لَبكيْتُ لو رَدّ البكاءُ قَضاءَ |
وَرَجَوْتُ لـو سمـع الضَّريـحُ رَجَـاءَ |
يا باعثَ الآمالِ في قُصَّادهَ |
هلاّ وَصَفْتَ لذاكريك دوَاءََ؟ |
عاجَلْتَهم بالبَسْمة الرَّيّا، فما |
خافوك مِشْراطاً تعالجُ داءَ |
حَاسنْتَهم فحَلاَ دواؤكَ عِنْدهُم |
كم فـرّجَ الوَجْـهُ البَشـوشُ بـلاءَ |
عَلِموا – وقد فاؤوا إليـك – بأنَّهـم |
ورَدوا على نارِ الظَّهيرة ماء |
إنْ لم يكنْ قَلْبُ الطبيبِ دليلَه |
لا يَنْتَظَرْ منه المريضُ شِفاء |
الطبُّ كـان – ولا يـزال – مَحَبـةً |
فًشلَ الطبيبُ يمارِسُ البَغْضاء |
إن المسِيحَ بحبّه، لا طبّه |
أحيا النفوسَ وعزَّز الضُّعَفاء |
الأبعدونَ بكَـوا عليـك، فكيـفَ لا |
يَبْكي عليك الأقربون دِماء؟ |
يا رَبَّ لا تَكْتُبْ عليَّ خطيئةً |
إن لم أجْزك على البلاء ثَناءَ |
عجباً أتأكلُ عُمْرَها عِلّيقةٌ |
وتموتُ زَنْبقةُ الصباح مساءَ؟ |
ما ضرّ لـو طَوَّقـتَ سَعْـيَ مخـرّبٍ |
وَجَعَلْتَه للصالحين فِدَاءَ؟ |
ما في الظـلام سِـوَى العِثـارُ لمدْلـجٍ |
فاجْعَلْ دروبَ المُدْلِجين ضياءَ |
إنَّ الرجال اثنان: هذا كالنَّدى |
يَهْمي، وهذا لا يَشْرِب الأنْداء |
أدعْوك يا "حسنُ" الشمائلِ فاستَجِـبْ |
إني عَهِدْتُك لا تردُّ دُعاء |
المبدأُ العربيُّ ألَّفَ بيننا |
كَمْ للعروبةِ مِنْ يدٍ بَيْضاءَ |
إن لَمْ تَكُ الفُحصـى لسانَـك، إنهـا |
نَزَلتْ بقلبِك جَنةً فَيْحاء |
قدّستَها وجَثَوتَ في مِحْرابها |
تَخْشَى عليهَا النَّسْمَةَ النَّدياء |
الحبُّ ألوانٌ… يجيءُ صبَابةً |
حيناً… وحينـاً قَـدْ يَجـيء حَيـاء |
هَيْهات تَنْساك القضيّةُ، إنَّها |
فَقَدْتَ بمَوْتك مِنْبراً ولواءَ |
آمنتَ فيها، لم تَجاملْ قادراً |
أوْ تَرْجُ منهَا حُظوةً وعَلاَء |
فَلْسُ الفقير لقادريه ثَرْوةٌ |
فاقَتْ ملايينَ الغنيّ ثَراء |
* * * |
أبكيك يا زَيْـنَ الشبـابِ، وكيـفَ لا |
أبْكي النَّدَى والهِمَّة القَعْساء |
وأراك في عُرْس الطبيعةِ زَهْرةً |
ريَّانةً، أو دَوَحْةً غَنّاء |
رُفقاء دَرْبـك حائـرون، فكـنْ لهـم |
قَمَراً يُضيء الليلة اللَّيْلاء |
مَنْ لم يَعِشْ إلا لينفَعَ ذاتَه |
لا يَرْجُ إلاّ الاحتقارَ جَزاءَ |
أبكيكَ يا زينَ الشبـابِ… وإن أكُـنْ |
أدْري بأني لَنْ أَرُدَّ قَضاءَ |