شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المعلَّمـة
عَفَّرْتُ غَطْرسَتي عَلى أعتابها
وَحمَلْتُ قَرْباني إلى مِحْرابها
ولَثَمْتُ موطئ نَعْلِها فَتَعطرَتْ
شَفَتاي واعتَزَّتْ بلَثْم تُرابها
بأبي وما مَلَكتْ يداي قريرةً
بعنائها أيّوبةً بعذابها
تَمْشي عَلى شَـوْك الجهـادِ ونـارهِ
وتَعُبُّ مِـنْ خَـلِّ الحيـاة وصَابهـا
ضَحَّتْ عَلَى حَرَمِ الهُـدَى بفُؤادهـا
وتَنَكَّرتُ في ظلِّه لشبابها
لَمْ تُغْرِهـا مُتَـعُ الصِبابـة والهَـوَى
أوْ تَقْتَربْ فِتَـنُ الصِّبـا مِـنْ بابهـا
رَضِيْتُ مِـنْ الدنيـا ببُلغـة زاهـدٍ
مُتَقَشِّف، ومِنَ المُنَى بسَرابها
فَلْتَزْهُ في حُلُلِ الحرير لِداتُها
وتُخَيِّمُ النُّعْمَى عَلَى أتْرابها
هي في خصَاصَتِها أشدُّ مَهابةً
وأعَزّ شأناً في هَوان ثيابها
لله طَلْعتُها وقد حفَّتْ بها
زُمَرُ الصِّغارِ تجدُّ في تلعابها!
أرأيتَ أسْـرابَ الفَـراش تزاحَمَـتْ
حَوْلَ الزُّهـورِ تَعِـلُّ مِـنْ أطيابهـا؟
لكأنَّهم أولادُها وكأنَّها
أمٌ تًَرُفُّهمُ بظلِّ رَبابها (1)
ترتاحُ إن مَرَحوا وتَجْـزَعُ إن كَبَـوا
وَتَودُّ لـو خَطَـروا عَلَـى أهدابهـا
أحلَى من النَهَوَنْدِ وَقْـعُ ضَجيجهـم
وألذُّ تأثيراً عَلَى أعصابها
وأحبُّ مِـنْ عَـوْد الفتـوَّة عندَهـا
أنْ يعبثوا بوعيدِها وعقابِها
كَمْ حاولـوا إغضابَهـا فتغاضَبَـتْ
كيلا يخيبَ رجاؤهم بعِتابها
ولَكَم تَمنَّوا ضِحْكَهـا فتضاحَكَـتْْ
والنفسُ عاكفةٌ عَلَى أوْصابِها
لا تَعْرِفُ التمييزَ بينَهُمُ ولا
تَهْتمُّ للأنْساب في أصحابها
هُمْ في شريعتها السَّخيَّة أسْرةٌ
ماتَ اختلاف الأصْـل تحـتَ قبابهـا
يَحْتَلُّ خامِلُهم مَقامَ نَجِيبِهِمْ
مِنْ قَلْبها وحنانها وثَوابها
* * *
يا مَـنْ فَتَحْـتُ نواظـري في ظِلِّهـا
وَقَرأْتُ أوَّل لفظةٍ بكتابها
بورِكْتِ مُرْشِدَةً تقودُ إلى العُلا
وَيشُقُّ ليـلَ الجَهْـلِ نـورُ شِهابهـا
ما أَنْسَ لا أنْـسَ ابتسامَتَـكِ الـتي
غَمَرَتْ رياضَ طُفولتي بملابها
وعيونُك الـزُّرْقِ اللواتـي سـدَّدتْ
خَطْوي ورَوَّتْ تُرْبَتي بسَحابِها
أنا ما أزال وإن تناءت عُزْلَتي
وتناوشَتْني الحادثاتُ بنابها
أهفُو لمدرسَتي وأذْكُر عَهْدَها
وأحومُ بالرؤُيا عَلَى أبوابها
وأسائل النَّسمـاتِ عَنْـكِ وأجْتَلـي
قَسَماتِ وجْهِـكِ في خفـيِّ جَوابهـا
عَلَّقتُ رَسْمَكِ فـي حنايـا أضْلُعـي
أيقونةً وجَثَوْتُ في مِحْرابها
شَوْقي إليـكِ وقَـدْ تَلَظَّـتْ نـارُه
شَوْقِي لأمِّـي بَعْـدَ طُـولِ غيابِهـا
وزَّعْتُ بينكما مراتعَ مُهْجتي
فتقلَّبي ما شِئْتِ بَيْنَ رِحابها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :391  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 431 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.