شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 28 ـ
مكرز: الجماهير مستعدة للمؤازرة إلى حد التضحية بالنفس والنفيس ولكن الزعامة الفاشلة تحاول أن تغطي فشلها على حساب الجماهير..
سهيل:ولكن أبا سفيان لم يكن في يوم من الأيام من هؤلاء الزعماء. ثم إنه ليس المسؤول الوحيد عن كل هذه النكسات. هنالك مجلس للقيادة هو في رأيي المسؤول..
مكرز: ولكن أبا سفيان هو رئيس المجلس وما يراه لا يقف المجلس في سبيله.
سهيل:إنك تتهمني بصفتي أحد أعضاء هذا المجلس. أتظن أننا إمَّعات يا مكرز حتى تؤمن بكل ما يقوله أو يراه أبو سفيان..
مكرز: إنك تحاول أن تبرىء ساحة أبي سفيان ولكن ما أجهر به هو ما يعتلج في صدر كل قرشي..
سهيل:أراك اليوم ثائراً يا مكرز كما تثور الغوغاء ولا يدري أحد من أفرادها لماذا هو ثائر؟..
مكرز: لقد ردَّت لي الصفعة بأقسى منها يا أبا جندل..
سهيل:واحدة بواحدة والبادىء أظلم..
مكرز: نعم أنا ثائر يا أبا جندل ولكني عارف بما أريد من وراء ثورتي..
سهيل:قله يا مكرز وبدون مقدمات..
مكرز: نريد تحللاً من صلح الحديبية..
سهيل:أراك تتكلم بصيغة الجمع يا مكرز..
مكرز: إني أعبر عن آراء الكثرة الساحقة من القرشيين..
سهيل:ولكن قريشاً لن تستطيع نقض صلح الحديبية في الوقت الحاضر..
مكرز: سننقضها نحن سواء رضيتم أم أبيتم..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أصواتاً متباينة مما يدل على اجتماع هام نسمع بعده صوت نوفل بن معاوية البكري يقول):
نوفل: أبلغكم يا بني بكر ما فعل أحد سفهاء بني خزاعة بولد لنا؟..
عمير: لا يا نوفل.. ماذا جرى؟..
نوفل: شتم ولد لنا محمداً قائلاً إنه ساحر. كاهن فما راعه إلا وفتى من سفهاء خزاعة يهجم عليه وبوسعه ضرباً وركلاً أمام ملأ من بني خزاعة..
عمير: ألم يتدخل أحد من الخزاعيين لفض الشجار؟..
نوفل: لا يا عمير.. لا.. لقد أعانوا فتاهم على فتانا حتى كاد يقتله من شدة الضرب والركل.
عمير: هذه حال لا تطاق.. لا بد من تأديب خزاعة..
نوفل: ولكن بكراً وحدها لا تستطيع تأديب خزاعة..؟
عمير: تستعين بقريش يا نوفل؟..
نوفل: قد لا تستجيب قريش للمساندة والمعاونة لأنها ملتزمة بصلح الحديبية فهم حريصون على أن لا ينقضوه..
عمير: من قال لك يا نوفل؟..
نوفل: هذا ما سمعته من أبي سفيان..
عمير: ولكن ابا سفيان لا يمثل إلا نفسه اليوم بعد فشله المتلاحق في قيادة قريش..
نوفل: أخشى أن نتورط يا عمير مع خزاعة ولا تنصرنا قريش..
عمير: لن يقوم بأية حركة ضد خزاعة إلا وأيدي القرشيين هي البادئة قبلنا..
نوفل: أأنت مطمئن وواثق إلى هذا الحد؟..
عمير: بلى يا نوفل بلى.. إن كثيرين من رجال قريش وعلى رأسهم مكرز بن حفص ناقمون على صلح الحديبية وهم مستعدون لعون كل من يحطم بنود هذه المعاهدة.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: أعندك خبر يا صفوان بالشجار الذي وقع بين الفتى الخزاعي والبكري؟..
صفوان: بلى يا هند بلى وعلمت بمساعدة خزاعة لفتاها على الفتى البكري الذي كان وحده حتى كادوا يقتلونه.
هند: لقد استقام الميسم يا صفوان وكشرت خزاعة عن أنيابها بعد أن دخلت في عهد محمد.. والله لن نترك بني بكر وهم في عهدنا يهانون ويذلون بهذا الشكل..
صفوان: أجل يا هند أجل يجب أن يمنعهم مما نمنع منه أنفسنا ولو أدى ذلك إلى نقض صلح الحديبية..
هند: وماذا جنينا من صلح الحديبية يا صفوان غير هذه الحال التي تسوء يوماً بعد يوم وهذه الاستكانة التي جعلتنا سبة في أفواه الناس وأضحوكة بين القبائل..
صفوان: بينما أمر محمد واصحاب محمد يعلو علواً كبيراً فتهابه القياصرة والأكاسرة.
هند: والله إن دامت الحال على هذا المنوال فسيأتي اليوم الذي نصبح فيه لقمة سائغة لمحمد..
صفوان: لا أستبعد هذا اليوم يا هند كما قلت وهكذا ترينني أعيش في دوامة من القلق والخوف من المصير المظلم..
هند: يجب أن يجد زعماء قريش حلاً لهذه الحال التي تنذر بالويل والثبور..
صفوان: ليس من حل لهذا الموقف المتأزم إلا بنقض صلح الحديبية ولكن..
هند: ولكن ماذا يا أبا وهب؟..
صفوان: هل قريش مستعدة لتحمل تبعات نقض صلح الحديبية إن محمداً أصبح قوة لا يستهان بها بعد أن دخل الألوف في دينه وبعد أن استطاع أن يقضي على أقوى معقل لليهود في خيبر..
هند: مصير قريش أصبح في خطر يا صفوان.. وعنصر الزمن في صالح محمد فكلما امتد كلما ازداد الخطر على قريش.. ونقض الصلح في الوقت خير من نقضه في المستقبل.
صفوان: على أيّ شيء بنيت حكمك يا هند؟..
هند: وضع محمد تدهور وسمعته ساءت بعد الانكسار الذي لحق بجيشه في مؤتة على أيدي الروم ونصارى العرب..
صفوان: هل تستطيعين إقناع أبو سفيان بنقض الصلح؟..
هند: لا أظنني أستطيع فأبو سفيان يرى أن وضع قريش الحالي لا يمكنها من تحمل أعباء نقض الصلح وأنه عندما تتهيأ عنده الأسباب فسيفعل..
صفوان: إذن في نية أبي سفيان نقض الصلح ولكن ليس في الوقت الحاضر بل عندما يرى بصفته قائد قريش أن الأسباب مهيئة للنقض ولكن..
هند: ولكن ماذا يا صفوان؟..
صفوان: ولكن متى تتهيأ الأسباب قد تأخذ أشهراً وسنين يا هند ولا سيما وأبو سفيان من القوّاد الذين لا يقدمون على عمل خطير كهذا إلا إذا كانوا واثقين من النصر.
هند: النقمة على صلح الحديبية شديدة بين الناس. وأخشى ما أخشاه أن تقدم الجماهير القرشية على نقض الصلح من دون علم أبي سفيان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عباد بن بشر يقول):
عباد: هذا ركب خزاعة يا بن مسلمة يريدون الدخول على النبي صلَّى الله عليه وسلم وهو بالمسجد..
محمد بن مسلمة: إنهم يهرعون سراعاً إلى المسجد.. لا شك أن لديهم شيئاً هاماً يودون عرضه على رسول الله..
عباد: هلمّ بنا نقف بالقرب من النبي صلَّى الله عليه وسلم. لعلّه يحتاج إلينا.
محمد بن مسلمة: هاهم يدخلون ويحيون والرسول يرد التحية بأحسن منها..
عباد: صه يا مسلمة.. إن رئيس الوفد عمرو بن سالم يقول:
يا رب إني ناشد محمداً
حلف أبينا وأبيه ألا تلدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
هم بيتونا بالوثير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا
محمد بن مسلمة: تباً لقريش لقد نقضوا صلح الحديبية.
عباد: صه يا بن مسلمة.. إن رسول الله يجيب عمرو بن سالم والغضب يشيع في محياه الوضاء. نصرت يا عمرو بن سالم..
محمد بن مسلمة: ما رأيت رسول الله غضبان كما رأيته اليوم..
عباد: وكيف لا يغضب من اعتداء القرشيين على حلفائه وقتلهم ثلاثة وعشرين رجلاً..
محمد بن مسلمة: صه يا عباد.. إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول لركب خزاعة. إني باعث إلى أهل مكة أخبرهم في خصال ثلاث.. أن يروا القتلى.. أو يبرؤوا من حلف بني بكر أو ينبذ إليهم..
عباد: نعم ما ارتأه الرسول العظيم ولكن..
محمد بن مسلمة: ولكن ماذا؟..
عباد: أترى تقبل قريش بإحدى هذه الخصال..
محمد بن مسلمة: ليتها لا تقبل إلا أن ينبذ إليهم.
عباد: قلبي يحدثني بابن مسلمة إن فتح مكة قد آن أوانه. وإن سورة الفتح التي نزلت على النبي صلَّى الله عليه وسلم بعد عودتنا من صلح الحديبية ما هي إلا بشرى بهذا الفتح الأعظم..
صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا. صدق الله العظيم (سورة الفتح: 1 - 3)..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت مركز بن حفص يقول):
مكرز: أما قلت لك يا أبا جندل إننا سننقض عهد الحديبية سواء رضيتم أو أبيتم..
سهيل:أأنت مرتاح إلى ما جرى يا مكرز..
مكرز: كل الارتياح.. لقد انزاح هم ثقيل عن صدري..
سهيل:أنسيت في غمرة فرحتك هذه نتائج نقض العهد الوخيمة..
مكرز: وخيمة.. سيئة.. فليكن بعدها الطوفان..
سهيل:صدقت يا مكرز.. إنه الطوفان الذي ستغرق فيه قريش..
مكرز: إنكم تهولون من شأن محمد وتغلفونه بهالة من القوة والعظمة لا أظن أنه وصل إلى مستواها..
سهيل:أسمعت بإنذار محمد لنا؟..
مكرز: لا.. يا أبا جندل..
سهيل:أنذرنا محمد بثلاث خصال.. فدى القتلى، أو نبرأ من حلف بني بكر. أو ينبذ إلينا..
مكرز: وما رأيك أنت يا أبا يزيد؟..
سهيل:أرى أن نبرأ من حلف بني بكر فهو أهون الشرين.. وأنت ما رأيك؟..
مكرز: أرى أن ننبذ إلى محمد..
سهيل:الرأي ليس لي ولا لك يا مكرز.. بل لزعماء قريش وقادتها وعلى راسهم أبو سفيان..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: ما أروع جواب قُرطة بن عمرو على إنذار محمد..
أبو سفيان: أتعنين ننبذ لقتال محمد..
هند: بلى يا ابا سفيان بلى.. إنه أشرف وأكرم لقريش..
أبو سفيان: حتى لو كان فيه هلاك قريش..
هند: موقف قريش تأزم بعد نقض صلح الحديبية واصبح مسألة حياة أو موت والموت أكرم لقريش من الاستسلام لمحمد..
أبو سفيان: لقد رويت لقادة قريش في اجتماعنا بالندوة قصته رؤياك دماً أقبل من الحجون، يسيل حتى وقف بالخندقة ملياً ثم كان الدم كأن لم يكن..
هند: يا لها رؤيا مرعبة مفزعة. إني كلما تذكرتها أقشعر بدني. ماذا قال المجتمعون بالندوة عن هذه الرؤيا..
أبو سفيان: كرهوا الرؤيا وقرروا أن أذهب إلى محمد لإصلاح الأمر..
هند: (صارخة) تذهب إلى محمد.. على أي أساس..
أبو سفيان: لأصلح ما أفسده تحريضك للناس حتى حملهم على نقص صلح الحديبية..
هند: واذلاه.. وا مهانتاه.. واذلاه.. وامهانتاه..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج