شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما كان داوراً
قال أبو الفرج: عن مصعب بن عثمان: "إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة لم تكن له همة إلا عمر بن أبي ربيعة والأحوص فكتب إلى عامله على المدينة: (قد عرفت عمرو الأحوص بالخبث والشر-.. فإذا أتاك كتابي هذا فشددهما واحملهما إلي) فلما أتاه الكتاب حملهما إليه، فأقبل على عمر فقال له: رهيه.
فلم أر كالتجمير منظر ناظر
ولا كليالي الحج افلتن ذا هدى
وكم مالئ عينيه من شيء غيره
إذا راح نحو (الجمرة) البيض كالدمى
فإذا لم يفلت الناس منك في مثل هذه الأيام فمتى يفلتون؟ أما والله لو اهتممت بأمر حجك لم تنظر إلي شيء غيرك.. ثم أمر بنفيه، فقال يا أمير المؤمنين أو خير من ذلك قال: وما هو؟ قال: أعاهد الله أن لا أعود إلى مثل هذا الشعر ولا أذكر النساء في شعر أبداً وأجده توبة على يديك: قال: أو تفعل؟ قال: نعم، فعاهد الله على توبته وخلاه، ثم دعا بالأحوص فقال رهيه.
اللَّه بيني وبين قميمها
يهرب عني بها وأتبع
بل الله بين قميمها وبينك؟ ثم أمر بنفيه إلى بيش وقيل إلى (دهلك) فنفي إليها فلم يزل بها. فرحل إلى عمر عدة من الأنصار فكلموه في أمره وسألوه أن يقدمه وقالوا له: قد عرفت نسبه وقيمه وموضوعه وقد أخرج إلى بلاد الشرك فنطلب إليك أن ترده إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم دار قومه، فقال لهم عمر: من الذي يقول؟
فما هو إلا رآها فجاءة
فأبت، حتى ما أكاد أحير
قالوا الأحوص، قال فمن الذي يقول:
أدور ولولا أن أرى أم جعفـر
بأبياتكم، ما درت حيت أدور
وما كنت دواراً، ولكن ذا الهوى
إذا لم يزر لا بد أنه سيزور
قالوا: الأحوص قال: فمن الذي يقول:
كأن لبني صبر غادية
أو دمية زينب بها البيع
اللَّه بيني وبين قميمها
يهرب مني، بها وأتبع
قالوا: الأحوص. قال إن الفاسق عنها يومئذ لمشغول، والله لا أرده ما كان لي سلطان فمكث هناك بعد ولاية عمر صدراً من ولاية يزيد بن عبد الملك ثم خلاه".
* * *
قلت: ومن هذه القصة نعرف "أصل الدوارة" والدواوين والدوران..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :328  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 858 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.