شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية الندوة في عامها الخامس (1)
ألا ما لِقلبي لجَّ فيه خفوقٌ
وما للهوى يَوماً عليه طريقُ
أذلك أني في الخيالِ مُهوِّمٌ
أم أنيَ (بالذكرى) الشرودِ غَريقُ
* * *
يَقَرُّ لعيني والبشائرُ جمةٌ
وُقُوفي بهذا الحفلِ وهو يَشوقُ
فما هو إلا في (ظَواهِر مكة)
و (زاهرِهَا) عصرٌ إِليه نَتَوقٌ
لقد كنتُ أيام الصِبا راتعاً بِهِ
إذ العمرُ غضٌ والإِهابُ رقيقُ
وإذ نحن في أسمارِنا في خَمائلٍ
من الأدبِ الوَسميِّ وهو عَبيقُ
وتلقاءُنا الدنيا رُؤىً لا نُطيقُهَا
وأكبرُ دُنيانا (المَجسُّ) ينوقُ
فلما صَحونا من أساطيرِ لَهوِنا
وكادتْ بنا أعقابُهُنَّ تموقُ
وصاحتْ بِنا الأحداثُ وهي زَوافِرٌ
لها من وَراءٍ (الرقمتينِ) شَهيقُ
أخذنا على وقعِ الصَّوارمِ والقَنا
ننهنهُ من غَلوائِنا ونَفُوقُ
* * *
وفي كُلِّ عِقدٍ منذُ خمسينَ حِجةٍ
تَسابقتِ الأجيالُ وهي طُلوقُ
تَطَلَّعُ للفجرِ المُبين كأنَّما
تَناءى به الظَلماءَ وهي شُروقُ
* * *
إذا ما مَضى جيلٌ وأقبلَ مِثلُهُ
يُهللُ (وجٌّ) واستهلَّ (عَقيقٌ)
شبابٌ بهم (بَطحاؤنا) في تَواثُبٍ
إلى (الأملِ) المَنشودِ وهو حَقيقُ
تباروْا إلى العلياءِ مَرحى (أهلةً)
بهمْ كلُّ أسبابِ الحَياةِ تَسوقُ
أهابَ بهم نحوَ (التليدِ) طريفُهُمْ
وشايعَهُم عَزمٌ أشدٌ طَليقُ
وما أحسَبُ الإِحصاءَ والعدَّ مُسعفي
بأفذاذِهمْ والحصرُ فيه حُقوقُ
ولكنني والحمدُ لِلَّهِ هاتفٌ
برمزٍ لهم أشدو بِهِ وأَفوقُ
بصاحبِ هذا الحفلِ والحفلُ جَامِعٌ
وكلُّ الرئى مِنَّا إليهِ شَقيقُ
بهِ نحنُ إن شِخنا شبابٌ مُتيمٌ
وصَبوتُنا (الثقيفُ) وهو طَبيقُ
أجلْ إنَّه رمزٌ الفتوةِ (صَالحٌ) (2)
وفيه (الجَمالُ) المُستكنُ يَموقٌ
جمالٌ بِهِ الأخلاقُ تَبقى على الهُدى
(هُدى اللَّهِ) لا يَطغى عليه مُروقُ
تجافي عن اللغوِ الأثيمِ ولم يزلْ
يَذودُ عن الأحسابِ وهو رَفوقُ
فما هو إلا بَاقةٌ في (بَيانِهِ)
يمجُّ به من (سِحرِهِ) ويُريقُ
أخو (أحمدٍ) (3) أنِعمْ بِهِ وكلاهُما
لدينا سواءٌ ناصحٌ وصَدوقُ
وما (الندوةُ) الغَرَّاءُ غلا صَحائفاً
كأنَّها بها ذوبُ المِدادِ رَحيقُ
صفتْ (واصطفتْ) أقلامُ كلِّ مُوحدٍ
إلى اللَّهِ والشِقاقُ شَفوقُ
وكان لها الإِخلاصُ خيرَ وقايةٍ
لَدُنْ كل موبوِ الضميرِ يُعيقُ
وأحرى بها أنْ لا تزن بريبةٍ
وفي (لابتيها) البيناتُ سَموقُ
طوت أربعاً من عُمرها في تطورِ
وديدنُّها (الإِصلاح) وهو يليقُ
ولم تألُ جهداً في المواقفَ كلها
وفي كُلِّ بِرٍّ عاثَ فيه عُقوقُ
أطلتْ تباشيرُ الحياةِ برجعِها
وما برحتْ ترقى بها وتَروقُ
* * *
وطوبى لنا (عصرٌ) سخى بصحافةٍ
بها (النقدُ) ودقٌ والوميضُ بُروقٌ
كأني بها تعلو على كّلِّ شامخٍ
مُضمَّخَةً بالطيبِ وهي رَقوقُ
كأني بها عادتْ إلى مستقرِّهَا
من الطُّهر (والبيت الحرامِ) عتيقُ
وأنهارُها تجري بنا مطمئنةً
مسلسلةٌ أكوابُهن عَقيقُ
مبرأةٌ من كُلِّ شينِ وشانىءٍ
ومن كُلِّ ما يزري بنا ويَعوقٌ
مصابيحُها وحيُ الإِلهِ وهديُهُ
ومِشكاتُها (الإيمانُ) وهو عَميقُ
يشدُّ بضِبعيها (سعودٌ) (وفيصلٌ)
وشَعبٌ به عهدُ النهوضِ وثيقُ
وتمضي بها نحو السماءِ (بَصيرةٌ)
بها كُلُّ منخوبِ الفؤادِ يَضيقُ
* * *
بني قومِنَا إِنَّا على الدربِ نَلتقي
وتصدحُ أوتارٌ لنا وحُلوقٌ
بني قومِنَا إنَّا وأنتم جَوانحٌ
تطيرُ بها الآمالُ وهي عُروقُ
ولن يعدمِ الشكرانَ من هو مُحسنٌ
إذا ارتجزَ (التاريخ) وهو نَطوقٌ
وكلُّ امرىءٍ يوماً إلى اللَّهِ راجعٌ
وثَمَّةَ يُجزى والخلودُ خَلوقُ
وأنَّ غدا يدنو لنا غِبَّ يومِنا
كما كان ذاك الأمسُ وهو عريقُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 539 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.