هذا مثل متداول يتردد يومياً في جميع البيوت البيئات وهو حق من حيث أنه مصداق للأثر المأثور: "جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها".
وكنت أحسبه من تخريج المعاصرين فإذا بي أقرأ للشاعر الحارثي اللجلاج قوله:
وما كنت زوراً - ولكن ذا الهوى
إلى حيث يهوى القلب تهوي به الرجل
* * *
أما الحب الذي به ينبعث الدَّب -بفتح الدال- فهو الذي يقبل التفصيل.. إن كان حباً عذرياً.. أو نفعياً.. ولا اعتراض عليهما في الحالين.. لولا أن من الحب ما يتصل ويقطع متأثراً بالأنانية والأثرة.. والفائدة.. فقط لا غير فإما ما لا غاية له إلا الحب في الله ورسوله.. وإلا النصيحة.. والصدق.. والإخلاص.. فأحسب أنه أصبح - أقل من تسعين في المائة ولعلي أخطأت كثيراً في هذا التقدير فربما كان أكثر من واحد في الألف والعتب على الجهل بعلم الحساب.