شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أداء المعلم
والمعلم هو عصب العملية التربوية والتعليمية و (الدينمو) المحرك لها، والقدوة الحسنة التي يقتدي بها تلاميذه، وقد وجد (الغربال) بأن أول شيء يجب أن تعتني به المدرسة هو ( الأستاذ) لأنه أحد العوامل التي يتوقف عليها نجاح المدرسة – ثم هو ذاك الذي سيربي روح الأطفال، ويغرس أخلاقه في نفسية أطفال الأمة، هو ذاك الذي سيخرج رجال الغد للأمة، هو ذاك الذي سندفع إليه بمهج نفوسنا وثمرة قلوبها، وحري بمن كان يتولى مثل هذا المقام الرفيع أن يكون من المتحلين بالأخلاق الإسلامية ومن أصحاب الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة).
ورغم سماعنا – ممن عايش تلك الفترة أو قريباً منها – عن شخصية المعلم قديماً، وماله من هيبة ووقار، وقدرة فائقة في التدريس.. فإن هناك – وفي تلك الفترة الماضية – من كان يشارك "الغربال" في رأيه بأن الأداء الفعلي للمعلم لم يكن – أحياناً – على الوجه المطلوب. وقد بحثت في ذلك لأجد أحد الأدباء في عصر (الغربال) كان يشاطره الرأي وبشدة. جاء ذلك في كتاب (وحي الصحراء) وفي المقال الذي كتبه الأستاذ أمين بن عقيل) المولود في مكة المكرمة عام 1329هـ التالي:
(.. وأيضاً ينقص شحنات هذه المدارس (القدوة الصالحة) والأمثولة الناجحة، والشخصية البارزة، فلا زال أساتذتنا الكرماء قاصرين القصور كله عن القيام بواجب هذه الرسالة وتحمل عبء الأمانة).
ثم يوعز السبب إلى أن (هذا راجع إلى مهنة التعليم في بلادنا لا تتطلب عندما يختارون لمدارسهم معلمين استعداداً كبيراً ومراناً طويلاً، كأن مهنة التعليم عندنا لا تستحق كل هذا الاهتمام والعناية كباقي المهن، فهي مطلقة الحبل على الغارب. وكل من خطا في سبيل القراءة والكتابة خطوة، وارتقى في سلم العلم درجة رشح نفسه للتعليم ورشحوه، ولكن التعليم الصحيح هو الذي ينير الفكر، ويعطيك طرقاً من المعرفة إلى حقائق الكون، وأغراض الحياة فإذا ما أتم الطالب دراسته لا يكفيه أن يرشح نفسه معلماً، بل لا بد من اجتيازه دور التخصص في كل علم أو فن، أو صناعة على حدتها، حسب ميوله واتجاه نزعاته ورغائبه..).
وفي رأيي أن مثل هذه المناداة – في تلك الفترة – لا تتناسب مع واقع الحال، فمديرية المعارف العمومية، كان همها فتح أكبر عدد من المدارس في المدن والقرى التي لم يصلها التعليم تحقيقاً لرغبة المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود في مكافحة الجهل والفقر والمرض. وفي ظل ذلك النمو المتزايد يصعب توفير المعلم "المتخصص" ولم يتوفر – بطبيعة الحال – سوى معلم "الضرورة" الذي أشار إليه الكاتب، ومع الزمن انتهت تلك المشكلة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :484  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 111
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج