شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وعد بسلام أنت فيه مظفر (1)
إِباؤكَ أم شعبٌ ببُرديكَ يَزخَرُ
ويُمنُك أم جيشٌ به العُربُ تُنصَرُ
ووجدُك بالآلام أم هو مَوقفٌ
به الحقُّ يعلو والحقيقةُ تُسفِرُ
كشأنِك في الأيّامِ والهولُ مُطبِقٌ
ودأبُكَ في الأحداثِ إِذ هي تَطفرُ
قضاك وأنت (الفيصلُ) العضْبُ
وعاهلٌ بعيدُ مَجالِ الطرفِ أيَّان يَنظرُ
خبيرٌ بأعقابِ الأمورِ مُجرَّبِ
كلا حَالتيها حيث ينهيَ وَيَأمُرُ
أبى قبلَ هذا اليوم والجوُّ قاتمٌ
رزيةَ شعبٍ في أمانيهِ يُغدرُ
تمهَّلَ واستَأنى وللَّهِ صَيحةَ
نعوذُ بربِ الناسِ مما تُدمَّرُ
وكيف به يرضى (فلسطينَ) نهبةً
تُهدَّمُ في أمجادِها وتُهدَّرُ
يُغادرُهَا الأفلاذُ وهي ديارُهم
ويعمرُهَا الشُذَّاذُ وهي تحسرُ
تضجُّ بشكواها السماءُ تنصُفاً
وتصعَقُ منها الأرضُ واللَّهُ أكبرُ
كأنْ لم تكنْ منها (الجزيرةُ) أمَها
ولم يعلُ فيها (للعُرويةِ) مِنبرُ
كأنَّ شُواظ النارِ في جَنَبَاتِهَا
قلوبٌ عليها بالأسى تَتَسعَّرُ
كأنَّ دمَ الثُّوارِ فيها جَدوالٌ
تفيضُ بها أنهارُها وهو أحمرُ
كأنَّ دموعَ الغانياتِ ثَواكلاً
عيونٌ برقراقِ الشَّقاءِ تَفجَّرُ
كأنَّ سوادَ الليلِ فيها مآتمٌ
وأشباحُ ليلٍ بالدُّجى تَتعَثرُ
كأن بياضَ الصُّبحِ أكفانُ أهلِها
نسيجُ الحِرابِ البيضِ إذ هي تُشهَّرُ
كأن مغانيها اليبابُ تحطمتْ
عليه السَّوافي وهي نكباءُ صَرصرُ
جريمةٌ (وعدٌ) ما له من مُبررٍ
سوى أنَّها في (دِيننا) ليس تُغفرُ
تُمزَّق أشتاتَ اليهودِ ممالكٌ
ويحنو عليهم بالمقارع عُنصرُ
فراشَ على ضوءِ الشهابِ مُحلقٌ
وجور بوحدات الكفاحِ متبرُ
وذاك و (عبدُ اللَّهِ) فيهم مُصدقٌ
وآيته بالبيناتِ تُفسَّرُ
* * *
فسِرْ في جهادٍ أنت فيه طليعةٌ
وعُد بسلامٍ أنت فيه مُظَفَّرُ
وأعذر ففي (البُرهان) ماهو حُجةٌ
وأنذِرْ ففي (الإنذارِ) ما هُو أّعذرُ
وباللَّهِ فاستعصِمْ فما ثَمَّ غيرُه
ملاذٌ ومن يستنصِرِ اللَّهَ يُنصَرُ
وقُل للأُلى ضلَّتْ بعيداً ظنونُهم
أّقِلوا فأنا بالحفَائِظ أجدَرُ
إذا ما تغنى بالأّماني مُفلِسٌ
فنحن بتحقيقِ الأمانيَّ نَفخرُ
ونحن بِحولِ اللَّهِ أقوى شكيمةً
وأهدى سبيلاً في الخُطوبِ وأبصَرُ
وما نُطقنا لغوٌ ولا صمتُنَا سُدًى
ولكن بلاغٌ للنَّهى وتَدَبُّرُ
فإن نحنُ لم نُمعن هُتافاَ فرُبَّما
خَطونَا إلى الغَاياتِ ما هو أَخطَرُ
إذا ما انتهجنا للحياتين مورداً
عرفنا بما نَدعو له كيف نَصدُرُ
نُساجِلُ أقطابَ الدَّهاءِ ولأَها
صَواباً ونستعدي بما هي تَحذَرُ
فإن كان خيراً كان مِنَّا ابتداؤه
وإن كان شراً فالمُكابِرُ أخسَرُ
وليس سَواءً ساخطٌ مُتهافِتٌ
وآخرُ مَسؤولٌ بما قالَ يَقدِرُ
وما كُل سِرٍ يُستطاعُ شُيوعُهُ
ولا كلُّ بحثٍ مِثلما هو يُنشرُ
ولا كلُّ ذي زَعمٍ على النُّصح مُنطوٍ
ولا كلُّ بَذر كيفما كان يُثمرُ
وحسبُكَ تأييداً من اللهِ أنَّهُ
عليمٌ بما تُخفي الصُّدورُ وتُضمرُ
وما غابَ عنا (فيصلٌ) غيرَ أَننا
بِهِ نحن غِبنا حَيثُما هو يَظهرُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :405  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج