يؤثر عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: "رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات، رأيت (نبطياً نحوياً) حتى كأني أنا نبطي - وهو غلامي، ورأيت أعرابياً لحاناً كأنه نبطي، ورأيت شاباً أسود الرأس واللمة إذا قال: حدثنا.. قال الناس كلهم (صدق) وهو أحمد بن حنبل..".
* * *
قلت: أما نحوية النبطي.. فإن أقطاب أئمة النحو أكثرهم من العجم.. وأما نبطية الأعرابي.. فإنها من اختلاطه في المدن.. ولو بقي الأعراب على فطرتهم لما شاب فصاحتهم لكْنة ولا عوج، فأما الإمام أحمد بن حنبل فإنه للقدوة الحسنة في العلم والعمل والورع والصلاح.. والطلب والدأب.. وأنه لجدير بالشباب الذين ينتمون إلى جزيرة العرب عامة وإلى الحرمين الشريفين خاصة أن يكونوا مضرب المثل في كل علم وفن.. ولاسيما في علوم الدين والشريعة وما يتصل بها حتى تضرب إليهم أو تدور عجلات السيارات وتحلق أجنحة الطيارات بدلاً من أباط الإبل.. ليتلقى عنهم العالم الإسلامي كافة كل ما فيه شفاء ورحمة للعالمين وكذلك يكون إن شاء الله. وكل آت قريب.