شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شكسبير في إخوانياته
كنت قد كتبت في مناسبة آخرى أن الشعر الإخواني من مميزات الشعراء العرب. لا شك أنني كنت أبالغ في ذلك كعادتي في كل شيء. الواقع أن من أشهر وأعظم القصائد في الأدب العالمي السونت رقم 30 لشكسبير (السونت Sonnet قالب من قوالب الشعر الإنكليزي من 14 بيتاً). لقد نظم شكسبير هذه القصيدة يخاطب بها صديقاّ (أو صديقة) ما زال النقاد والمؤرخون يناقشون في هويته. يتأمّل الشاعر في ما مضى من حياته الضائعة ويتحسر على ما فاته منها، ثم يتذكر صديقه ويقول:
عندما أكون في برهات المأمّل الصامت العذب،
استدعي ذكريات أشياء مضت،
أتأوه لفقدي مما نشدته،
فأنحب نحيباً جديداّ على أحزان قديمة وضياع وقت غال،
أستطيع عندئذ أن أغرق بدموعي عينين لم تعتادا على الجريان،
حزناّ على أصدقاء أعزّاء طواهم الموت بليله الأبدي،
أبكي مجدّداً على أحزان حب محوتها منذ أمد طويل،
وأثنّ من تبعات العديد من المشاهد التي زالت،
أتألّم عندئذ على آلام فاتت،
وبنفس كئيبة تنتقل من حزن إلى حزن،
أروي وأكرّر الحكاية لحسرة أرسلتها في القديم،
وأدفع ثمنها لو كنت لم أفعل من قبل،
ولكنني عندما أفكر فيك لهنيهة واحدة يا صديقي،
أستعيد كل خسائري وتنتهي كل أحزاني.
إذا كنا لا نعرف هذا الصديق الذي احتلّ هذه المكانة في قلب شكسبير، فإننا نعرف الصديق الذي بعث له اللورد بايرون بالقصيدة التالية من إيطاليا. نشأت صداقة وطيدة بين بايرون وتوماس مور تخلّلتها
مراسلات طويلة بين الاثنين بعد سفر الأول إلى إيطاليا واليونان. ولكنه قبيل رحيله من بريطانيا بعث بالقصيدة التالية الى توماس مور في 1821:
زورقي ينتظرني على الشاطىء
والسفينة واقفة في البحر
ولكن قبل أن أرحل إليها يا توم مور
اشرب نخبك صحتين.
* * *
هاك آهة لكل من يحبني
وابتسامة لمن يكرهني
ومهما كانت السماء التي تظلّلني
فهناك قلبي لكل قدر.
* * *
رغم أن البحر يزمجر هائجاّ
فإن عليه أن يحملني
رغم أن صحراء ستحيط بي
ففيها عيون قد أفوز بها
* * *
بذلك الماء وبهذا الشراب
سأصيب الأكسير ليكون
سلاماً إليك وإليّ
ونخب صحة لك يا توم مور.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :585  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.