مر بي في مراجعاتي غلطات مطبعية مضحكة مبكية، فهذا رجل صحابي كبير يسمى تارة (حرام بن حكيم) وأخرى (حِزام بن حكيم) وثالثة (حزام ابن حكيم).. كل ذلك في طبعة واحدة وكتاب واحد.. (التاريخ الكبير) لابن عساكر، أي والله في مؤلف واحد وعن رجل واحد مترجم له فيه.. ولقد أضحكني فيه أنه أراد أن يقول: (... وقال الجماز كان أبو نواس... الخ) فكانت (وقال الحمار) بالحاء لا بالخاء والراء لا بالزاي.
إن كثيراً من هذه الأخطاء يتكرر حتى يومنا هذا فيما ينشره الكتاب والشعراء والعلماء وقد تصببوا فيه عرقاً - وتقلبوا فيه أرقاً.. ولا علة له إلا عدم الدقة في التصحيح أو جهل من ينتدب له بالسقيم والصحيح، ألا فليتق الله المسؤولون من أصحاب المطابع والصحف فيما يطبع فيها وينشر.. فربما تطورت الحصى إلى ما عرفه أهل النادرة في رمي الجمار؟ فإنه ما من شيء أشد على الكاتب نكداً من عزو ما لم يقله إليه.. خصوصاً إذا تحرى هو الصواب جهده.. فإذا به عرضته للخطأ يُرمى به وهو بريء منه.. ولا بأس بالواحدة في كل عام أو شهر على الأكثر.. أما في كل عدد وكل عمود - فذلك لا يصح السكوت عليه و (الله يحب الإحسان في كل شيء)..؟