شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الحادي عشر)
 

(وصلت الطائرة التي تقل ((لِيلِي)) ومربِّيها إلى مطار القاهرة ونزلت هي ومربيها واستقلا سيارة الشركة صاحبة الطائرة إلى مكتب الشركة، ومن هناك استأجرا تاكسيا. وبينما كان التاكسي منطلقاً بسرعة في أحد المنعطفات إذا هو يصطدم بسيارة شحن فينقلب ويقتل السائق ومربي ((لِيلِي)) التي تنجو بأعجوبة بعدما أصيبت برضوض في كتفها ويديها. وفي أثناء تجمهر الناس حول التاكسي المنقلب، نشل أحدهم حقيبة ((لِيلِي)) وفيها كل ما تملك من حطام الدنيا، وأخذت ((لِيلِي)) إلى الإسعاف فضمدت جراحها وخرجت تهيم على وجهها لا تعرف أين تذهب ولا أين تستقر وكم من مرة كادت تذهب ضحية سيارة أو ترامواي. وأخيراً دخلت شارع عماد الدين فبهرتها الأنوار والإعلانات فتلهّت بهذه المناظر قليلاً عن مصابها وبدأت تفكر في ما يجب أن تفعل. تذكرت أن لها صوتاً كان الناس يقولون عنه إنه رخيم حنون، وتذكرت أنه لم يبق لها من رأسمال غيره، فقررت أن تشتغل مغنية في أحد الكازينوهات، وبينما هي تتفحص (الفاترينات) شاهدت إعلاناً بارزاً لكازينو (الأقمار السبعة) فهرعت إليه وهي تقدم رجلاً وتؤخر أخرى. وأخيراً دخلت فوجدت رجلاً تخطى الأربعين جالساً إلى مكتبه وعليه هيئة الآمر الناهي. فسلمت عليه حين وقفت قبالته. وقد راعه دخول هذا الجمال الطاغي إلى ملهاه الذي يعتبر من الدرجة الثالثة بين ملاهي القاهرة، وتسأله ((لِيلِي))):

لِيلِي:

من صاحب الملهى؟

   

صاحب الملهى:

أنا

 

في خدمة الملهى هنا

 

ما تأمرين استوضحي؟

   

لِيلِي:

   

عمل شريف….

 

(ويرى صاحب الملهى صيداً جديداً لا يحلم به ملهاه فيسألها عن اسمها):

صاحب الملهى:

   

يا....

لِيلِي:

   

((ضحى))

 

(وكان هذا اسمها الذي اختارته لنفسها بعد أن هجرت وطنها لبنان وسيكون اسمها هذا في ما يلي بدلاً من ((لِيلِي)). يقدم لها صاحب الملهى الكرسي الذي بجانبه ويسألها):

صاحب الملهى:

ما تحسنينه ((ضحى))؟

   

ضحى:

   

أحسنت من حظي الغنا

صاحب الملهى:

من حظنا وسعدنا

 

بأن تكوني بيننا

 

هيا بنا.... هيا بنا

 

(وتستمرىء ((ضحى)) حياتها الجديدة على مضض وكره، ونرى أثراً لألمها مما صارت إليه في بكائها المر عندما تفرغ من عملها وتعود إلى غرفتها).

 
طباعة

تعليق

 القراءات :560  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.