شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 58 ـ
(أصوات تدل على اجتماع عام في معسكر المسلمين وصوت يقول):
زيد: شروط قاسية جاء بها سهيل بن عمرو من عند قريش ومع ذلك فقد قبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، علم بنا يا سعد نشهد توقيع صلح الحديبيه..
سعد: هلم بنا..
(في مكان الاجتماع سكون مطبق ثم وشوشة تنضح معالمها في الحديث التالي):
زيد: ما أفظع سهيل بن عمرو من مفاوض إنه في رأيي وقح..
سعد: انظر إنه يرفض أن تصدر اتفاقية المصالحة بالبسملة ويطلب أن يكتب باسمك اللهم.
علقمة: أسمع سهيلاً ماذا يقول يا الله ما أقل حياءه.
(نقلة صوتية)
سهيل: يا محمد، لو شهدت أنك رسول الله ما قاتلتك ولكن أكتب اسمك واسم أبيك.
زيد: ما أرحب صدرك يا رسول الله.
سعد: أنه الحلم سيد مكارم الأخلاق.
علقمة: ها هو الرسول يستجيب إلى طلب سهيل بن عمرو فيأمر علي بن أبي طالب أن يكتب:
هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو
(ضجيج ولغط ورجل يرسف في قيوده وصوت يقول):
صوت: هذا أبو جندل بن سهيل بن عمرو قد انفلت بدينه من قريش إليكم وهو يرسف في قيوده.
أبو جندل: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.. (يكرر ذلك)..
سهيل بن عمرو: ما جاء بك أيها الولد العاق.. أصبأت أيها السفيه؟
زيد: أنظر أن سهيلا يأخذ بتلابيب ابنه ثم يصفعه على وجهه..
(يسمع صوت ضربه لابنه الذي يقول )
أبو جندل: أتضربني يا أبتاه لأني أسلمت.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
(يكرر الشهادتين.. على أصوات الضرب)
سهيل بن عمرو: يا محمد قد لجت القضيه بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا..
(هرج ومرج وأصوات مبهمة تعلو وتنخفض.. ثم يظهر صوت زيد منها يقول):
زيد: ما أعظمك يا رسول الله وما أشد وفاءك للعهد..
سعد: إن الرسول يقول لأبي جندل، أصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين مخرجاً.. إنا عقدنا بيننا وبين القوم صلحا وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله وأنا لا نغدر بهم.
(يجر سهيل بن عمرو دابته وهو يصفعه وأبو جندل يصيح بأعلى صوته)..
صوت: أو لسنا بالمسلمين؟
صوت: بلى..
صوت: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟
صوت: الزم غرزك يا هذا فأني أشهد أن محمداً رسول الله..
صوت: وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.. إنه عبد الله ورسوله ولن يخالف أمر ربه وربه لن يضيعه.
زيد: لئن أثار صلح الحديبيه بين صفوفنا بعض القلق والشكوك وخاصة فيما نص عليه العهد من أن من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليهم ومن جاء قريشا من المسلمين لم يردوه على محمد فإننا لو انعمنا النظر في هذا النص لرأينا:
سعد: رأينا ماذا.. قل يا زيد.. إنني يساورني بعض الريب أنا أيضا..
زيد: (ضاحكاً)… أن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا أن من ارتد عن الإسلام ولجأ إلى قريش ليس جديرا بأن يعود إلى صفوف المسلمين.. وأن من أسلم وحاول اللحاق بمحمد فسيجعل الله له مخرجا كما جعل لمن سبقه من المسلمين..
سعد: يا الله ما أروع عما نقول يا زيد وما أحكام ما توصلت إليه.. لقد أقنعتني.. جزاك الله عني كل خير.
زيد: ثم أنسيت يا هذا؟
سعد: وماذا أيضا يا زيد؟
زيد: أنسيت أن قريشا أعترفت بمحمد ندا وعقلا لها لا ثائرا عليها. أليس هذا انتصاراً كبيراً لنا؟
سعد: حقاً لقد أوتيت من بعد النظر ما تحسد عليه يا زيد.
زيد: إنه نور الإيمان يا سعد يجلو عن القلوب والأبصار غشاوة الشك والريب.
سعد: الحمد لله على نعمة الإيمان.. الحمد لله. الحمد لله.
(أصوات هرج ومرج وصوت يقول):
صوت: وهذا مسلم آخر يفر إليكم بإيمانه من مشركي قريش.
صوت: من هو؟؟
صوت: إنه يدعي أبا بصير وهو مولى لأزهر بن عوف.
صوت: ومن الآخران اللذان جاءا معه.
صوت: رجل من بني عامر وآخر مولى لسيدي أبي بصير.
صوت: ماذا يريدان؟
صوت: لا أدري.. ولكني أرى معهما رسالة للرسول صلى الله عليه وسلم.
(هيصة وأصوات مبهمة وبعضها يقول):
صوت: أيرده الرسول إلى المشركين كما رد أبا جندل؟
صوت: ربما لا يرده لأن وضعه قد يختلف عن وضع ابن سهيل بن عمرو.
زيد: على رسلك يا هذا.. لقد أعطى الرسول لقريش عهدا ولن ينتقض ما عاهد عليه وسيسلمه إلى من جاءا يطلبان استرجاعه.
(نسمع أبا بصير يصيح بأعلى صوته)
أبو بصير: يا رسول الله.. أتردني إلى المشركين.. يفتنوني في ديني..
(يتكرر صدى صوته حتى يضيع في همسات المتألمين لألمه وأحدهم يقول):
صوت: لقد صدق رسول الله حين قال لأبي بصير:
(إن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً فانطلق إلى قومك لنسمع صدى صوت أبي بصير وهو يقول):
أبو بصير: يا رسول الله.. أتردني إلى المشركين يفتنوني في ديني.
(نسمع صوت رفيق من رفقاء أبي بصير وهو يقول):
الرفيق: عمه يا أبا بصير.. لن تنفعك توسلاتك.. سنعود بك إلى أزهر بن عوف والأخنس بن شريق فوطن نفسك على لقائهما..
الرفيق الآخر: عد إلى دين آبائك وأجدادك يا أبا بصير وأنا ضمين لك بالنجاة من تعذيبهما.
أبو بصير: (لنفسه).. يا أبا بصير.. إن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً..
المؤذن: لقد قام رسول الله إلى هديه فنحره وحلق رأسه.. هلموا للاقتداء برسولكم يرحم الله المحلقين.. والمقصرين..
زيد: هيا يا سعد نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
سعد: هيا.. هيا..
(نسمع أصوات المسلمين وهم يسمون حين ينحرون الهدي ثم صوت المؤذن يقول):
المؤذن: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أما وقد انتهيتم من نحركم وحلقكم وتقصيركم.. فرسول الله يأمركم بالاستعداد للعودة إلى المدينة.. هلموا يرحمكم الله.
(تصدح موسيقى العودة والرحيل.. وصوت الجيش الإسلامي يزحف في طريق العودة).
زيد: إن هدنة العشر سنوات بيننا وبين قريش ستساعد على انتشار الإسلام ودخول الناس فيه..
سعد: نعم يا زيد… ستخفق رايات الإسلام على ربوع هذه الجزيرة بعد أن أذعنت قريش بما لم تكن تذعن له من قبل قط.. ألم تقر للمسلمين بحق زيارة البيت وإقامة شعائر الحج.. أنه اعتراف بقيام أمة الإسلام بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم.
علقمة: يا قوم.. بشراكم يا قوم..
زيد: قل بشرك الله بالخير يا علقمة.
علقمة: لقد جئتكم من عند محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن تلا علينا ما نزل به الوحي عليه من عند الله تعالى..
زيد: أتحفظ ما سمعت؟.
علقمة: نعم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً (الفتح: 1 - 2).
زيد: صدق الله العظيم.. إذن لم يبق من ريب في أن عهد الحديبية فتح مبين وإن قلبي ليحدثني أنه بشرى بفتح مكة أن شاء الله.
سعد: بلى.. بلى.. يا زيد.. أن شاء الله.
(هرج ومرج وصوت يقول):
صوت: انظروا يا قوم.. أن أحد رفقاء أبي بصير يعدو مسرعا نحونا.. وخلفه أبو بصير متوشح سيفه يعدو أيضاً..
رفيق أبي بصير: يا معشر المسلمين.. أين محمد.. أدخلوني إليه..
أحدهم: إذهبوا به إلى الرسول يا قوم.
زيد: لقد قال رفيق أبي بصير لرسول صلى الله عليه وسلم إنهم عندما كانوا بذي الحليفة سأل أبو بصير أخا بني عامر أن يريه سيفه وما أن استوت قبضته في يده حتى علا به العامري فقتله وأنه هو إنما جاء ليخبر الرسول بما جرى..
سعد: وماذا كان دفاع أبي بصير عن فعلته..؟
زيد: قال يا رسول الله.. وفت ذمتك.. وأدى الله عنك أسلمتني بيد القوم وقد امتنعت بديني أن أفتن. فيه أو يعبث به.. السلام عليك يا رسول الله.
سعد: بورك فيه (لا شلت يدك يا أبا بصير)
علقمة: وأين ذهب أبو بصير بعد ذلك يا زيد؟
زيد: سمعته يتحدث إلى بعض المعجبين بشجاعته إنه سيذهب إلى العيص وهو المكان الذي تمر منه عير قريش في طريقها إلى الشام وأنه سيغير على هذه العير كلما مرت به.
علقمة: يا له من شجاع.
زيد: بل قل يا لقوة عقيدته وصدق إيمانه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :707  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 69
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج