شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صونـي عبيـرك
عَلَّمْتِني في الحبِّ أنْ أقْرا
لولا عيونُكِ لَمْ أقلْ شِعْرا
إنْ يَسألوا مَـنْ أنْـتِ، قُلْـتُ لهـم
إِنَّ الثريّا أخْتُخا الصُّغَرَى
صَدَقَ الذي قالَ الهَوَى قَدَرٌ
قَدَري رَماني مَرّةً أُخْرَى
سَلِمَتْ يَداه فقَدْ أعادَ إلى
أشْلاءِ قَلْبي الراحةَ الكُبْرَى
خَمْسونَ مِنْ عُمُـري مَضَـتْ، وأنـا
مِنْ كُلِّ رَوْضٍ أجْتَني زَهْراً
إنْ لَمْ أجِدْ سَمْراءَ أعْشَقُها
حَوَّلْتُ أنْظاري إلى شَقْرا
يا حُلْوَتي تِيهي عَلَيّ، فما
أغْلاكِ في عيني، وما أغْرَى
صُوني عبيرَك، لا أريدُ لَهُ
أنْ تَبْذُليه لكلِّ مَنْ مَرّا
إنِّي أغارُ عَلَيْكِ مِنْ نَظَري
لا تَكْتُبيه بدَفْتري وِزْراً
شَفَتاكِ يُنْبوعان مِنْ عَسَلٍ
سُبْحانَ مَـنْ حلّـى ومَـنْ أجْـرَى
أنا ظامِئٌ مُتَحَرّقٌ لهما
هلاَّ رَثَيْتِ لمُقْلَةٍ شَكْرَى؟
لا تَحْرِمي دَنِفاً مَدامِعُه
تَنْسابُ بَيْنَ ضُلوعِه جَمْراً
كيفَ التَقَيْنا دونَما سَبَبٍ؟
قَلْبي وقَلْبُك والهَوَى أدْرَى
كانَتْ مَناماً في مُخَيّلتي
ثُمَّ استَحالَتْ وَرْدَةً حَمْرا
العِطْرُ أرْشَدَني لِمَخْبَئِها
بالرُّوحِ أفْدي الوَرْدَ والعِطْرا
مَرَّتْ على أمْسي براحَتِها
فمَحَتْه، ما تَرَكَتْ به سَطْرا
لَمْ يبْقَ فيه غَيْرُ صُورتها
وأريِجِها... وهواجسِي تَتْرى
هِيَ حُلْوةُ الحُلْواتِ في نَظَري
وأنا فَتىً أتَهَجَّأ الشِّعْرا
جَمَعَتْ إلى شَتّى مَحاسِنِها
شَيْئاً يُسمّى في الهَوَى سِحْراً
شَيئاً خَفيّ الغَوْرِ لَيْس يُرَى
بالعَيْن، لكنْ يُجْتَلَى فِكْرا
كالشِّعْرِ تًقْرأه، وجَوْهَرُه
ما قـدْ يُحـسّ ولَيـسَ مـا يُقـرا
أحْبَبْتُ عَشراً والتَقَيْتُ بها
فنَسيتُ مَنْ أحْبَبْتُّها عَشْرا
كلُّ الملاحِ غَدَوْن واحدةً
لا غَيْرها في القَلبِ، لا غَيْرا
كالبَحْر لا تُحْصَى رَوافِدُه
ثم الْتَقَتْ فتَحوّلَتْ بَحْرا
* * *
يا حُلْوتي عُودُ الشبابِ ذَوَى
لكنَّ قَلْبي لَمْ يَزَلْ نَضْرا
يَسْتَقْبلُ الأيام عابِسَةً
فيرُدُّهُنّ ضَحوكةً خَضْرا
أهْواك في سِرّي وفي عَلَني
لكنْ أفضّل لاسمْكِ السرَّا
سيَظلّ ما بَيْني وبَيْنَكِ في
صَدْري إلى أنْ أنْزِلَ القَبْرا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :471  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 433 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.