شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
راجـع للشّـام
حَنَّ الغَريبُ إلى ربوعِ الشَّامِ
أتُرَى يعودُ على جَناح مَنامِ؟
ما آبَ لما كان في رَيْعَانه
أيؤوبُ وهو يَنوءُ بالأعْوامِ؟
نبني القصورَ الشامخاتِ لنا ولا
نَبْني لها إلاّ قُصورَ كَلامِ
نَصْبُو إليها والفُروعُ تَشُدُّنا
أنَظَلُّ بين تَجاذبٍ وخِصامِ؟
أبداً نعيشُ لها ونَهْتِفُ باسمها
يَسْلـو الحِمـى مَنَْ عـاش للأرقـامِ
تبتْ يَدٌ لا تستجيبُ لسائلٍ
أنا لا أمدُّ لها يدي بسَلامِ
لا خَيْرَ في غَيثٍ يروّي حَقْلَتي
إن كان حَقْلُ أخـي وجـاريَ ظامـيِ
خُدعتْ عيوني بالسَّّـراب فكيـف لا
يَشْتَدّ في طَلَبِ الشَّراب أُواميِ؟
سَبعونَ طـارَتْ مـن يـديَّ كريشـةٍ
فإذا أنا في آخرِ الأيامِ؟
قدْ كُنْْتُ بالآمال أملأ أضْلُعي
واليومَ أملؤهنّ بالآلامِ
غلواءُ يا غلْواءُ أنتِ غريبةٌ
مِثْلي، وقَلْبكِ مثل قلبي داميِِ
فَهَلُمَّ نَقْتَسِمِ الشُّجونَ، فربما
هانَتْ إذا انقَسَمتْ إلى أقسامِ
جمعَ الهـَوَى والشعـرُ روحَيْنـا، فمـا
أحْلاهما مِنْ كاهِن وإمامِ
أعْصي أبي، وأعُقُّ سابِغَ فَضْله
لكنني للحبِّ أخْفِضُ هاميِ
دلّلتُه، ورَتَعْتُ في مَلَكوته
مُنْذُ الصِّبا، بَـلْ منـذ عَهْـدِ فِطامـي
أيعودُ يـا غَلـواء قَيْسُـكِ لِلْحِمـى
أمْ يَكْتفي بسَفاسف الأوْهامِ؟
ما في التَغرّبِ مَغْنمٌ بل مَغْرمٌ
إني لأحْسُد عيشة الغَنَّامِ
يَغْفو قَريراً حين يَرْقُدُ غَيْرُه
مِنْ حِرْصهِ في عِلَّةٍ وسِقامِ
أنا لَسْتُ أولَ شاعـر حَسِـبَ العُـلا
والجاهَ عند تزاحم الأقْدامِ
مِليونُ ساريَةٍ وسارٍ غَرَّهم
قَمَرٌ، وأغراهم بَريقُ حُطامِ
ماذا جَنَيْنا مِنْ طَويلِ جِهادنا
غَيْرَ احتكارِ عِبادةِ الأصْنامِ
الجاهِليّةُ لا تزالُ أصيلةٌ
فينا بِرَغْم فضائل الإسْلامِ
كُنَّا إلى "هُبَلٍ" نُديرُ وجوهَنا
واليومَ للسفهاءِ والأقْزامِ (1)
لم يَخْتَرعْ وطني السلاحَ مَطِيّةً
للفَتْك والتَّدْمير والإجرامِ
لكنَّه اخترعَ المَحَبةَ والنَّدَى
لتقارُبٍ، ووَسيلةً لِوئامِ
السَّيْفُ في يده تحوّل مِنْجلاً
وقَذائفُ الرَّشَّاشِ سِرْبُ حَمامِ
لولا اجْتِنابُ الـذلِّ لم يـرِدِ الوَغَـى
إنَّ الكرامةَ قَبْل كلِّ سَلامِ
غَلوْاءُ يا غَلْواء، قلبي لم يَزَلْ
رَغْـمَ المشيب يعيـشُ نَضْـوَ غَـرامِ
الشمسُ تََجْنَحُ للغروب وَشيكةٍ
قُولي لها تُشْفِقْ على أحلاميِ
أنا لا أحبُّ الليلَ.. إن ظلامَهُ
للنائمينَ، ولَسْتُ بالنَّوّامِ
مَنْ كـان يَسْعَـى للحِمـام، فإنـني
ألْغَيْتُ كل علاقةٍ بحِماميِ
أنا لَنْ أمـوتَ… وإن أمُـتْ فَتَتَبَّعُـوا
خَبَري، فإني راجعٌ للشامِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :435  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 496 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.