شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فن الخطابة
الخطابة فن من الفنون الأدبية المقدَّمة عند العرب. قال الجاحظ: "وكان الشاعر أرفع قدراً من الخطيب، وهم إليه أحوج لرده مآثرهم عليهم، وتذكيرهم بأيامهم، فلما كثر الشعراء وكثر الشعر، صار الخطيب أعظم قدراً من الشاعر" (1) .
ومن خطباء العرب المشهورين قس بن ساعدة الأيادي، وخطبته المشهورة التي ألقاها في سوق عكاظ والتي بدأها بقوله: (أيها الناس، اسمعوا وعوا، ومن عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت..) كما كان (الفضل بن عيسى الرقاشي من أخطب الناس، وكان متكلماً قاصاً مجيداً) (2) .
وتعتمد الخطابة على فصاحة اللسان، ورباطة الجأش. وللخطيب مهابته وقدره بين الناس. قال يحيى بن خالد: (ما رأيت رجلاً إلا هبته حتى يتكلم، فإن كان فصيحاً عظم في صدري، وإن قصر سقط من عيني) (3) .
وصادف أن افتتحت مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة قسماً لتدريس "الخطابة" فسُرَّ "الغربال" من هذه الخطوة المباركة، وكانت له كلمة ارتجلها في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة: (سادتي، إخواني: يسرني أن أشاهد افتتاح مدرسة العلوم الشرعية لدرس الخطابة في عام 1357هـ، وهذا الفن الذي اهتم به الغربيون اهتماماً عظيماً، لما لمسوه من الفوائد الجمة، وأهمله العرب اليوم إهمالاً فظيعاً، إن هذا الفن هو للعرب قبل أن يكون للأوروبيين، وللإسلام قبل أن يكون للغرب، فنحن إذا اعتنينا بهذا الفن فإنما نعتني بتراث آبائنا الذي أضعناه، بعد أن أخذه الغربيون عنا، وأصبحوا لا يعتمدون على شيء كاعتمادهم عليه، فهم بالخطابة يؤثرون على قلوب شعوبهم، ويصلون إلى بغيتهم فيحاربوننا بها، يحاربوننا بسلاحنا، إن الخطابة فن جليل، وله قواعد وأصول، وليست الخطابة الأصوات المرتفعة (والجعجعة) المزعجة، لقد سمعت كثيراً من الخطب في شتى المدارس والمحافل، فكانت كالندب في المآتم إن الخطيب لا يكون خطيباً إلا إذا كان قوي الشكيمة، طلق اللسان، بليغ العبارة، ليستطيع أن ينفذ بخطابته إلى قلوب سامعية، فيستولي عليها، وإذا لم يستطع الخطيب تحقيق ذلك فإن خطابته ستكون ثقيلة على الأسماع، ثقيلة على القلوب، وربما كان صاحبها ثقيلاً على الأبصار. لهذا يجب أن نعتني بهذا الفن عناية كاملة وندرسه دراسة فنية كاملة، وإنه ليسرني أن يكون صديقي الأستاذ عبد القدوس الأنصاري هو الذي يقوم بتدريس هذا الفن في هذه المدرسة التي آمل لها من كل قلبي النجاح ولصديقي الأستاذ، التوفيق في مهمته).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج