نَثَرْتُ قَلْـبي علـى مَغْنـاكِ رَيْحانـا |
لا تَتْركيه إلى عَيْنَيْك ظَمْآنا |
أضْناه شَوقٌ علـى الأيـام مُضْطَـرمٌ |
وَيحي! أيَذْهَبُ هـذا العُمْـر تحْنانـا؟ |
لم تُبقِ فيـه حَماقـاتُ الهَـوَى رَمقـاً |
هـلاّ رَدَدْتِ إليـه بَعْضَ مـا كانـا؟ |
صَباحُ يا نَغْمةً كالفَجْر صافيةً |
رُفّي رَجاءً على الأرْواح رَيّانا |
رَحيقُ شدْوك أمْ رَيّاك أسْكرَني |
لا أشْتهي المَـوْت إلاّ فيـك سَكْرانـا |
إن يَزْعُموا أنَّني وَلْهانُ مُنْخَطِفٌ |
لم يَكْذبوا.. سَوْفَ أبقَى الدَّهْرَ وَلْهانـا |
ولا أمَوّهُ حُبَّي،… إنَّه قَدَرٌ |
لا أستَطيع له ردّاً وكِتْمانا |
ولا يُبرّدُ حِرماني حَرارته |
فالحُبّ أعْذَبُه ما كان حِرْمانا |
الشَّعْرُ بوّأني – والحُبُّ – مَنْزلةً |
غضَّتْ لهـا مُقْلتـا قَيْـسٍ وحَسّانـا |
عَيْنـايَ ما حامتـا إلاّ عَلَيْـكِ، فمـا |
وجَدْتُ أنْضَرَ مِـنْ خَدَّيْـك بسْتانـا |
آياتُ صَوْتِكِ شَتّى في مَفاتِنِها |
سبْحانَ مَنْ صاغَ هذا الصَّوْت سُبْحانـا |
يَزْهو على الدَّهْرِ عَصْـرٌ أنْتِ حُلْوَتُـه |
تَبارَك الحُسْنُ ما أقْواه سُلْطانا |
سألْتُ عَنْكِ أخَاكِ البَـدْرَ فانْتَفَضَـْت |
أعْصابُه غَيْرةً وازْوَرَّ غَضْبانا |
حَوَّلتِ جِسْميَ مِنْ رأسـي إلى قَدَمـي |
أُذْناً، فلَيْتَ لهذي الأذْنِ آذانا |
بَعَثْتِ في غُرْبَتي ما مـاتَ مـنْ أمَـلٍ |
كَيْفَ اصْطَنَعْتِ من اللاَّ شَيء إنْسانـا؟ |
لُبْنانُ أطلَق في الدُّنْيا بلابلَهُ |
فكُنْتِ أحْسَنَها شَكْلا وألْوانا |
هَلْ كـانَ جُبْـران إلا مـن قَلائـده |
وكنْتِ في الفَـنّ إلاّ أخْـتَ جُبْرانـا؟ |
حَمَلْتِه خَفْقَةً في القَلْبِ والهة |
وانسابَ في صَوْتِك الشَّعْـري ألْحانـا |
يا فِتْنة الأرْزِ ما غَنّيْت قافيةً |
إلا تراقَص هذا القَلْبُ نشْوانا |
أحْبَبْتُ لبنانَ لمْ أشْرِكْ به بَلَداً |
لولا عيونُك ما أحبَبْتُ لُبْنانا! |