وفي الليالي الأخيرة من شهر رمضان تنصب في عرض الشارع من أول مكة إلى آخرها بسط من الخوص مستديرة.. وتصب فيها أنواع الحبوب من الحنطة أو البر أو الحب على اختلاف اللهجات العربية. وينادى عليها.. بزكاة الفطر.. وكانت تختلف في الجودة والنوع والقيمة، فهذه سندية وتلك مصرية.. وهاتيك بصرية ويأخذ القوم في ابتياع ما يلزمهم منها ليوزع على المستحقين قبل الخروج إلى صلاة العيد.. أو بعده أو حتى خلال أيام الشهر.. وكانت أسعارها رخيصة.. وكمياتها متوافرة من تلك السيول المتدفقة من الإنتاج الداخلي.. والوارد من البحر.. أو مما كان يسمى (بحب الجراية) فيرغد بذلك الفقراء. وتفيض لديهم منه كميات ربما باعوها واستبدلوا بها ما يحتاجون إليها من غيرها..