شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية "الرائد" الأغر في عامها الثالث (1)
دعوتُ "القوافي" باستجابتْ بحورُها
وصائف تستهوي الدرارى نحورها!!
على (الشاطىء الغربي) والموجُ هادىءٌ
وأنسامُه الولْهى، يفوح عبيرها
بأمسيةٍ (للصيف) فيها حظوظه
يروع العذارى من حصاها نثيرها
تهادى بها بدر السماء بأفقه
وماست بها أغصائها - وجذورها
* * *
كأني أرى الدنيا تلاقت "بجدة"
و (زينتها) – منها ومنها سرورها؟
ترى حولها "الفلك" المواخر سُوِّيتْ
صفوفاً!! وكالأسماط شُعْثٌ صدورُها
تغاديك منها "غادة" في "زفافها"
(عروس) تحدى كل عين سفورها!
تألَّق بالأضواء من كل جانب
وتصدحُ بالألحانِ شدْوَاً ثغورُها
* * *
وكمْ قدْ تداعى ألف عام - نضوبها
وأمعنْ فيها - وَيْلها، وثبورها؟
تَطَلَّعُ حَسرى، والموانىءُ دونَها
تثنَّى بها أعطافُها - وخصَورُها
وقد خَويَتْ إلا من الجَدْبِ أرضُها
وأمنَّهَا إلاّ من الخَوفِ (سورُها)!!
فظلتْ تُناجي خَافِقاتٍ قلوبُها
وراحت تهاوي مثقلات ظهورها
بها انحجزتْ في كلِّ ركنٍ (بروجُها)
كما استوحشت آصالُها - وبكورها
إذا انطلقتْ كانت على قِيدِ خطوةٍ
من (البَابِ) مَحجوراً عليها مَسيرُها
تكادُ بها الأرواحُ تُزهَقُ من ضَنًى
ويستنزفُ الأجسامَ منها صهيرُها
و "ميناؤها" ضَحْلٌ، وآمالُها شجًى
وأرجاؤها مَحلٌ، وقَرْحٌ سَعيرُها
وتنتضح الأجساد فيها "بومدها"
وأشطاؤها من (عدوتيها) عصيرها
فلا الماءُ مبذول، ولا المُزنَ وابِلٌ
ولا الليل إلا بثُّها – وسميرُها!
تنفس من "سَمِّ الخياط" وطالما
تصعد من أقصى النياطِ زفيرُها!
* * *
فما هي إلا "ومضةٌ" – وكأنما
هي الكاعبُ الحسناءُ – ضافَ ضفيرها
فما شئتَ من (وَشْي) وما شئت من "حلى"
توائم، من نسج الجِنان حريرُها
ومن سُندس خُضْر بها – و (خمائلُ)
حدائقُها – ريانة – وزهورها
ومن سلسبيلٍ دافقٍ – مترقرقٌ
كأنّ به الساحاتِ غادى مطيرها
ومن (كهرباء) سراها متحجب
جوانحها نارٌ، ونورٌ "أثيرها"
ومن طرقٍ ممهودةٍ، وشوارع
(مخططة) بهدي الحيارى (مرورها)
ومِنْ "عمران" لم يرَ الناس مثله
سوا أنه الأطيافُ يَقْظى نزورها!
ومِنْ كُلِّ صَفٍ لِّلعبادةِ (جَامعٌ)
به كُلُّ روحٍ قد تصفَّتْ كُدُورُها
وتبهرك (الإحياءُ) فيها تألّقاً
وتفترُّ إشراقاً، وتشدو طيورها
كأنّ بها شتى الحضارات تلتقى
مواكب، يستدعي المزيد نفيرها!؟
يقوم عليها "الاتحادُ" كأنما
تحوطه من كل عين (بصيرها)
وما هو إلا (للرياضة) معقلٌ
ولكنه من عزمهِ يستنيرها
ويا حبذا فيها العشى (ملاعب)
كأن (الصبا) من جانبها (ظهيرها)؟!
(شباب) و (أشياخ) همو الدوحُ سامقاً
وعلى أنهم – أحبارها – وحبورها!!
نباهي بهم في كل (فن) – و (مَجْمَع)
وحيث هو افتنوا تمثل (خِيرها) (2)
* * *
وما "النثرُ" إلا – عقدُها – وهو (عسجدٌ)
ولا "الشعرُ" إلا درُّها – وبحورها
ومنها وفيها "العبقريةُ" أنجبت
فلائذ أكباد، عديمٌ نظيرها
* * *
بنفسي منهم كل طلق – كأنه
من البشر، مزن لا يكفُّ مطيرُها
إذا قال أصْغى دونه الحفلُ مُطْرِقاً
وإن هو يملل، فالرقى وسطورها!
* * *
ولله منها (ريعها)، و (يراعها)
وجناتها تجري به - ونورها
وحسبك منها في النضال "خواطر"
"مصرحة" كالبعث، يُنفخُ صورُها
أطلّ بها "العواد" إذ هو صاعد
وأطلالها - يحنو عليها - فطورها؟!
* * *
و (ذو مرة) ذوب اللجين (بيانه)
تباهى به (فصحى) – ويزهو غيورها
وهل هو إلا "حمزةُ" أين حمزة؟!
سقتْهُ الغوادي – ما استهلَّ غزيرُها
كأن المنى بله المنايا (لهاته)
فما يملك الألبابُ إلا هديرُها!
وما هو إلا وعى شعب وأمة
بترنيمه ترقى، وتحيا عصورها
* * *
هو (الروحُ) لا جثماننا الرخص مدرك
مداها – ولا فيه اطمأنَّ هجيرُها
توقد - من فرط الطموح - وربما
تشتكَّى الونى منها طويلاً ضميرها؟!
* * *
وهل "عارفٌ" إلا بما هو راعفٌ
(فتاها) وهل الأشذاه عطورها؟!
وإخوته من كل غاد – وراشح
طلائعها عزت بهم – وسبورها
* * *
و "إلياذة" فيها (الرسالة) دُوّنَتْ
"فصولا" كضوء الفرقدَيْنِ سطورها
تذكر بالماضي – المجيد وقد ثوى
وتنشد أهدافها – (وحيا) نشورها!
* * *
وما "الرائد" الفنان، إلا خبيرها
ولا روضة الفينان، إلا حبيرها
"أبو مدين" مشكاته، وهو "أمة"
به كل ما تهوى، ويهوى شعورها
كأني به – شاكي اليراع – مدرعاً
وقد ملأ الأسماع منه "صريرها"
يقود من (الرأي الصحيح) – (كتائباً)
تعادى إلى الأهدف زاه مصيرها
و (أعوانه) شم الأنوف - أعزة
أباة - كما زان "المواضي" شفيرها
فلا عدم (الميدان) فيهم فوارساً
يناطح أجواء السماء مغيرها
ولا بَرح التوفيقُ صرفاً حليفهم
إذا ما توارت بالزيوف جحورها!!
وإن (غَدا) مِنّا "قريب" ومشرق
وأيامنا تترى به وشهورها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 538 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.