| الحلقة ـ 26 ـ |
| (يلفظ أنفاسه فيقول ايليوس وهو يبكي بحرارة)... |
|
ايليوس: وارحمتاه لك يا ماركوس.. لقد خسرناك صديقاً حميماً مخلصاً حكيماً فلتخلد مع الخالدين الذين ذهبوا ضحايا في سبيل روما.. فلتحيا روما... |
|
أبو داس: عزاء سيدي القائد... |
|
سيلاوس: عزاء سيدي القائد... |
|
ايليوس: شكراً شكراً.. انطونيوس.. |
|
انطونيوس: أمرك سيدي القائد. |
|
ايليوس: استلم القيادة وسأساعدك على الانسحاب إلى الأسطول... |
| (أصوات مدوية وصرخات مرعبة نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): |
|
أبو داس: موجات المهاجمين تقترب منا سيدي القائد... |
|
ايليوس: شاغلها يا انطونيوس ريثما نبتعد... |
|
انطونيوس: أمرك سيدي القائد.. ولى رجاء بأن تسرع في النجاة فالعرب يقذفون بموجات جديدة ولا يأبهون بالضحايا... |
|
سيلاوس: سهام العرب تتساقط بالقرب منا سيدي القائد. |
|
انطونيوس: أسرع سيدي القائد إلى الأسطول... |
| (يصاب ايليوس بسهم في فخذه فيصرخ): |
|
ايليوس: أصبت يا انطونيوس بسهم... |
|
انطونيوس: ليتني فداءك سيدي القائد... |
|
ايليوس: اخرجوا السهم وطهروا الجرح وضمدوه.. إنني بخير.. لا تخافوا.. |
|
انطونيوس: شكراً لك يا رب... |
|
أبو داس: أنحملك سيدي القائد على نقالة أم تستطيع ركوب الخيل..؟ |
|
ايليوس: أستطيع ركوب الخيل... |
|
انطونيوس: إذن فأسرعوا بسيدي القائد إلى الأسطول... |
|
ايليوس: لقد اقتربنا من الأسطول وها أنذا أرى بعض كتائبه تدخل الميدان لتحمي انسحابنا وتوقف بعض المهاجمين... |
| (أصوات مرعبة وصرخات مدوية وسقوط قتلى وأنين جرحى نسمع بعدها صوت (ريدان) يقول): |
|
ريدان: عدوكم ينهزم حسوهم بسيوفكم واحصدوهم بنبالكم ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة. اجعلوا من صحرائكم مقبرة لهم وعبرة وغطة لكل من تحدثه نفسه بغزو بلادكم.. إلى الأمام.. إلى الأمام أيها الشجعان. |
|
أصوات: ريدان.. ريدان.. الموت للرومان.. الموت للرومان.. |
| (أصوات مرعبة وصرخات مدوية وسقوط قتلى وأنين جرحى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): |
|
أبو داس: ليت السهم كان في كبد ايليوس المغرور.. لقد وصل إلى الأسطول لقد نجا هذه المرة ولكنه لن ينجو في المرة القادمة... |
|
سيلاوس: لئن لم يقتل ايليوس بسهام أخواننا العرب فقد قتل معنوياً وأدبياً وتمرغت سمعته وسمعة روما في الوحل. |
|
أبو داس: ولكن الأسطول الروماني لا يزال سليماً وقد فهمت الآن أنهم ينتظرون إمدادات بحرية قريباً... |
|
سيلاوس: ولكنهم لن يستطيعوا النزول إلى البر العربي مرة ثانية. |
|
أبو داس: كيف يا سيلاوس.. عندما تأتيهم الإمدادات سيغيرون على المدن فينهبونها ويقتلون أهلها ثم يعودون إلى أسطولهم... |
|
سيلاوس: ستصبح حملة قراصنة لا حملة فاتحين كما كان مقدراً لها... |
|
أبو داس: لقد انتصرت قوات التجمع العربي البرية ولكن قوات الأسطول الحميري منيت بخسائر فادحة في السفن والرجال... |
|
سيلاوس: والأسطول الروماني أيضاً يا أبا داس... |
|
أبو داس: ولكن الأسطول الروماني ستصل إليه إمدادات جديدة يا سيلاوس... |
|
سيلاوس: والأسطول الحميري إنه يستطيع تعويض خسائره في السفن والرجال فثروة الدولة الحميرية هائلة. |
|
أبو داس: الشيء الذي سرني في هذه المعركة هو أن ايليوس اللعين المغرور لم يتمكن من تحقيق أمنيته بهدم بيت الله الذي بناه إبراهيم. |
|
سيلاوس: إنه سيعود من هذه الحملة إذا قدر له العودة مصاباً بعاهة مستديمة فالمكان الذي أصابه السهم فيه سيتركه أعرج مدى الحياة... والآن..؟ |
|
أبو داس: والآن ماذا يا سيلاوس؟.. |
|
سيلاوس: ما هو في رأيك برنامج ايليوس القادم..؟ |
|
أبو داس: لا أدري لأني أعتقد أنه لن يستشيرنا بعد اليوم... |
|
سيلاوس: ولكن لا يوجد عند ايليوس أدلاء غيرنا ولذلك لن يستغني عن مشورتنا... |
|
أبو داس: إذا صح استنتاجك يا سيلاوس.. أترانا نستطيع إقناع ايليوس بالعودة إلى قتال البر بعد أن تصله الإمدادات البحرية... |
|
سيلاوس: مستحيل إقناعه بالعودة إلى القتال في البر.. يا ليته يقتنع فقد تكون القاضية عليه. |
|
أبو داس: إذا لم يقتنع فالويل لسكان المدن الساحلية من شرور جنوده وفظائعهم.. ولكننا نستطيع تفادي ذلك إذا... |
|
سيلاوس: إذا ماذا يا أبا داس؟.. |
|
أبو داس: لو سعينا إلى إغراء (ايليوس) بخيرات بلاد اليمن وثرواتها وعجائب المخلوقات من إنسان وحيوان فيها قد يمكن أنه بدافع من غروره وطمعه يعود إلى القتال في البر... |
|
سيلاوس: وأي مدينة ستكون الضحية..؟ |
|
أبو داس: أرى أن تكون مدينة نجرانا الضحية القادمة يجب إبعاده عن التفكير في ميكورابا وهدم البيت الذي بناه إبراهيم... |
|
سيلاوس: أن توجيه أفكار ايليوس إلى مثل هذه الأمور من شأنه أن يزيد في مخاطر حملته وتعرضها إلى خسائر في الرجال والعتاد... |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ريدان يقول): |
|
ريدان: بورك فيكم أيها المكيون وبورك في زعيمكم الأمير مضاض بن عمرو... |
|
مضاض: وبورك فيك أيها القائد العبقري الموهوب وبورك في إخواننا الحميريين الشجعان لقد هزمت الرومان مرتين وأرجو أن تكون هزيمتهم في المرة التالية هي القاضية على أحلامهم وأملهم في احتلال البلاد العربية. |
|
ريدان: كانت معركة من أقسى المعارك التي خضتها في حياتي. |
|
مضاض: فلولا أن ألهمك الله بصيرة نفاذة وعلماً ودراية بفنون الحرب والطعن والنزال لتحقق حلم الرومان في احتلال مكة وهدم بيت الله العتيق... |
|
ريدان: ولا شك أن رب هذا البيت هو الذي ثبت قلوبنا وأيدنا بنصره هو الذي حمى بيته من الرومان المعتدين الآثمين... |
|
مضاض: ما هي وجهة الحملة الرومانية بعد هزيمتهم اليوم؟.. |
|
ريدان: يلوح لي أنهم ينظمون أمورهم وينتظرون شفاء جرحاهم ووصول امدادات بحرية. |
|
مضاض: وبعد ذلك؟ |
|
ريدان: وبعد ذلك يأخذون طريقهم بحراً إلى شواطئ اليمن فيغيرون وينهبون ويقتلون... |
|
مضاض: ولكن هدفهم القضاء على ملك الحميريين... |
|
ريدان: هذا هو الهدف الرئيسي للحملة الرومانية ولكن معركة اليوم غيرت خطتهم هذه. |
|
مضاض: إذن سينقلبون إلى قراصنة... |
|
ريدان: ليس بهذا المعنى أيها الأمير. إنما حين يقضون على الأسطول الحميري يصبحون سادة طريق التجارة البحرية... |
|
مضاض: ولكن طريق التجارة البرية مفتوح ويمكن أن يزاحم الطريق البحرية. |
|
ريدان: ولكن الطريق البحرية أضمن للتجارة بينما الطريق البرية تظل محفوفة بالأخطار. |
|
مضاض: وماذا سيكون عليه موقف قوات التجمع العربي؟.. |
|
ريدان: عندما تتضح وجهة سير الحملة الرومانية نقرر على ضوئها مصير قوات التجمع العربي.. أما الآن فعلى هذه القوات أن تبقى تحت السلاح حتى ينجلي.. موقف الرومان... |
|
مضاض: ألا ترى يا ريدان إن الحملة الرومانية ستعود أدراجها إلى مصر بعد هزيمة اليوم... |
|
ريدان: لا أظن أيها الأمير فالرومان وراء تحقيق نصر ساحق على القوات الحميريين وعلى أسطولها ثم.. |
|
مضاض: ثم ماذا يا ريدان؟ |
|
ريدان: ثم السيطرة على الطريق التجارية وبالتالي على اقتصاديات البلاد العربية حتى تقع جميعها في أيديهم... |
|
مضاض: لا قدر الله... لا قدر الله... |
|
ريدان: أقول هذا ما أرى أنه يمثل وجهة نظر الرومان.. |
|
مضاض: أكرر تهاني لك يا ريدان ولجيش الحميريين المظفر |
|
ريدان: التهاني يجب أن تزف إلى هذا الاتحاد بين القوى العربية ذلك الاتحاد الذي كان السبب في انتصار اليوم المؤزر.. |
| (نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أبي داس يقول): |
|
أبو داس: كيف سيدي القائد.. لعله أحسن حالاً من أمس. |
|
ايليوس: أجل أن صحتي في تحسن مطرد لولا انزعاجي من العاهة المنتظرة.. |
|
سيلاوس: لعل سيدي القائد واهم في الأمر... |
|
ايليوس: أي وهم يا سيلاوس وأنا أحس بخطر هذه العاهة... |
|
أبو داس: إنها وسام انتصاراتك على البلاد العربية واخضاعك إياهم لحكم الرومان... |
|
ايليوس: أين هي هذه الانتصارات يا أبا داس... لعلك تسخر منا.. |
|
أبو داس: استغفر الله واستمبح سيدي القائد العفو عما بدر مني بطريق غير مقصود... |
|
ايليوس: عفوت وسامحت... |
|
سيلاوس: المهم أن لا يفكر سيدي القائد في أمر هذه العاهة وأن لا ينصرف تفكيره إليها فالمعارك القادمة تحتاج إلى كل ذرة من تفكير سيدي القائد... |
|
ايليوس: هذا صحيح... ولكني موهوم... |
|
أبو داس: أرجو أن يصرف سيدي القائد تفكيره إلى وضع الخطط للمستقبل فالطريق إلى عاصمة الحميريين طويلة وطويلة جداً.. |
|
ايليوس: صدقت يا أبا داس حبذا لو نصحتني بذلك قبل مغادرتي لمصر ولكنك أنت وسيلاوس هونتما على الأمر... |
|
أبو داس: ما كنا على علم بهذه التطورات التي حدثت بالبلاد العربية كنا نعرف أنهم مشهورون بالسطو على القوافل التجارية... |
|
ايليوس: أما الآن فعرفت أنهم قوة لا يستهان بها أليس كذلك يا سيلاوس؟... |
|
سيلاوس: بلى سيدي القائد بلى... |
|
أبو داس: على كل حال أرجو بعد وصول الإمدادات الرومانية البحرية سيتغير مجرى القتال. |
|
الحاجب: سيدي القائد! |
|
ايليوس: ما وراءك أيها الحاجب؟ |
|
الحاجب: شوهدت في الأفق الإمدادات البحرية المنتظرة... |
|
ايليوس: لك البشرى أيها الحاجب... املأ فمه ذهباً يا أبا داس... |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
