شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حنانُ الأمومةِ (1)
أحَاطَ بِها مِثلَ الإطارِ (صِغارُهَا)
وقَرَّتْ بهم عَيناً وطَابَ نَهارُهَا
وفي (حِجرِهَا) طِفلٌ غريرٌ كأنَّما
تقسمُ فيه روحُها و (فِقارُها)
رضيعٌ كصفوٍ (الطَّلِّ) لم يَعدُ (ثالث)
وكالعينِ يستهوي القلوبَ احورارُها
تُناغيهِ جَذلى وهو يَرقُصُ غِبطةً
ويُمنى يديها حولَهُ ويَسارُها
وإخواتُه صُغرا وكُبرى لقاءها
يُداعِبنَهُ والأمُ يحلو افترارُهَا
* * *
تَطلَّعنَ يبغينَ الحَليبَ وأنَّهُ
لَبالقدِرِ يغلي كالغمامِ (بُخارُها)
ومن تحتِها (فوَّارُ غازٍ) كأنه
صَدى (دِيمةٍ) يروي الأديمَ انهمارُها
* * *
مشتْ نحوَها (زحفاً) وضمَّتْ حِفافَها
فمالتْ بها واشتبَّ فيها أُوارُها
هُنالِكَ لم تملِكْ من الأمرِ حِيلةً
وألقتْ (حَشَاها) واستعزَّ خِيارُها
رقتْ طِفلَها بالنفءْ حيثُ رمتْ بهِ
بَعيداً وارغتْها على الأرضِ اصطبَارُها
وبالرَّغمِ منها والقضاءُ مُسلَّطٌ
أصيبَ وأعياها عليه اصطبَارُهَا
فضجَّ وضجتْ بالبُكاءِ وأقبلتْ
إليه هُياماً (والحنانُ) خِمارُها
* * *
تقولُ ألا اسلمْ (فلذةَ الكبدِ) ولأَمُتْ
فداءَك والآلامُ يذكو استعارُها
إذا انطلقتْ من قلبِهِ (الغَضِّ) آهةٌ
عَدتْ (صرخةٌ) منها عميقٌ قَرارُها
* * *
وتجهشُ حَسرى أمُّها (وقرينُها)
(ووالدُها) إذ هُمْ عليها (سِوارُها)
يودونَ لو كانوا الفِداءَ وما عَسى؟
تُفيدُ المُنى والألهياتُ ابتكارُها
* * *
(بلاءٌ) تَساقاهُ (البريءُ) وما جَنى
وبثٌّ بهِ الأطوادُ تُكوى حِجارُها
كأنيَ إِذ شاهدتُه في (غيابَةٍ)
من البؤسِ شَروى العاصِفاتِ اعتكارُها
* * *
وما كان إلا الصَّبرُ للخَطبِ (بلسماً)
وما وَسِعَ الأنفاسَ إلا انبهارُها
لقد شاطَ من (أمِّ الوَليدِ) نَياطُها
وكالمُهل أضحى جلدُها وغِمارُها
فلمْ تعِ إلا ما أصابَ رضيعَهَا
وهيهات أنْ يُغني الصَّريعَ انفطارُها
وتسألُ هلْ يحيا على مَا أصابَهُ
وهل هو نَاجٍ والدُّموعِ نُثارُها
* * *
كأنْ لمْ تكنْ تَدري وقد فُجعتْ بِهِ
شَوتها اللظى أمْ لمْ ينلْهَا شَرارُها
ولو حسرتْ ما احتزَّ منها حسيسَها
لَرِيعتْ ولكنْ أين مِنها انحِسارُها
* * *
ومرَّتْ بِنا (الساعاتُ) حرَّى كأنَّها
(دُهورٌ) وفي (سَمِّ الخِياطِ) مَدارُها
* * *
وما هذه الدُّنيا وإنْ هي أمكنتْ
سِوى (فتنةٍ) مَهما ألحَّ اغترارُها
عجبتُ لها مَمكورةً وهي (ماكرٌ)
يَصيحُ بها من جَانبيها (بُوارُها)
وأعجبُ منها حرصُنَا في (ابتسامِها)
وما مِثلُه في الغدرِ إلاّ (ازوِرارُها)
* * *
كلأتك (ربَ العالمينَ) فإنَّنَا
(بلُطفِك) ننجو ما تَصدَّى عُثارها
* * *
ويا أُمَّ هذا (الطفلِ) ما أنت بالتي
تفرَّدتِ بالأشجانِ شتى خطارُها
تواصي بما أَوصى (الإِلهُ) حبيبَهُ
فما نحن والأقدارُ إلا اختبارُها
* * *
ويا باغِماً في المَهدِ يُفضي أنينُه
إلى (ذاتِ قلبٍ) شفَّ عنه انكسارُها
أُعيذُكِ بالرّّحمنِ من كُلِّ لمةٍ
ومن كلِ عينٍ كالشهابٍ احمرارُها
* * *
ويا (أُمهاتِ الجيلِ) حاذِرنَ مِثلَها
فأنْتُنَّ ما بين البُيوتِ عمارُها
تَوقينَ ما تَخشيْنَ (واللَّهُ حَافظٌ)
وخيرُ (الوَصايا) ما يشيعُ اعتبارُها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :349  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 554 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .