شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مهرجـان العُـلا
في اليوبيل الخمسيني لمجلة "الضاد" الحلبية
للمَجْدِ دَرْبانِ: إيمانٌ وإصْرار
فابْنُوا على الصّخْرِ، إنَّ الرَّمْـلَ يَنهـارُ
لا يَثْنْكمْ عَنْ مَرامـي سَعْيِكُـمْ فَشَـلٌ
الدَّهْرُ يَوْمانِ: إقْبالٌ وإدْبار
يا قَوْمُ كيفَ يَسـوسُ الحـقُّ دَوْلتَـهُ
إنْ لم يَصُنْ عِرْضَه رأيٌ وبتّارُ؟
عارٌ على الشِّعْـرِ يَسْتَخْـذي لِطاغيـةٍ
فاغْرُبْ بوَجْهكَ عَـنْ عَيْـنيَّ يا عـارُ
شَكَوْتُ جـاري، ولَوْ قابلـتُ نَزْوَتَـهُ
بمثلِها، لأتَّقى أظْفاري الجارُ
قَلْبي على الحبِّ مَفْطـورٌ، فلَيْـسَ لـهُ
في ساحةِ الحِقْدِ تَجْوالٌ وتَهْدارُ
أمشي على الشَّوْكِ، لكِنْ لَسْتُ ألْعَنُـهُ
بالخَيْر قَلْبي لا بالشَّر أمَّارُ
كَمِ اتُّهِمتُ بأني خاملٌ وَكِلٌ
فقُلْتُ رُوحي فِدَى أهلـي وإن جَـاروا
نار القَريبِ علـى قَلْـبي وإنْ هَـدَرَتْ
بَرْدٌ، وظُلمتُهُ في العَيْنِ أنوارُ
ما لي وللمال يَسْتَعْلي على أدَبي
شَتَّانَ قافيةٌ ريَّا ودينارُ
ما دام ثَوْبي لم يَعْلَقْ به وَضرٌ
فلْتَعْصُف الرِّيحُ بي وليَجْرِ تيَار
خُلِقتُ للشِّعْر، فالبُسْتـانُ في نَظَـري
قَصيدة حُلْوةُ الأنفاسِ مِعْطارُ
وكلُّ طَـيْرٍ علـى الأغْصـانِ راويـةٌ
والزَّهْرُ والنَّهْرُ أسماعٌ وأنْظار
وكلُّ قائل شِعْـرٍ فـي الأنـامِ أخـي
لا دار تَسْلَخُهُ عني ولا ثارُ
أَحَبُّ كلِّ لغـاتِ الأرضِ لـي لُغَـتي
لكِنْ تباينَ شَحْرورٌ ووَرْوارُ
غَفَرْتُ زَلاَّتِ ثرثارٍ يُخاصمُني
فلْيَغْتفِرْ حسناتِ الخَصْم ثَرْثارُ
لي مِنْ قَريضي مَـلاذٌ حـين تَدْعَمـني
نَوائبُ الدَّهْرِ أو تَشْتَدُّ أخطارُ
يَسُدُّ جُوعـي رَغيـفٌ لا عَنـاءَ بـهِ
وَبيْتُ شِعْرٍ أنيقُ الوَشْي سَيَّارُ
شَرَّعتُ فُلْكـي باسـمِ الله معْتَصمـاً
فكَيْفَ يَخْشىَ عـوادي المَـوْجِ بحـَّارُ؟
بيني وبَيْن إلهي ألْفُ رابطَةٍ
هَيْهاتَ يُقْهَرُ مَنْ يرعاهُ قَهّارُ
* * *
شَهْباء! رُوحي على واديـكِ حائِمـةٌ
ولهَى، وقَلْبي على مَغْناك دوَّارُ
يَزيدُني السَّعْيُ وَجْداً، والنَّوى شَغَفاً
جُرْحي – وقيتِ نوازي الجُرْح – نَغَّارُ
لأنْتِ في يَقْظتي حُلـمٌ، وفـي حُلمـي
خَمْرٌ وشَهْدٌ وألحانٌ وأشْعارُ
ماضيكِ صَفْحةُ مَجْدٍ لا يُطاولُهُ
مَجْدٌ، ويَوْمُكِ بالآياتِ موَّارُ
هَلْ فاتَ شَـأُوَ "هنانـو" سَيّـدٌ نجِـدٌ
وهَلْ تجـاوَزَ "سَعْـد اللهِ" مِغْـوارُ؟ (1)
قالوا أتَعْشقُ داراً لَسْتَ تَعْرِفُها
لا يَصْدُقُ الحبُّ مـا لم تُعْـرَفِ الـدارُ
فقُلْتُ مَـنْ ذا رأى جَنَّـاتِ رَبّكـمُ؟
فهَلْ يُعـابُ علـى الإيمـانِ أبْـرارُ؟
إنْ لَمْ تَكُن حَلَـبٌ مَهْـدي، ففِتْيتُهـا
أهْلي، وهَلْ يُنكِـرُ الأحـرارَ أحـرارُ؟
لي بَيْنهمْ قَمَرٌ، جَفْنايَ مَسْرَحُهُ
تفْديه مِنْ عثراتِ الحظِّ أقْمارُ
مِنْ نَفْحِها، أستَمِـدُّ الشِّعْـرَ أنشُـرُهُ
عِطْراً، وأولُ رُسْل الشِّعْر عَطَّارُ
ولي رفاقُ طَريقٍ طابَ مَعْدِنهُمْ
بيضُ الوُجوهِ، كِـرامُ السَّعْـي أطْهـار
زَئيرُهم في ليالي السِّلْمِ دَنْدَنةٌ
وَهمْسُهُم في مَثارِ النَّقْعِ تَزْآرُ
فتَحْتُ قَلْـبي علـى مِصْراعـهِ لَهُـمُ
وأكرَموني، وغَيْثُ الحُرِّ مِدْرارُ
لَمَّا ذكرتُهُم للمَجْدِ قالَ همُ
للحَقِّ جُنْدٌ ولِلْمَظْلومِ أنْصارُ
غِيلُ الجهاد ويَنْبـوعُ النَّـدَى حَلَـبٌ
فلْيَنْطَحِ الصَّخْرَ مَن غاروا وَمَنْ ثـاروا
* * *
يا شاعرَ الضادِ نَحْنُ اليـومَ في فَـرَحٍ
فإنْ سَكِرنا فإنَّ اللهَ غفَّارُ
قّدْ ضمّنـا العِيـدُ في ناديـكَ عائلـةً
سِيّان سِيَّان غُيّابٌ وحُضَّار
من غابَ بالجسْمِ، لا بالروحِ عن وَطَـنٍ
فإنَّ حَبْـلَ الهـَوَى والشـَّوقِ جَـرَّارُ
قَضَيْتَ عُمْركَ في ساح الكِفـاح فهَـلْ
جَنَيْتَ بَعْضَ الـذي يَجنيـهِ خَمَّـارُ؟
لم تَبْنِ قَصْراً، ولكِنْ قد بَلَغـتَ مَـدىً
قياصرُ المال عَنْ أدناهُ قُصَّارُ
وشِدْتَ في الشِّعْر أبراجاً مُمَرَّدة
فيهنَّ للنَّجْمِ سَهْراتٌ وأسَمارُ
سَلَتْهُمْ وقَدْ مـلأوا أهْراءَهـم ذَهَبـاً
أيَدْفَعُ القَدَرَ المحتومَ إكْثارُ
لَنْ يَذْكرَ الناسُ بَعْدَ الموت مـا تركـوا
وَسَوْفَ تروي حَديثَ الشِّعـر أدْهـارُ
إنَّ النَّبات كَثيرٌ لا يُحاطُ به
لكِنَّ أشرَفهُ قَدْراً هو الغَارُ
لم يُعرَفِ المتَنَبي باسمِ سَيِّده
لولاهُ كُلُّ بني حَمْدانَ أصْفارُ
شارَكْتَ قبليَ في تَعْزيز مَدْرسةِ
يَحْني لهـا الـرأسَ صُعْلـوكٌ وَجبَّـار
قُطوفُها لجياعِ الروحِ دانيةٌ
وَغَيمُها لِعُطاشَى الفِكْر مِمْطارُ
لَمْ تَبْتِذلْ فَنَّها هَزْلاً وَشَعْوَذةً
فلَيْسَ في الفَنِّ تَدْجيلٌ وَتَهْذار
لكِنَّهُ عِنْدهَا وَحْيٌ وعاطِفَة
وريشةٌ مِنْ مجَاني الخُلْد تَشْتارُ
لكمْ سَهِـرتَ تَلُـفُّ الليـلَ، تَنْشُـره
وليسَ حـوْلكَ غَـيْرَ الكُتْبِ سُمَّـارُ
تَسْتَنْزلُ الوَحْيَ شِعْراً لا يُنَافِسُهُ
في جَوْدة السَّبْـك والتَّعْبـير "بشَّـارُ"
لا للتَّكَسُّبِ أو للجاه تَنْظِمُهُ
لكِنْ كما يَلِدُ الريحانَ آذارُ
تُحيي العَزائـمَ، تُذكـي مِنْ حَميتَّهـا
للقَلبِ دَوْرٌ، وَللأوْطان أدْوارُ
مَن لم يَكُنْ شِعْرهُ نُوراً لأمّتهِ
على طَريـقِ المعالـي، فَهْـوَ مِهْـذارُ
غَلْواءُ رَمْـزُ بـلادي حـين أذْكُرُهـا
فَلْيتَّقِ اللهَ عَيّابونَ أشْرارُ
* * *
يا شاعرَ المَجْد والإِلهام في بَلَدٍ
تَرْعَاهُ بالحبّ أكبادٌ وأبْصارُ
يَشُوبُ شَدْويَ حُزْنٌ ثمَّ أكْتُمهُ
فهل يهمُّكَ أنْ تَنْجابَ أسْرارُ
أعْرَبْت عن فَرَحي فاسْمعْ صَدى تَرَحي
إنَّ الدموعَ علـى الأجْـداث أزْهـارُ
قَدْ كانَ للضاد خَلْـفَ البَحْـر مَمْلكَةٌ
يسوسُها مِنْ حُمـاةِ الحَـرْفِ أحْبـارُ
رَحِيقُها مِـنْ كُروم الخُلْـد مُعْتَصَـرٌ
وَذِكْرُها في دُرُوبِ الشَّمسِ خَطَّارُ
ثارَتْ على تُرّهـاتِ الفِكْـر يَنْشُرهـا
في الشَّرْق والغَـرْبِ بوَّاقـون أغْـرارُ
تَوَهَّموا الشِّعْرَ ألفاظاً، وفاتَهُمُ
أنَّ العَتيقَ مِنْ الأثْواب أطْمارُ
ثارَتْ، ولكنَّها لَمْ تَنْتَهِكْ حَرَماً
شَتّانَ شَتَّان فُجّارٌ وُثوارُ
عزَّتْ بثَورتها الفُصْحـى، وطـارَ لهـا
في كلِّ ناحيَةٍ صِيتٌ وتَذْكارُ
واليَوْمَ – والهفـي!- غابـَتْ بلابلُهـا
وصوَّحتْ رَوْضَها الريّان أقْدارُ
لَمْ يَبْقَ ممّا بَنَينا مِنْ مَعَاقِلها
إلاَّ طُلولٌ نُناجيها، وآثارُ
تَقَطَّعتْ وَتَراً في إثْرهِ وَتَرٌ
هَلْ تَلْتقي ما وراءَ القَبْر أوتارُ
* * *
ودِدْتُ يا إخْوتي لَـوْ ضَمَّـني مَعَكـمْ
في مَهْرجانِ العُـلا والشِّعْـر مِضْمـارُ
لَكنَّ أفقي مُرْبَدٌّ، وراحِلتي
عَطْشَى، وَدرْبيَ أنجْادٌ وأغْوارُ
تناوَشَتْني نُيوبُ البَيْن واجْتَمَعَتْ
عليَّ مِنْ نُوبِ الأيام أظْفارُ
كأنَّني حَمَلٌ لا عَيْنَ تَحْرسُهُ
والدَّهْرُ، يُنْذِرُهُ بالوَيْل، جَزَّارُ
هاتوا جناحاً أعُدْ… فالشَّوْقُ أرْمضَـني
أما أتَتْكمْ عَنِ المُشْتاقِ أخْبارُ؟
لكُنْتُ أخْتَارُ يَوْماً في مجالِسِكُمْ
لَوْ صَحّ أنّ ليالي القَدْر تُختار
يا أصْدِقائـي في الشَّهْبَـاءِ أشْكُرُكـمْ
أكْرَمْتُم عَلَماً في رأسِه نارُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 525 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.