (الشيماء) وهو مكتئب ساهم واجم حزين..
الفلسطيني: لقد كانت (الشيماء) عزاءه الوحيد في هذا الوجود.. كانت له النور الذي يرى به معالم طريقه في هذه الحياة كانت الابنة البارة الحنونة (الشقيقة) الناصحة الراشدة..
الكنعاني: بلى يا أخي بلى.. لقد افتقد كل ذلك فلا غرو أن رأيناه كئيباً.. حزيناً..
الفلسطيني: إني أخشى أن تسوء صحته من هذه الحال..
الكنعاني: لعلّ روح (زرود) المرحة تنفخ في روح هذا الأمير الكهل بعض السرور والبهجة..
الفلسطيني: إنهم يقولون إن (زرود) لم تعد (زرود) التي كانت تدوي ضحكاتها ويرن صداها حيثما كانت.. إنها هي الأخرى تحس بفراغ أحدثه فراق (الشيماء) كما أن الزواج قد ألقى على كاهلها مسؤولية وهي التي ما اكترثت في يوم الأيام للمسؤولية..
زرود: إن مولاي الأمير (يا صرواح) منقبض الصدر، شارد الفكر، ساهم واجم، منذ غادرت الشيماء هذه الدار..
صرواح: لقد أحدث زواجها في نفسه فراغاً لا يعوض (يا زرود) إننا نحن أحسسنا بهذا الفراغ فكيف والدها..
زرود: بلى يا صرواح بلى.. إنني أصبحت كالضائعة.. ولولا وجودك بجانبي لكنت افترشت مكاني بجوار الأمير أقاسمه حزنه وكآبته..
صرواح: أعانه الله.. إن الصدمات العاطفية تؤثر بشكل مخيف على الطاعنين في السن.. وإني لأخشى على صحة الأمير (الشماخ) أن تسوء..
زرود: لقد بدأت تسوء فعلاً يا صرواح فقل أكله وطال سهره..
صرواح: ألا نستدعي له الطبيب؟
زرود: من المستحسن أن نستشيره قبل استدعاء الطبيب فأنت تعلم حساسيته لمثل هذه الأمور..
صرواح: هيا بنا إليه.. هيا..
(موسيقى مختلطة بسعال الشماخ وتمتماته وغمغماته وما أن يرى صرواح وزرود حتى يقول):
الشماخ: مرحباً بكما.. مرحباً جئتما في الوقت المناسب..
صرواح: جئنا نطمئن عليك يا سيدي الأمير..
الشماخ: (يتكلم ببطء والسعال يقطع مجرى كلامه).. إني أحس بآلام مبرحة وكأنما نصل حاد يفري عروق صدري.
صرواح: سأذهب لاستدعاء الطبيب؟
الشماخ: لا حاجة لي بالطبيب.. وهل يدفع الطبيب القدر؟
صرواح: لا يا سيدي ولكن لعلّه يخفف عنك بعض الآلام.. سأذهب وستبقى (زرود) بجانبك..
زرود: أسرع يا صرواح أسرع..
الشماخ: بنيتي زرود! أرى ظلال أيامي تقاصرت.. وساعة الرحيل تدنو وتقترب.. أوصيك (بالشيماء وصرواح) يا زرود خيراً.. إذا مت فارحلي أنت وصرواح وابقيا بجانبها فإنها ستتعزى بكما في غيابي..
زرود: تبكي - إنك بخير يا مولاي.. ستبرأ بإذن الله..
الشماخ: ولكني أحس باقتراب الأجل.. وسديني يا بنيتي وسديني وتجملي ولا تجزعي.. فكلنا إلى هذا الطريق..
زرود: مات.. مات.. وامصيبتاه! وامصيبتاه..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :665  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .