قال عبد الملك بن مروان لأسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر بلغني عنك خصال كريمة شريفة.. فأخبرني عنها، فقال: من غيري أحسن.. فقال: إني أحب أن أسمعها منك فأخبرني بها.. فقال له: يا أمير المؤمنين ما أتاني رجل قط في حاجة صغرت أو كبرت لأقضيها له إلا رأيت أن قضاءها لا يعوض ما بذله من وجهة إلي، ولا جلس رجل قط إلا رأيت له الفضل عليّ حتى يقوم من عندي، ولا جلست مع قوم قط فبسطت رجلي إعظاماً لهم وإجلالاً حتى أقوم عنهم.. فقال عبد الملك: حق لك أن تكون شريفاً سيداً.
* * *
ولا تعقيب لنا على ذلك إلا بأن هذه الخصال كلها ولله الحمد - ما تزال على العهد بنا - كما كانت - في أخلاق الكرماء.. جملة وتفصيلاً.
ومن كان ينقصه منها شيء فإنه لا يعوزه استكماله إذا هداه الله إلى الشرف والكرم والسؤدد؟ ومن استكملها كلها، فما عليه إلا الحمد والشكر فأما من حرم منها جميعاً.. فليسأل الله التوبة والإنابة.. والتوفيق.