شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كعبـة المجـد
أنشدها الشاعر في مهرجان أدبي بمدينة حلب
ناجَيْتُ طَيْفكِ في الأحْلامِ يـا حَلَـبُ
فهزَّني في هَـواكِ الزَّهْـوُ والطَّـرَبُ
حَدَانيَ الشَّوْقَ للـدارِ الـتي حَمَلَـتْ
رِسالةَ الفِكْرِ لا شَكْـوى ولا عَتَـبُ
فجِئْتُ أسـألُ عنهـا أيـنَ مَوْقِعُهـا
قالوا يدلُّ عليهـا المَجْـدُ والحَسَـبُ
وَلْم يُغالوا... فهـذا سَيْـفُ دَوْلَتِهـا
تَنْشَقُّ عنه سُجوفُ القَبْـر والحُجُـبِ
طَوَى العُصورَ ووافانـا تَحُـفُّ بـهِ
مَواكبُ النَّصْـر والصَّيّابـةُ النُّخُـب
أغْمَضْتُ عَيْنيَّ واسْتَحْضَـرتُ دَوْلتَـهُ
ورُبَّ مُبْتَعدٍ بالروحِ يَقْتَرب
فكِدْتُ أنْشُقُ رَيّاهُ بمَجْلِسِكم
وكادَ يُوقر سَمْعـي جَيْشُـهُ اللَّجِـبُ
وكادَ يأخذُ عَقْلـي طَيْـفُ شاعـرهِ
يَهْوي، يُحلِّقُ، يَجْري، يَنْثَـني، يَثِـبُ
دَخَلْتُها ولهيبُ الشَّوْقِ يَلْفَحُني
فكان بَرْداً علـى أضْلاعـي اللَّهَـبُ
لَمْ أدْرِ لَمَّا أحَاطَتني بشَاشَتُكم
كَيْفَ اقْتَفَتْ أَثري الأزْهارُ والشُّهُـبُ
صافَحْتُ في يَدِكُم "سَعداً" وصافَحَني
فكَيْف لا يَزْدهيني العُجْب والعَجَب (1)
ورَنَّ في أذُني لمَّا سمِعْتُكمُ
هَديُل "سامي" فأينَ العُودُ والقَصَـبُ .
ولاحَ لي "عُمَرٌ" في كلِّ قافيةٍ
قَطَّرْتُموها رَحيقاً للأُلى شَرِبوا
حَلَفْتُ لولا هَـوَى شاميّـةٍ نَزَلَـتْ
هُدْبي... وتَحْسُدكَ الأهدابُ يا هُدُبُ
لَقُلْتُ تيهـوا علـى الدنيـا بجَنَّتِكـم
فقد تواءَمَ فيها الفَنُّ والأدَبُ
أحْلَى المغَانـي وأنْداهـا يَـداً وفَمـاً
فكَيْفَ يُخطئُ دَرْبَ الْخُلْدِ مُغْتَـربُ؟
الشَّمسُ في غَيْرهـا رَبْـداءُ شَاحبـةٌ
والشَّمْس فيها عَروسٌ تاجُهـا ذَهَـبُ
والماءُ في غَيْرها رَنْقٌ لِوارِدِهِ
والماءُ فيهـا إلى الفِـرْدَوسِ يَنْتَسـبُ
يا فِتْيةَ الأدب العالـي ارْأفـوا بـأخٍ
جارَتْ عليه النَّوى واسْتَكْلَبَ الوَصَبُ
غَيْرَ الرَّطَانـةِ لَـمْ يَسْمَـعْ بمَهْجَـرهِ
وَلمْ يُصاحِبْه إلاَّ الهمُّ والنَّصَبُ
لَمْ يَبْنِ جاهاً ولَمْ يَحْصُلْ على نَشَـبٍ
وكَيْفَ يَجْتَمعُ العُرْفـانُ والنَّشَـبُ؟
توهَّمَ الصِّـدْقَ كَنْـزاً لا نَفـادَ لـهُ
فجاءهُ مِـنْ خَبايـا كَنْـزهِ العَطَـب
وَيْحَ الغريبِ تَنـاءى عَـنْ عَشيرتـهِ
لَمْ يَقْـوَ جانحـهُ أوْ يَكْسُـه زَغَـبُ
ألْقَتْ بـه في مَتاهـاتِ الحيـاة يَـدٌ
تُجري الحُظوظَ بما لم تَـرْوهِ الكُتُـبُ
فثابَ لله لا يَرجْو سِواهُ وَهَلْ
يُرجَـى سِـواهُ إذا ما عَـزَّ مُطَّلَـبُ
لا خَيْرَ في القَصْرِ مِنْ كَفٍّ تَمـنُّ بـهِ
أغْلَى وأرفعُ منـه كوخـيَ الخَـرِبُ
يا مَنْ يَرُدُّ إلى الـنزّاحِ مـا سَكَبـوا .
مِنَ المدامعِ ولْيَذْهـب بمـا كسبـوا .
* * *
شَهْباءُ يا مَنْبِـتَ الأحْـرارِ تُطْلِقُهـم
نوراً إذا حَلَمـوا نـاراً إذا غَضِبـوا
إنِّي أُحـبُّ شُعـوبَ الأرضِ قاطِبـةً
لكنَّ أكْرَمَهم عِنْـدي هُـمُ العَـرَبُ
وكلَّ حاضرةٍ في الشَّـرْق حاضِرتـي
لكنَّ أجْمَلَ دارٍ زُرْتُها حَلَبُ
كَمْ مِنْ عُصورٍ غَفَتْ في ظـلِّ قَلْعتِهـا
وكَمْ تَداوَلَهـا غـازُونَ وانْسَحبـوا
تَرْوي بألفِ لسـانٍ كيـفَ أبْدَعهـا
جيلٌ مِنَ الجِنِّ لا جـاؤوا ولا ذَهبـوا
كأنَّمـا هـيَ مـاضٍ لا وُجـودَ لهُ
عَريقةُ الأصلِ لكـنْ ما لهـا نَسَـبُ
تُطلُّ مِـنْ كُـوّةِ التاريـخِ أُحْجيـةً
تَعْصى على الفَهْم، بالأسْرار تَحْتَجـبُ
إنْ لَمْ تَكنْ حَلَـبٌ مَهْـدي فِفِتْيَتُـها
مِثْلي إلى العُـرُبِ العَرْبـاء تَنتَسِـبُ
تَشُدُّ قَلْبي إليها ألْفُ رابطةٍ
وربَّ قُرْبى ولا حَبْلٌ ولا سَبَبُ
* * *
في ظلِّكِ السَّمْحِ قَدْ أوْقَفْتُ راحلـتي
فزالَ عنِّي وعنهـا القَيْـظُ والتَّعَـبُ
لي فيكِ ألفُ أخٍ طابَتْ شمَائلهُ
وألْفُ أخْتٍ هُمُ الياقـوتُ والذَّهَـبُ
فكيفَ أخْنُقُ في لُقْياكِ عاطفتي
وهَلْ يَضيقُ بزَهْوي صَدْرُكِ الرَّحِـبُ؟
وُلِدْتُ بالأمـس في بيـتي وعائلـتي
واليومَ أُولَـدُ حَيْـثُ المجـدُ والأدبُ
أضْنانيَ البَحْثُ في مَغْناكِ عَـنْ رَجـلٍ
تحومُ حَوْله اسمهِ الغَمْـزاتِ والرِّيَـبُ
فلَمْ يَقَـعْ نَظـري إلاّ علـى خُلُـقٍ
مُهذَّبٍ ويَد طائيّةٍ تَهَبُ
تُبنَى الممالكُ بالأخلاقِ مـا ارْتَفَعَـتْ
فإنْ هيَ انْحدَرَتْ لَمْ تَنْفَـع القُضُـبُ
لَوْ لَمْ يُحطْ أحْمَـدٌ بالخُلْـقِ دَعْوَتَـه
لَمْ يُكْتَبِ الفَتْحُ للإِسـلامِ والغَلَـبُ
أحَبُّ سَيْفٍ إلى قَلْبي وعاطِفتي
ذاكَ الذي بـدمِ العُنْقـودِ يَخْتَضِـبُ
* * *
يا إخْوَةَ الحَـرْفِ رَؤُّوا لَهْفَـتي فأنـا
إلى حديثِ المَالي ظامئٌ سَغِبُ
تِشْرينُ قِصَّـةُ مَجْـدٍ لا انتهـاءِ لهـا
هَلاَّ رَوَيْتُم لنا أخبـارَ مَـنْ كَتَبـوا؟
تَاهَتْ بآياتها الدنيا ورَدَّدَها
مَنْ راحَ يُسْهِبُ أو مَنْ راحَ يَقْتَضِـبُ
مَلاحِمٌ وَبُطولاتٌ مُحَجَّلةٌ
تَبْقَى على الدهرِ مهما كرَّتِ الحِقَـبُ
سُبحانَ مَنْ قَهَـر العـادي وعلَّمـهُ
أنَّ الذي يَعْتَدي يوماً سَيَنْقَلِبُ
مَنْ كان يُوقدُ نارَ الحربِ عَنْ جَشَـعٍ .
فإنَّه لِلظاها في غدٍ حَطَبُ
قُولوا لِصُهيونَ إنَّ الشامَ ساهرةٌ
غَضْبى... ويُوري زِناد الوَثْبةِ الغَضَبُ
إنْ كانَ قَدْ فاتَهـا فـي يَوْمهـا أرَبٌ
فقَدْ يُنالُ غداً أو بَعْدَهُ الأرب
يا حافظَ الشام حمَّلناكَ رايَتنَا
فَلْيَخْشَ عاقبـةَ العُـدْوانِ مُغْتصِـبُ
إنْ كان أبْقَـى لهـم تشريـنَ قائمـةً
لسوفَ يأتي علـى أخبارهـم رَجَـبُ
* * *
يا كَعْبةَ المجـدِ يا شَهْبـاءُ هـا أنَـذا
كالطِّفْلِ يَطْفُر مَسْـروراً ويَصْطَخِـبُ
لا تَعْذُلي شاعراً خانَتْهُ قافيةٌ
قَدْ يَعْذُبُ البَحْرُ حينـاً ثم يَضْطَـرِبُ
لَكَم تهاوَى نُسورُ الشِّعْر عَـنْ أُفُقـي
وكَمْ تجاوَزَ شأوي الشاعـرُ الذنـبُ
أَتيْتُ مِـنْ آخِـرِ الدنيـا يُهَدْهدُنـي
شَوْقٌ لِوَجْهكِ في الأضْـلاعَ يَلْتَهِـبُ
في ظلِّكِ السَّمْحِ قَدْ أوْقَفَتُ راحلـتي
فزالَ عنِّي وعنهـا القَيْـظُ والتَّعَـبُ
لي فيكٍ ألْفُ أخٍ طابَتْ شمائِلُه
وألْفُ أخْتٍ هُمُ الياقـوتُ والذَّهَـبُ .
فكَيْفَ أخْنُقُ في لُقْياكِ عاطِفَتي.
وهَلْ يضيق بزَهْوِي صَدْرُكِ الرَّحِـبُ؟.
وُلدتُ بالأمـسِ في بَيْـتي وعائلـتي
واليَوْم أولـدُ حَيْـثُ المجـدُ والأدبُ .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :356  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 432 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج