شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الجزائر المستقلة (1)
قفا نشد باليومِ الأغرِ المُحجَّلِ
ونزه بشعبٍ في الجزائرِ يَعتلي
ونملأُ سَمعَ الدهرِ فخراً وعزةً
ونهتفُ بالمجدِ الطريفَ المُؤثَّلِ
ونستعرضُ التاريخَ أبلجَ نَاصعاً
يدِلُّ به (مَرُّ الحِفاظِ) ويأتلي
ونُكبِرُ في الصِيدِ الكُماةِ (مَواقفاً)
بها يتهادي كلُّ حُرًّ مُسربلِ
ونُزجي إلى (الأوراسِ) من بطنِ مكةَ
تهانيَ (نصرٍ) كالرحيقِ المُسلسلِ
* * *
هي العَزَماتُ المُلهِمَاتُ كأنها
هوادرُ موجِ البحرِ بالنارِ تصطلي
تلظى بها أشياخُها وشبابُها
وبيضُ العَذَارى من ثكولٍ ورُمَّلِ
* * *
فما يومُ (ذي قارٍ) و (يومُ حليمةٍ)
بسرٍ ولا ذاك (الإِباءُ) بمعزلِ
تنزَّت قلوبٌ دامياتٌ قريحةٌ
مدى ألف شهرٍ بالبلاءِ المُنزلِ
وعضتْ على الدين الحنيفِ ولم تَزل
نواجذُها رغمَ الهوى المُتخللِ
تعاصتْ على الكفرِ البَواحِ وحافظتْ
على (الآي تُتلى) و (الكتابِ المنزلِ)
وما إنْ مضى يومٌ عليها وليلةٌ
بدونِ كفاحٍ في المغيرِ المُخذَّلِ
* * *
كأن الثرى من حيثُ رقيتْ دماؤها
هو الشفقُ المُحمرُّ والسيلُ من علِ
وطافت بها أرواحُ قاداتها الأُلى
تروحُ وتغدو بالفداءِ المُعجلِ
من (ابن أبي سَرحٍ) و (عُقبةَ) والذي
هو (العائذُ) الخواضُ عندَ التَّوغُلِ
فألقتْ إلى الهيجاءِ وهي مَغيظةٌ
بأفلاذِها من كلِّ أشوسَ صَيقَلِ
أروهم (نجومَ الظُّهرِ) والنقَعُ أسودُ
وهم بين مبهورٍ وبَين مُجندَلِ
يخافونَ أشباحَ الرؤى في سُباتِهِم
وأرواحُهُم مَشدودةٌ بالتوهُلِ
وما قلَّ منهم في الصِّراعِ عَتادُهم
ولكن بغوا فاستهدفوا للتزلزلِ
وما راعَهُمْ إلا (المَنايا) كأنها
قواصفُ رعدٍ أو حواصدُ مِنجلِ
بأيدي كماةٍ من نِزارٍ ويَعرُبٍ
ومن كُلِّ ذي بأسٍ شديدٍ مُزَمَلِ
يرونَ الحياةَ الموتَ والموتُ عندَهُم
(خلودٌ) ولا يخشونَ غيرَ التبذُّلِ
تحدوا قوى الطُغيانِ وهي رهيبةٌ
وأَلقوا عليها أيَّ درسٍ مُفصَّلِ
مئاتٌ أُلوفٌ عشرةٌ بعدَ عشرةٍ
تولتْ كأرجالِ الجَرادِ المُهجولِ
* * *
ولو أنَّهم ظلوا هُنالِك لم يعدْ
إلى (السينِ) منهم غيرُ باكٍ ومُعوِلِ
كذلك كانت في (الملاحمِ) والوغى
(جزائرُنا) في شعبِها المُتكتلِ
هي (العَربُ العَرباءُ) أصلاً ومحتداً
وأرحاؤها أبنائها في التحملِ
مواكبُها عَبرَ البِحارِ حَوافلٌ
بكُلِ عَظيمٍ بالفَخَارِ مُكللِ
* * *
وما كانَ يوماً للحضاراتِ قيمة
بغيرِ هُدانا هَدى أكرمِ مُرسَلِ
ومهما تواصينا بلمِّ شَتاتِنا
حُظينا بنصرِ اللَّهِ غيرِ مؤجلِ
* * *
وفي ذمةِ اللَّهِ المُهيمنِ من مَضوْا
وماتُوا فعاشوا في (الخُلودِ) المُكمَّلِ
أولئك ضَحوا في سبيلِ بلادِهمْ
بأرواحِهِم في كُلِّ ماضٍ ومُقبِلِ
هُم شهداءُ اللَّهِ والعصبةُ التي
بها تُضربُ الأمثالُ في كلَّ مَحفلِ
تنادوا إلى الحُسنى وما ضلَّ سعيهُم
وإِنَّ لهم بالفضلِ كلُّ مُخولِ
جماجِمُهُم كانت أساساً لصرحِهِم
فلا بَدعَ أن يعلو على كلِّ مُعتلِ
* * *
على أنَّهم أوشاجُنا وفِجاجنا
موحدةٌ رغم العَدو المُنكَّلِ
(عقائدُنا) إيمانُنا وسيوفُنا
بأيماننا من كُلِّ عضبٍ ومِنصلِ
وكالشامِ مصرُ والعراقً مودةً
وكلُّ معم في (العروبةِ) مِخولِ
سواءٌ لدينا في الأُخوةِ من دَنا
ومن حلَّ (بالدأماءِ) أبعدَ مَنزلِ
إِذا ما تشكوا نشتكي من جِراحِهِم
ونفرحُ ما فازوا بكُلِ مُؤمَّلِ
* * *
وفي السنواتِ السبعِ كُنا وراءَهم
نُجاهدُ ما اسطعْنا بغيرِ تَمهُّلِ
مَشينا إليهم بالقلوبِ خَوافِقاً
وأكبادُنا حَرَّى على كلِ مَنهلِ
تُكابِدُنا (البطحاءُ) تَجري رياحُها
وتنطلقُ (الدهناءُ) وأعرافُ (يذبلِ)
ويقدُمنا في ذلك (العاهلُ) الذي
به اعتزَّ دينُ اللَّهِ أعظم مفضلِ
أفاض سخاءً واستجابَ نداءَها
ولبى صريخَ النارِ في كلِّ معضلِ
وأسعفَها من حيثُ شاءتْ سياسةٌ
وحرباً ووقاها بكُلِّ مُهللِ
(سعودٌ) طويلُ العمرِلا زالَ للهُدى
وللدين والإِسلامِ أمنعَ مِعقَلِ
وحيَّاهُ (ربُّ البيتِ) أيانَ ما احتبى
ومكَّنَهُ من دَحرِ كُلِّ مُضلِلِ
وحيا (وليَ العهدِ) ذُخرَ بلادهِ
بما هي ترجو من جنوبٍ وشَمألِ
هو الفيصلُ البتَّارُ قاهرُ خَصمِهِ
وحَسبُ بني عدنانَ إقدامَ (فيصلِ)
تولاهما الرَّحمنُ بالحِفظِ ما شَدا
على الأيكِ صَدَّاحٌ وساجِعِ بلبلِ
غرة صفر الخير 1382هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :405  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 537 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج