شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسلمون في جمهورية البرازيل (1)
وغادرت بيونس إيريس في طريقي إلى ريو دي جانيرو عاصمة البرازيل السابقة. والمسلمون فيها لا يتجاوز عددهم الألفين ولهم جمعية تسمى الجمعية العلوية لها مركز تتخذ منه مصلى لأيام الجمعة والعيدين وهم بحاجة إلى مرشد من أهلهم لأنهم شيعة من أهل التشيع الحسن يحتفون بأي مسلم يصل إلى ريو دي جانيرو، لا يهمهم مذهبه ولا لونه ولا جنسه وأكثرهم من الطبقة الكادحة وبينهم من الشبان الذين يشغلون مراكز طيبة في البنوك والشركات وهم على علاقة طيبة وتعاون ملحوظ مع بقية الجمعيات الإسلامية في مدن البرازيل الأخرى.
ومركزهم ملتقى لسفراء الدول العربية والإسلامية هناك أيام الجمعة والعيدين وفي المآتم والأفراح - وشعورهم بالقضايا المصيرية ملحوظ وملموس وعندهم صندوق تبرع للعمل الفدائي كما أنهم يتبرعون عندما يدعون إليه.
وريو دي جانيرو من أجمل بلاد العالم ومجال الدعوة الإسلامية فيها واسع ولا سيما بين الملونين من أهلها الذين يسكنون في أماكن منظرها جمال تلك المدينة الرائع. وقد علمت أن حكومة البرازيل آخذة في بناء مساكن شعبية لهم على الطراز الحديث، ومع أن التمييز العنصري في البرازيل يكاد يكون معدوماً إلا أن الملونين يشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم ليسوا في مستوى غير الملونين شيء. وهذا الإحساس يمكن استغلاله لصالح الدعوة الإسلامية. والكنيسة لها نشاطات ضخمة متعددة النواحي والاتجاهات ورجال الكنيسة مركّزون جهودهم على هؤلاء الملونين ونجاحهم بينهم ملحوظ ولكني مع كل ذلك أرى أنه لو كان للدعوة الإسلامية مبلغون هناك لنجحوا أكثر من رجال الكنيسة.
وغادرت ريو دي جانيرو إلى ساو باولو أكبر مدن البرازيل والمركز التجاري الرئيسي الذي يمون الخزانة البرازيلية بثلثي وارداتها.
في ((ساو باولو))
يبلغ عدد المسلمين في البرازيل حوالى ستين ألف يقطن خمسهم في (ساو باولو) وولايتها وينتشر الباقون في ولايات البرازيل الأخرى حتى الأمازون. غير أنهم يتركّزون في المناطق الآتية:
ساو باولو، ريو دي جانيرو، كورتيبا، بارتيوس وبرازيليا. وأغلبهم من المهاجرين السوريين ثم اللبنانيين وغيرهم من المسلمين من غير العرب.
واللغة السائدة في البرازيل هي اللغة البورتغالية خلافاً لبقية بلدان أمريكا الجنوبية اللغة السائدة هي الإسبانية (الكاستلو). وفي ساو باولو مسجد فخم يكاد يكون المسجد الوحيد في كل أمريكا الجنوبية والنية الآن متجهة إلى إشادة مسجد آخر في مدينة (كورتيبا) وفعلاً وضعت أساسات هذا المسجد فعسى أن يوفق الله القائمين على إكمال تعميره. وبساوبا ولو مدرسة واحدة تسمى المدرسة الإسلامية البرازيلية تدرّس بها العلوم الدينية واللغة العربية بجوار المنهج الوطني البرازيلي وقد افتتحت في عام 1966 وبها الآن (320) تلميذاً وتلميذة وقد زرت المدرسة فأعجبت بترتيبها ونظافتها، فقد بنيت على أحدث طراز وبالمدرسة مكان يؤدي فيه الطلبة الصلاة ومكان للوضوء ومنافع مستوفية جميعها للشروط الصحية. وللمدرسة ساحة يزاول فيها الطلبة نشاطاتهم الرياضية.
والمؤسسات الموجودة بالبرازيل تبلغ (14) مؤسسة وللمسلمين صحيفة تسمى (العروبة) وتصدر في ساو باولو باللغتين العربية والبرتغالية وتعتبر لسان حال المسلمين حيث أنها تخدم النشاط الإسلامي وتعرف بالإسلام عبادة وحضارة وكان صدورها في عام 1958 عقب وصول فضيلة الشيخ عبد الله عبد الشكور كامل الداعية الإسلامي الكبير الذي انتدبته وزارة الأوقاف المصرية لتبليغ رسالة الإسلام في هذا الجزء من العالم.
وفضيلة الشيخ عبد الله عبد الشكور عالم جليل، تقي ورع، كتلة من النشاط والحركة يتنقل من بلد إلى آخر في البرازيل في سبيل الدعوة إلى الله ويتكلم اللغة البرتغالية كأحد أبنائها والفضل لله تعالى ثم له في ظهور الحركة الإسلامية ونشاط الدعوة الإسلامية وتوحيد الصف الإسلامي في البرازيل، فالمسجد استكمل بناؤه في أيامه والمدرسة الإسلامية البرازيلية بنيت بجهوده المتواصلة في حضن المسلمين وأصحاب البر على التبرع لها حتى أصبحت على ما هي عليه. وهو الذي أصدر جريدة العروبة ومجلة أخرى تسمى ((إسلامنا)) وتعنى بنشر الثقافة الإسلامية بالبرتغالية والعربية وهو الذي دعا إلى عقد مؤتمر إسلامي لأول مرة في أمريكا الجنوبية حضره ممثلون عن المسلمين في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية كما حضره الشيخ محمد العبودي مندوباً عن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومهما قلت عن الشيخ عبد الله عبد الشكور فلن أفيه حقه من الجهود والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله في ذلك الجزء النائي من العالم، فجزاه الله عن عمله خير الجزاء.
قلت فيما سبق أن بالبرازيل (14) مؤسسة إسلامية. وفي مقدمة هذه المؤسسات ((الجمعية الإسلامية)) في (سانت امارو) بساو باولو. وأعضاء هذه الجمعية نخبة من الشباب العربي المسلم المثقف وقد اشتروا أرضاً تبلغ (8500) متر بخمسين ألف دولار فدفعوا منها (20) ألف والباقي يدفعونه بالتقسيط كل شهر ألف وثلاثمائة دولار. وهدفهم من شراء هذه الأرض تعمير مسجد صغير وناد يحتوي نشاط الشباب والشابات ويحول بينهم وبين أن يذوبوا في نواد أجنبية تؤثر على عقيدتهم وأخلاقهم وتقاليدهم. وبهذه الأرض بقايا فيلا وما تبقى مليء بأشجار الفاكهة والزينة. وقد زرتهم في مقرهم الجديد وتبادلنا الأحاديث فوجدتهم متحمسين لخدمة دينهم والحفاظ على تراثهم وتقاليدهم الإسلامية وتألمهم لما يجري في البلدان العربية والإسلامية واستعدادهم للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل توحيد القلوب ورأب الصدع ولم الشمل.
أما من ناحية الشباب فقد بدأت ((ندوة الشبيبة الإسلامية نشاطها منذ ثلاث سنوات بساو باولو وجعلت من رسالتها تكوين مجموعة من الدعاة المحليين من الشباب يعملون في تنشيط المؤسسات الإسلامية، ويقومون بزيارات لمراكز تجمعات المسلمين داخل ولايات البرازيل مع الاهتمام الكبير بتثقيف أنفسهم دينياً وعلمياً.
ولقد تمكنت الندوة من أن تمثل في مجلس إدارة (12) مؤسسة بالبرازيل إما كأعضاء عاملين وإما أعضاء شرف كمستشارين موجهين للشباب.
وفي الاجتماع الذي عقد في صالة المدرسة الإسلامية البرازيلية وحضره رؤساء المؤسسات الإسلامية تبادلنا الأحاديث بشأن تنشيط الدعوة الإسلامية وترسيخ قواعد الإسلام في نفوس الشبيبة الإسلامية ولا سيما الجيل الصاعد منهم واستعرضنا الجهود التي تبذل لتحقيق هذه الأهداف السامية. فشكرتهم على جهودهم الجبارة في تمكين صرح العقيدة الإسلامية بهذا القسم من العالم وقلت إن سان باولو تعتبر بحق مركز الثقل في أمريكا الجنوبية من ناحية قوة وتنظيم العمل الإسلامي. ونصحت بأن تنظر المؤسسات الإسلامية في توحيد نشاطاتها وتركيز أعمالها وتعمل على الانضمام إلى المنظمات الإسلامية العالمية بمكة المكرمة، وقد تلقيت ساعة تسطير هذا التقرير رسالة من فضيلة الشيخ عبد الله عبد الشكور يقول فيها.
((أخي: بإذن الله تعالى تجتمع المؤسسات الإسلامية في البرازيل في مؤتمر إقليمي عقب شهر رمضان المبارك وسيعرض عليها موضوع المجلس الإسلامي بالبرازيل وسيناقش قانونه، هذا المجلس الذي سيتولى التخطيط والتوجيه للحركة الإسلامية بالبرازيل والذي سيكون واسطة لربط النشاط الإسلامي هنا بالمنظمات الإسلامية العالمية بمكة المكرمة إن شاء الله تعالى)).
ما هو واجبنا تجاه المسلمين في البرازيل؟
المجهود الجبار الذي تقوم به المؤسسات الإسلامية في البرازيل في سبيل الحفاظ على العقيدة الإسلامية وتبليغ رسالتها عمل يعوزه التأييد المادي والمعنوي من الجهات الإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية فآمال المسلمين فيها كبيرة وعريضة وقد يتمثل جزء من هذا التأييد فيما يأتي:
1 ـ إهداء سيارة أوتوبيس للمدرسة الإسلامية البرازيلية يكتب عليها أنها هدية من المملكة العربية السعودية وذلك لإحضار أطفال المسلمين إلى المدرسة (علماً بأنه لا تستوفي رسوم جمارك على هذه السيارة نظراً لورودها إلى مركز ديني وهو المسجد والمدرسة) ولقد لاحظت أثناء زيارتي لهذه المدرسة واطلاعي على سجل أسماء تلامذتها أن عدداً غير قليل لا تستوفي إدارة المدرسة منهم رسوماً لفقر ذويهم.
وكما أسلفت في هذا التقرير فالمسلمون في أمريكا الجنوبية أكثرهم متوسطو الدخل. وما أكثر فقراء المسلمين الذين تقف إمكانياتهم المادية عاجزة عن دفع نفقات الانتقال لأبنائهم نظراً لكثرة عدد أبناء الأسرة الواحدة وهكذا ينصرف الطفل عن المدرسة وبهذا يبعد تماماً عن الإسلام بعد أن عز عليه أن يتعلمه أو يتعرف على عباداته وشعائره وأخلاقه فيضيع مسلم الغد وينحسر الإسلام رويداً رويداً فتكون هناك أندلس جديدة نرجو من الله أن لا تكون.
2 ـ معاونة الجمعية الإسلامية في سانتا امارو على إنشاء مدرسة تمكنها من الحفاظ على إسلام الذرية والناشئة الإسلامية.
إن لفتة من لفتات عاهل هذه المملكة المفدى ستضاعف هذا الجهد، والمسعى والعمل وهو ما يأمله الأخوة المسلمون هناك من خادم الحرمين الشريفين. أعز الله به الإسلام والمسلمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1197  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج