شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مـع رفيقـة سفـر
أحببتُ فيها ذًوْقَها الأدَبِي
وهُيامها بالشَّرْقِ والغَرَبِ
وَرِثَتْ شمائلَهمَ وما وَرثَتْ
لَغَة الكتابِ وآيةَ الكُتبِ
أوْفَتْ على الخمسينَ في نَظَري
لكنَّها اختصرتْ فلم أُجِبِ
ماذا الذي بالشرْق يرْبُطُها
لا بدَّ أن هناكَ مِنْ سَبَبِ
أيكونُ مِنْ بَيْروتَ والدُها
والأمُّ مِنْ عَمَّانَ أو حَلَبِ؟
هلْ زارتِ الأهرام أوْ بَرَدى
وتبَرّدتْ في مائه العَذْبِ؟
ساءَلْتُها فتضاحَكَت طَرَباً
هَلْ يَنْطوي ظنَّي على طَرَبِ؟
قالت – وقد لَحِظَتْ لساعَتِها
أنَّي غَريبُ الدار والنَّسَبِ –
جُرحي كُجُرْحِك لا علاجَ له
قَيْدانِ شَدَّاني لِمُغْترَبيِ
بِنْتٌ إلى العِشْرين حابيَةٌ
وابنٌ خَفيفُ الظَّلَّ مثل أبيِ
لولاهُما لا شيءَ يَرْبطني
بحَظيرة الدّولارِ والذَّهَبِ
كُوخي على بُعْدٍ يعاتبني
وحَلَفْتُ لولا الجَهْلُ لم أغِبِ
غادَرْتُه لأؤوب في سَنةٍ
ثم انقَضَى عُمْري ولَمْ أؤُبِ
إني ولدتُ بأرض أندلسٍ
ونَشَأتُ بين نَواطح السُّحُبِ
بلدٌ ستَخْنقه حضارته
بدُخانها ولُهاثها الرَّطبِ
إنسانُه ماتَتْ عواطِفُهُ
وأكادُ أزعمُ أنَّه خَشَبيِ
يَغْزو النجومَ وفي جَوانِحه
أضعافُ ما في عالَمِ الشُّهُبِ
ظنَّ السعادةَ طَوْعَ آلتهِ
فَرَمَتْهُ بَيْنَ الويلِ والحَرَبِ
كانت له عَبْداً فطوَّرها
فاستَعْبدتْه دونما تَعَبِ
جَرَفَتْه لم تَسْأله عن حَسَبٍ
ماذا تُفيدُ عَراقةُ الحَسَبِ؟
تبّا لها مَدَنيّة ذَهَبَتْ
بمكارمِ الأخلاقِ والأدبِ
في هيرُشيما خلّفَتْ أثراً
هَيْهات نَنْساهُ مَدَى الحِقَبِ
مَنْ يَخْتَرعْ للحَرْبِ كان له
ما شاء مِنْ مالٍ ومِنْ رُتَبِ
أما الذي لِلَّسلمِ دَعْوَته
ولِخِِدْمةِ الإنسان فهْو غبيِ
* * *
قلُْتُ اسمعي يا أخْتَ أندلسٍ
غالَيْتِ في التَّجْريح والشَّجَبِ
لا تأخُذي شَعْباً بحاكمه
جلّتْ شُعوبُ الأرض عَنْ رِيَبِ
كم ظالِمِ أغْفَى على تَرَفٍ
وأفاقَ بَيْنَ مَخالبِ النُّوَبِ
أوْدَى به مَنْ كان يَظْلِمُه
وأذَلّه مَنْ كان في الذَّنَبِ
لا يستوي الحُكامُ مَنْزِلةً
شَتَّان بين الرَّمْل والذَّهَبِ
الناسُ عائلةٌ، وما اختلفوا
لولا دُعاةُ الشرَّ والشَغَبِ
لا تَكْفُري بِيَدٍ قد انبسَطتْ
بالخير للمَنْكوب والتَّعَبِ
عَيْبٌ نشمّ عبيرَ زَنْبقةِ
ونَجُثُّها لتكون في الحَطَبِ!
* * *
غَشِيَ الحياءُ جبينَها ورَأتْ
أني قَطَعْتُ مسالِك الهَرَبِ
فتلَجْلَجَتْ،، لكنَّها اعتذَرتْ
عَنْ غَيْظِها بلسان مُضْطَربِ
قالت – وقد هدأتْ مَراجِلُهَا
وتَحَرّرَتْ مِنْ عَقْدة الغَضَبِ –
لا فُضَّ فُوك!.. ظَلَمْتُ من مَسَحوا
دَمْعي، وآسَوْني على وَصَبيِ
شُكْراً لِفَضْلِكَ لا انتهاءَ له
هذا الوَفَا مِنْ شِيمة العَرَبِ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :425  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 497 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج