قلت: ما أروعها وأبدعها من صورة ناطقة! وما أعدل أن ينادي في (حراج العصر) أو الصبح على من لا يحمد على خلق ولا يغبط على مكرمة. بل ما أظرف وألطف قوله "وحلت به دعوة الوالد"، فقد جاء بها في محلها من النقمة والسخط والعياذ بالله... ومع ذلك فإن هذا وأمثاله أدب رجعي قديم لا يسمن ولا يغني من جوع، كما يتوهم بعض من لاحظ له من الصبر على استخراج ما في الكنوز من الدرر والغرر.. ومن أخذ الغرور بخناقهم وأفرطوا في البطر، وأنه لمن الإنصاف للأدب، والبر بأهله.. أن يباهي بما فيه من بدائع الفكر والتصوير.. وأن تزف خرائده في أنهار الصحف وروائع التحرير، وأن لا يغمط حقه ولا يبخس وزنه مهما تبدلت الأزمنة والأمكنة واشتطت المعايرة واختلفت المعاير، وسبحان من يحي العظام وهي رميم.