أتشمِلُنا بالعدلِ إذ أنت تَحكُمُ |
ويَظلِمُنا فيك النَّوى المُتجهِّمُ |
ونقضي خِلالَ (الحجِ) شهراً مُعجلاً |
ويعدو علينا بالفِراقِ (المُحرَّمُ) |
وتسخو بِنا عَاماً طويلاً كأنَّه |
من الوَجدِ قَرنٌ مُطب مُتجرِّمُ |
ونشقى بآلامِ البُعادِ وبَرْحِهِ |
وتَسْعَدُ (نَجْدٌ) باللِّقاءِ ونُحرَمُ |
وتَحظى بك الآفاقُ غيثاً ورحمةً |
ونُكوى بنارِ الشَّوقِ إذ هي تَنعَمُ |
ألا شَدَّ ما يَلقى الحِجازُ وأهلُه |
ويا حبذا يومٌ بوجهِك يَبسُمُ |
* * * |
أدابُك لا تنفكُّ بين (فَريضةٍ) |
تُؤدي وأمرٍ بالهدايةِ يُبْرَمُ |
وحلٍ وترحالٍ كأنك فيهما |
على كُلَّ حالٍ "بالرعيةِ" مُغرَمُ |
كأنَّكَ والإسلامِ فيك جَلالُهُ |
أبُوهُ المفدّى أو أخُوه المُعظَّمُ |
كأنك والدنيا كفاحٌ موكَّلٌ |
بتذليلِها والخلقُ دُونَك نُوَّمُ |
كأن حياةَ الشعبِ فيك تجمعتْ |
فكلُ فؤادٍ بينَ جَنبيكَ مُرزمُ |
* * * |
أما والذي لا يَملكُ الأمرَ غيرُهُ |
ومنْ هو أدرى بالغيُوبِ وأعلمُ |
لأنت لِدينِ اللهِ الأرضِ عصمةٌ |
و (حسّانُك)
(2)
المُغري بشكركَ مُلهمُ |
وأنت ربيعُ المُجدبين وخِصبُهم |
إذا أخلفَ الظنَ السَّحابُ المُركَّمُ |
وأنت الربابُ الجُونُ في كُلِّ موطنٍ |
وبابُك (جمعٌ للوُفودِ) و (مَوسِمُ) |
وأنت الذي أحيا (الشريعةَ) بعدَما |
تَجنَّى عليها عابثٌ ومُهَدَّمُ |
وأنت الذي ألَّفتَ أشتاتَ أُمّةٍ |
فكيف تُرى فيك القلوبُ تُقسَّمُ |
* * * |
فلو ملكتْ (بَطحاءُ مكةَ) مَنطِقاً |
لأفضتْ بشكواها إليك تُتَرجِمُ |
وشاطَرك (الحِجرَ) التنصُّفَ أو مَشى |
إليك لو استطاعَ المَقامُ (وزَمزمُ) |
ولاذ بِك الشعبُ الذي أنت روحُهُ |
يُناشدُك الحبَّ الذي أنا أنْظِمُ |
ولو أنَّهُ أبدى لَديكَ شُجونَهُ |
لَضَاقَ بها رَغْمَ (البَيَانِ) التَّكَلُّمُ |
* * * |
فأما الذي أزمعتِ فالشمسُ آيةٌ |
يعمُّ بها الإشراقُ حيث تَيممُ |
ونحن الأماني في يَديك زِمامُهَا |
وأنت لنا النورُ الذي نَتَرسَّمُ |
وأنت هُدى الرَّحمنِ بل أنتَ نعمةٌ |
من اللهِ تُسدى في الوَرى وتُعمَّمُ |
إذا نحن سَمَّينَاكَ رفّتْ قلوبُنا |
حنيناً وأدنانا إليكَ الترنُّمُ |
فلست وإن أبدعت يوماً بغائبٍ |
عن العينِ إلاَّ أنَّها تتَوهَّمُ |
ومهما احتملنا الصبرَ عنك فإنَّما |
نُحاذِرُ أن يَطغى علينا التَّكتُّمُ |
وإن ظلتِ الأشجانُ تنزو جَراحُها |
فليس لنا إلا لِقاؤكَ بَلسَمُ |
فكلُّ احتجابٍ عن بَلاطِك مَغرمٌ |
وكلُّ اقترابٍ من بِساطِكَ مَغَنَمُ |
وعهدُكَ فينا أنَّنَا لك أمةٌ |
تُكِنُّ لك الإخلاصَ وهو مُدعَّمُ |
نُحِبُكَ إيماناً ونخشاكَ طَاعةً |
ونفديكَ بالأرواحِ أيّانَ تَعزِمُ |
فلا زلتَ يا (تَاجَ العُروبةِ) ظافراً |
وذُخرُكَ عِندَ اللهِ أَوفى وأعظمُ |
وجيشكَ (مَنصورٌ)
(3)
وسيفُك (فيصلٌ)
(4)
|
وطالِعُك الأسمى (سُعودُ)
(5)
مُتَممُ |
وحولُكَ من (أبنائكَ الغُرَّ) عُصبةٌ |
أسودٌ وأشبالٌ بدورٌ وأنجُمُ |
نُباهي بِهم في مَوقِف السلمِ والوَغى |
ونشدو بهم في المُكرِمَاتِ ونقدمُ |
ولا بَرِحتْ أيامُنا بك غِبطةً |
تَفيضُ هناءً كُلَّما طَافَ مُحرِمُ |
أعادَكَ ربَُ البيتِ (للبيتِ) سَالِماً |
وحَسبُ بَني الإسلامِ أنَّك تَسلَمُ |