شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( عود على بدء ))
ويعاود الأستاذ عزيز ضياء حديثه قائلاً:
- أنا مصاب بشيء من طارئ النسيان على ذهني، فلا أستطيع الآن أن أستأنف أو أن أتذكر ما وقفت عنده من الكلام، ولكن الموضوع في حد ذاته لعل المشكلة بين الحداثة والتقليديين هي ليس هذا ما قصدت، إنما هو ما أريد أن أقول: إني أرجو من دعاة التقليد أو دعاة الشعر العامودي أو المحافظين على التراث ونحن منهم جميعنا في هذا الميدان سواء، وأرجو أن لا يفهم من الصراع أنه تجريح وأنه استعداء على الحداثيين، بمعنى توريطهم في مزاعم أو في حقائق أو فيما ضبط عليهم من اتجاهات معينة، ربما فيها تقليد لأدونيس ربما فيها تقليد لكثيرين جداً من أنصار الحداثة الذين نقرأ لهم ونقرأ عنهم.
- أريد من الأستاذ المليباري وأصدقائه وزملائه وأنا منهم ألا نجرح هؤلاء وأن لا نتهمهم بما يضعهم في قائمة المجرمين أو المتصدين للعقيدة على سبيل المثال وهو شيء خطير، وأنا أعتقد أن الحداثيين لم يتجهوا ولن يتجهوا هذا الاتجاه، والسبب الذي يجعلني أصر على هذا أني أقرأ كثيراً لهم فلا أجد الغرض ولا أجد القصد ولا أجد توفر ما يسمى عن سابق تصميم وترصد، وإنما هناك تأثر نضيف إلى هذا حقيقة وهي: أننا كثيراً ما سمعنا ونسمع عن الغزو الفكري.. أنا لا أرى أن هناك ما يسمى غزواً فكرياً، لأنه لم يأت إلينا من أرغمنا على أن نأخذ رأياً من الآراء ونعتنقه، الذي حدث ويحدث منذ 150 سنة أو على التحديد منذ توالت البعثات من مصر إلى فرنسا بعد نابليون هو أن أبناءنا يذهبون إلى هناك ويقرؤون ويتعلمون ويعودون إلينا بما تعلموه طواعية وينشرونه ونحن نأخذه منهم متطوعين وراغبين أيضاً، فليس هناك ما يسمى غزواً وإنما هناك ما يسمى تأثراً وهذا التأثر لا بد منه.. ولا بد منه لأنه تلاقح بين الثقافات.
- وإذا عدنا إلى التاريخ في العصر العباسي وبعده نجد أن الأدب العربي والتراث العربي قد أخذا من الثقافات الأخرى الفارسية واليونانية والهندية أيضاً.. وترشح هذا وبقي في جميع ما بين أيدينا من التراث في العصر العباسي وما بعده. فأعتقد أن المسألة لا ينبغي أن تصل إلى هذا الحد، لا ينبغي أن تصل إلى التجريح وإلى الشتائم وإلى ما يبدو وكأنه مضاربة بين اثنين، ولكن على صفحات الصحف لو أننا حاولنا أن نجلس في ندوة كهذه مع الحداثيين وأن نتناقش معهم بهدوء وأن نفهم منهم وأن يفهموا منا، لعلنا نخرج بشيء كثير أفضل من هذا النقاش الجارح أحياناً، الذي يدور في بعض صحفنا؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :561  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 93 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج