شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التحية الإسلامية
لم يترك "الغربال" قضية أو عادة اجتماعية تتعلق بأصول التربية إلا غربلها، وسعى إلى تنقيتها من الشوائب. وقد لاحظ بأن بعض الناس قد حاد عن الطريقة المثلى للتحية الإسلامية، ووجه الأنظار إلى هذه القضية وتناولها بالمعالجة الموضوعية.
(يمر المسلم على المسلم فلا يسلمان على بعضهما إلا إذا كانت بينهما سابق معرفة، وإذا عدمت تلك المعرفة عدم معها السلام، ولا أعرف لماذا نقيد أنفسنا بهذا القيد، مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبدأ من لقيه بالسلام ولنا برسوله الله صلى الله عليه وسلم أسوة الحسنة).
ثم ألمح إلى أن هذا الداء عام في أكثر البلاد الإسلامية، ويزيد عليه هنا بعض الممارسات التي تتنافى مع روح الدين مثل (عدم تنازل البعض للسلام على من هو أقل منزلة في نظره من الذين يعرفهم إلا بعد أن يرمقه بنظرة مرات عديدة) وهذا منتهى الإعجاب والغرور بالنفس، ويستعرض حالات أخرى كانت متفشية في مجتمعه:
(ولدينا نوع آخر فشا فينا من قبل سنين قليلة وهو إذا دخل إنسان على آخر، فبدلاً من أن يبدأه بالسلام يقول له (صباح الخير) أو (مساء الخير)، وكثيراً ما يكون جواب الآخر (عليكم السلام) ظناً منه أن الرجل الداخل سلم عليه. وكثيراً ما يمر الواحد منا على أخيه ويسلم عليه، فبدلاً من أن يرد عليه السلام يحييه قائلاً: (مرحبه أتفضل) هذه الأنواع موجودة وكلها مخالفة لأصول الدين الإسلامي الحنيف، الذي قد أضعنا الشيء الكثير منه، وعطلنا الشيء العظيم من تعاليمه المقدسـة. يقول المولـى عز وجل: يَاأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لا تَدْخُلُواْ بُيوُتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُواْ وَتُسَلّمُوا عَلَى أَهْلِهَا فهنا أمرنا الله عز وجل بالسلام، فلم لم نفعل؟
ويقول الله عز وجل وَإِذَا حُيِيّتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا وهذه الآية تأمرنا برد التحية كما هي إذا لم نأت بأحسن منها فلم نخالف ذلك؟ ومن أين أتينا بـ (مرحبه وأتفضل)؟ ولماذا نتمسك بها ونحن لم نأمر بذلك، ونترك ما أمرنا به؟) ثم يستدرك: (أنا لا أقول إن أهل الحجاز يعملون ذلك، لا بل أقول بعضهم، وإني والله أخجل أن أقول أن هذا البعض يشاطرهم قسم من الطبقة المتعلمة).
ويضيف نوعاً آخر من التحايا الدخيلة وهي التحية بالإشارة – ويقصد بها الإيحاء بالرأس – وليست التحية العسكرية التي لها ميزتها الخاصة في القوانين العسكرية:
(هذه الظاهرة الأوروبية الجديدة ظهرت في جدة عن قريب، وبالرغم من كون استعمالها قليلاً جداً أو أن الذين يستعملونها يعدون على الأصابع فهي خطر على الدين والأمة، لأنها ستنتشر وستعم، والذي يساعدنا على ذلك هو حبنا للتقليد من جهة، وسرعة أخذنا واستعمالنا لكل ما يعمله الأجنبي أمامنا، أو ما نسمع عنه في غيرنا من جهة ثانية، ويا حبذا لو كان ذلك في صالح ديننا ووطننا، أو فيما يعود بالنفع علينا وعلى بلادنا، والله لو كان كذلك لقدسنا ذلك الفعل وأكبرنا تلك الحسنة، ولكنه مع الأسف الشديد، فيما يضرنا ويقضي على قوميتنا، ويشل تعاليم ديننا المقدس الذي يجب أن نعض على أصوله بالنواجذ).
ثم طالب الأدباء بمحاربة (هذه الظاهرة بكل ما في استطاعتهم لأن ضررها عظيم، وليكونوا قدوة حسنة لأبناء وطنهم).
ولعلنا نتفق مع الغربال في نظرته تلك عن (التحية الإسلامية)، ولا نتردد في القول بأن المعاناة لا زالت (جارية) إن لم تكن مستفحلة بتطفل العبارات الأجنبية الدخيلة مثل: (باي) و (قودمورننق) و (هالو) وغيرها، ويا أمان الخائفين.!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :373  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.