شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الثاني عشر)
 

(هرب ((فؤاد)) والتجأ إلى صديقه ((متري)) في بيروت وهو خائف يترقب أن يفتضح أمره. وفي ليلة من ليالي الأعياد المسيحية بلبنان، ذهب ((متري)) إلى الكازينو الذي كانت تشتغل فيه سونيا قبل موتها، وهناك التقى بأحد معارفه الأثرياء ويدعى ((سمعان))... ويدعو ((سمعان)) ((متري)) إلى مائدة في ركن قصيّ من الكازينو، ويجترّان فيه الماضي. ويحدث اتفاقاً جلوس إحدى أرتيستات الكازينو بجوار مائدتهما فيلتفت ((سمعان)) إلى ((متري)) قائلاً):

سمعان:

انظر إلى هذي الفتاة كأنها

 

((سونيا)) مصغرة تميس وتخطرُ

 

هامت بحب فؤاد حتى إنها

 

رضيت تموت على يديه وتحشرُ

 

ذهبا معاً قربان حب عاصف

 

فعليهما رحمات ربّي تنثرُ

 

(ويتطلع ((متري)) إلى الأرتيست، وقد عشيت عيناه من البكاء حين ذكر اسم ((سونيا)) ويقول):

متري:

وارحمتاه لها:

   
 

(ويعلق سمعان قائلاً):

     

((متري)) لعمرك عفو ربّي أكبرُ

سمعان:

وفؤاد يكظم غيظه في صدره

 

ويكاد من آلامها يتفجرُ

 

(ويجيب ((متري)) من دون وعي):

متري:

و((فؤاد))؟

   
 

(يضحك)

 

ها.. ها للسجون مصيره وله بساحتها المكان الأكبرُ تعساً له لما يمت...

 

(وتسترعي ((سمعان)) هذه العبارة وقد قذف بها ((متري)) فيستدرجه قائلاً):

سمعان:

لمّا يمتً

   

متري:

   

تبقى الرذيلة والفضيلة تقبرُ

 

(ثم يقترب من سمعان ويسرّ إليه وهو يترنّح ويتلوّى في كلامه):

 

إنه مختفٍ... أتكتم سري؟

   
 

(ويجيب ((سمعان)) بخبث ودهاء):

سمعان:

   

في قرار من الأمان مكينِ

 

أين؟…

   

متري:

في منزلي يقيم عزيزاً

   

سمعان:

   

يا لإخلاصك القوي المتينِ

 

(ثم يغير مجرى الحديث وقد بيّت في نفسه أمراً، ويشير إلى ((نهى)) مغنية الكازينو فتأتي ويقول لها):

 

يا نهى:

   

نهى:

(وي شري) (1)

   

سمعان:

إليَّ تعالي

 

نفنَ في لذة الهوى والمجونِ

نهى:

ما أحيلاك ماجناً وخليعاً

   

سمعان:

   

ما أحيلاك في مجال الفنونِ

 

(وتجلس ((نهى)) فيغمزها لتداعب ((متري)) الذي لا يشعر إلا و((نهى)) تميل إليه وتعبث أناملها بشعره فتهتاجه هذه المداعبات، وتفعل ((نهى)) ما تؤمر و((متري)) يستروح بما يفعل ويقول):

 

قربي يا ((نهى)) تعالي بجنبي

 

إن شوقي يقول: هل من مزيدِ؟

 

إجعلي شعرك الجميل غطائي

 

والحنان الفتيَّ ملء الزنودِ

 

(تعنى به ((نهى)) فيحسّ بالدفء والراحة فينام وقد غلبه الكرى، ويحمله خدم الكازينو إلى سيارة ((سمعان)) الذي ينطلق مسرعاً به إلى البيت. يدق الجرس فيفتح خادم ((متري)) الباب):

سمعان:

تعال....

   
 

(ويسرع الخادم فيرى سيده في السيارة نائماً فيقول):

الخادم:

هل سيدي؟....

   

سمعان:

في خير عافية

 

نشوان... عادته

الخادم:

(لنفسه)

 

يا بئسما اعتادا

 

(يتعاونان على إدخاله، ويسأل ((سمعان)) الخادم):

سمعان:

قل لي ((فؤاد)) هنا؟

   
 

(ويضطرب الخادم ولكنه يتمالك فيجيب):

الخادم:

ما عندنا أحد بالاسم هذا

 

ولا ((متري)) به نادى

سمعان:

((فؤاد)) قاتل سونيا، ليس عندكم؟

   
 

(ويتطلع ((فؤاد)) من فرجة الباب فيرى عدوّه ((سمعان)) ويراه هذا في المرآة. أما الخادم فيقول):

الخادم:

   

ما آوت الدار يا أستاذُ أوغادا

 

(ويدير ((سمعان)) ظهره ويغادر المكان، فيهرع الخادم إلى ((فؤاد)) فيبادره هذا قائلاً):

فؤاد:

سمعت ما قلت: فضل سوف أذكره

 

إني وربِّكَ لا أنسى لمن جادا

 

((سمعان)) سار إلى البوليس يخبره

   
 

(ويصرخ الخادم):

الخادم:

   

أهرب فإنهم آتون أعدادا

 

(ويهرب ((فؤاد)) إلى أحد معارفه في مكان ناء من لبنان، ويأتي ((سمعان)) ومعه قوة من البوليس فيحاصرون بيت ((متري)) ويدخلون فيفتشون فلا يجدون أحداً فيأخذون ((متري)) وخادمه للتحقيق معهما):

 
طباعة

تعليق

 القراءات :622  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج