دعوتُ "القوافي" باستجابتْ بحورُها |
وصائف تستهوي الدرارى نحورها!! |
على (الشاطىء الغربي) والموجُ هادىءٌ |
وأنسامُه الولْهى، يفوح عبيرها |
بأمسيةٍ (للصيف) فيها حظوظه |
يروع العذارى من حصاها نثيرها |
تهادى بها بدر السماء بأفقه |
وماست بها أغصائها - وجذورها |
* * * |
كأني أرى الدنيا تلاقت "بجدة" |
و (زينتها) – منها ومنها سرورها؟ |
ترى حولها "الفلك" المواخر سُوِّيتْ |
صفوفاً!! وكالأسماط شُعْثٌ صدورُها |
تغاديك منها "غادة" في "زفافها" |
(عروس) تحدى كل عين سفورها! |
تألَّق بالأضواء من كل جانب |
وتصدحُ بالألحانِ شدْوَاً ثغورُها |
* * * |
وكمْ قدْ تداعى ألف عام - نضوبها |
وأمعنْ فيها - وَيْلها، وثبورها؟ |
تَطَلَّعُ حَسرى، والموانىءُ دونَها |
تثنَّى بها أعطافُها - وخصَورُها |
وقد خَويَتْ إلا من الجَدْبِ أرضُها |
وأمنَّهَا إلاّ من الخَوفِ (سورُها)!! |
فظلتْ تُناجي خَافِقاتٍ قلوبُها |
وراحت تهاوي مثقلات ظهورها |
بها انحجزتْ في كلِّ ركنٍ (بروجُها) |
كما استوحشت آصالُها - وبكورها |
إذا انطلقتْ كانت على قِيدِ خطوةٍ |
من (البَابِ) مَحجوراً عليها مَسيرُها |
تكادُ بها الأرواحُ تُزهَقُ من ضَنًى |
ويستنزفُ الأجسامَ منها صهيرُها |
و "ميناؤها" ضَحْلٌ، وآمالُها شجًى |
وأرجاؤها مَحلٌ، وقَرْحٌ سَعيرُها |
وتنتضح الأجساد فيها "بومدها" |
وأشطاؤها من (عدوتيها) عصيرها |
فلا الماءُ مبذول، ولا المُزنَ وابِلٌ |
ولا الليل إلا بثُّها – وسميرُها! |
تنفس من "سَمِّ الخياط" وطالما |
تصعد من أقصى النياطِ زفيرُها! |
* * * |
فما هي إلا "ومضةٌ" – وكأنما |
هي الكاعبُ الحسناءُ – ضافَ ضفيرها |
فما شئتَ من (وَشْي) وما شئت من "حلى" |
توائم، من نسج الجِنان حريرُها |
ومن سُندس خُضْر بها – و (خمائلُ) |
حدائقُها – ريانة – وزهورها |
ومن سلسبيلٍ دافقٍ – مترقرقٌ |
كأنّ به الساحاتِ غادى مطيرها |
ومن (كهرباء) سراها متحجب |
جوانحها نارٌ، ونورٌ "أثيرها" |
ومن طرقٍ ممهودةٍ، وشوارع |
(مخططة) بهدي الحيارى (مرورها) |
ومِنْ "عمران" لم يرَ الناس مثله |
سوا أنه الأطيافُ يَقْظى نزورها! |
ومِنْ كُلِّ صَفٍ لِّلعبادةِ (جَامعٌ) |
به كُلُّ روحٍ قد تصفَّتْ كُدُورُها |
وتبهرك (الإحياءُ) فيها تألّقاً |
وتفترُّ إشراقاً، وتشدو طيورها |
كأنّ بها شتى الحضارات تلتقى |
مواكب، يستدعي المزيد نفيرها!؟ |
يقوم عليها "الاتحادُ" كأنما |
تحوطه من كل عين (بصيرها) |
وما هو إلا (للرياضة) معقلٌ |
ولكنه من عزمهِ يستنيرها |
ويا حبذا فيها العشى (ملاعب) |
كأن (الصبا) من جانبها (ظهيرها)؟! |
(شباب) و (أشياخ) همو الدوحُ سامقاً |
وعلى أنهم – أحبارها – وحبورها!! |
نباهي بهم في كل (فن) – و (مَجْمَع) |
وحيث هو افتنوا تمثل (خِيرها)
(2)
|
* * * |
وما "النثرُ" إلا – عقدُها – وهو (عسجدٌ) |
ولا "الشعرُ" إلا درُّها – وبحورها |
ومنها وفيها "العبقريةُ" أنجبت |
فلائذ أكباد، عديمٌ نظيرها |
* * * |
بنفسي منهم كل طلق – كأنه |
من البشر، مزن لا يكفُّ مطيرُها |
إذا قال أصْغى دونه الحفلُ مُطْرِقاً |
وإن هو يملل، فالرقى وسطورها! |
* * * |
ولله منها (ريعها)، و (يراعها) |
وجناتها تجري به - ونورها |
وحسبك منها في النضال "خواطر" |
"مصرحة" كالبعث، يُنفخُ صورُها |
أطلّ بها "العواد" إذ هو صاعد |
وأطلالها - يحنو عليها - فطورها؟! |
* * * |
و (ذو مرة) ذوب اللجين (بيانه) |
تباهى به (فصحى) – ويزهو غيورها |
وهل هو إلا "حمزةُ" أين حمزة؟! |
سقتْهُ الغوادي – ما استهلَّ غزيرُها |
كأن المنى بله المنايا (لهاته) |
فما يملك الألبابُ إلا هديرُها! |
وما هو إلا وعى شعب وأمة |
بترنيمه ترقى، وتحيا عصورها |
* * * |
هو (الروحُ) لا جثماننا الرخص مدرك |
مداها – ولا فيه اطمأنَّ هجيرُها |
توقد - من فرط الطموح - وربما |
تشتكَّى الونى منها طويلاً ضميرها؟! |
* * * |
وهل "عارفٌ" إلا بما هو راعفٌ |
(فتاها) وهل الأشذاه عطورها؟! |
وإخوته من كل غاد – وراشح |
طلائعها عزت بهم – وسبورها |
* * * |
و "إلياذة" فيها (الرسالة) دُوّنَتْ |
"فصولا" كضوء الفرقدَيْنِ سطورها |
تذكر بالماضي – المجيد وقد ثوى |
وتنشد أهدافها – (وحيا) نشورها! |
* * * |
وما "الرائد" الفنان، إلا خبيرها |
ولا روضة الفينان، إلا حبيرها |
"أبو مدين" مشكاته، وهو "أمة" |
به كل ما تهوى، ويهوى شعورها |
كأني به – شاكي اليراع – مدرعاً |
وقد ملأ الأسماع منه "صريرها" |
يقود من (الرأي الصحيح) – (كتائباً) |
تعادى إلى الأهدف زاه مصيرها |
و (أعوانه) شم الأنوف - أعزة |
أباة - كما زان "المواضي" شفيرها |
فلا عدم (الميدان) فيهم فوارساً |
يناطح أجواء السماء مغيرها |
ولا بَرح التوفيقُ صرفاً حليفهم |
إذا ما توارت بالزيوف جحورها!! |
وإن (غَدا) مِنّا "قريب" ومشرق |
وأيامنا تترى به وشهورها |