شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يـا رائـد الإصلاح
في ذكرى فقيد الأدب والصحافة الدكتور جورج صوايا صاحب مجلـة "الإِصلاح"، سنـة 1958
مُتْ فـي ضَلالِكَ يا أديـبَ الضـادِ
القَوْمُ في وادٍ وأنْتَ بوادِ
حَتّامَ تَسْعَـى خَلْـفَ أوهـام المُنَـى
وتَعيشُ بَيْنَ يَرَاعةٍ ومِداد؟
حتَّامَ تَسْتَسْقي السًّـراب وليسَ فـي
ما تَسْتَقَيه قَطْرةٌ للصَّادي؟
أكْرِمْ بمَرْكبةِ الخَيال لَو أنَّها
شُدَّتْ بسِلْكٍ أو جَرَتْ بجواد
كَمْ سُمْتَ نفسَكَ أن تبيتَ على الطَّوَى
وسواك لا يَرْضى بأطيب زادِ
ولَكمْ مشيتَ على القَتـادِ... وتَتَّقـي
قَدَمُ الجهولِ نعومةَ النَّجادِ
وَسِهْرتَ تَسْتَوحـي وغـيرُك غـارقٌ
في لذةٍ أو هانئٌ بِرقادِ
عَبَثاً تبشِّر بالهُدَى في بيئةٍ
لا شأن فيها للأديب الهادي
يَحْتَلّ أيْكَتَها الغرابُ ويَنْزَوي
في كَهْفِ وَحْدَتـه الهَـزارُ الشَّـادي
لو جاءها عيسى لألْفَى بيتَه
– كالأمس – وَكْرَ رَذيلـة وفسـادِ
ولحفَّه مليون يوضاسٍ وَلمْ
يَظْفَرْ بصاحب نَخْوةٍ مِنجادِ
وسعَى إليه بالسَّفاهةِ رَائحٌ
وعَوَى عليهِ بالشَّماتة غادِ
ما أضْيَع الرَّيحان في صَحْراءَ لا
تَنْشَقّ إلاّ عَنْ لَظىً وقَتادِ
ما أرْخَصَ النَّبْعَ الزكـيِّ يسيـلُ فـي
مَنْأىً عن الطُرّاق والوُرّاد!
يا مَنْ نُشَيِّعه بزَفْرة واجفٍ
وبقَلْب مَلْهوفٍ وغُصّة صادِ
ماذا جَنَيْتَ مِنَ اليَراع تَزُفُه
حبات قلْبٍ في النضالِ جَوادِ
كَرَّسْته عمَّا يَشينُ وَصُنْتَهُ
عَنْ خِسّة الشهواتِ والأحْقادِ
وَنَذَرْتُه للحقِّ بُوقاً صارخاً
ورسالةً للهَدْي والإِرشادِ
بئسَ الأديـب يُريـق مـاءَ جَبينـهِ
وَيبيعُ زادَ الفِكْر بَيْع مَزادِ
ماذا جَنَيْتَ مِـن الصحَافـة تَكْتَـوي
في نارها؟ أجَنَيْتَ غَيْرَ رمَاد؟
أعْلَيْتَ بَيْنَ النازحينَ لواءَها
ووَقَفْتَها لعقيدةٍ وجهادِ
لَمْ تَرْضها للتُّرهَاتِ مَطِيَّةً
ووسيلةً لِلَّهْوِ والإٍفْسادِ
لَمْ تَجْعَـلِ الإِعـلان قِبْلَتَهـا ولَـمْ
تُعْرِضْ كرامَتَها على جَلاَّد
لَمْ تَسْتَبِحْها مَسْرحاً لِخنَافسٍ
أمِنَتْ سَفاسِفهم أذى الحسّادِ
عادَيْتَ لكنْ في سبيل قَضية
وقَسَوْتَ لكنْ في سبيل بِلادِ
فهل اجْتَنَيْتَ سـوى شَماتـةِ خامـلٍ
وهَل اكتسبتَ سـوى هُـراء مُعـادِ
وهَلِ احَتَفَينا فيك إلاّ جُثّةً
وهل اقتسمنا الجُرْحَ غـير فُـراد؟..
يا رائدَ الإِصلاح يُرْسل رَأيَه
بشجاعةٍ ويهُزُّه بعناد
هلاَّ حديثٌ منك يَنْقَعُ غُلَّنا
إنَّا إلى فَصْلِ الخطابِ صَوَادِ
ماذا وراءَ الموتِ؟ هَـلْ هُـوَ رَقْـدَةٌ
أبديّةٌ، أم سَفْرةٌ لِمعادِ؟
حارَتْ بأسرار الوجودِ عقولُنا.
وتَعَثَّرتْ أفهامنا بالبادي
طُوبى لمـنْ قـرَّتْ هواجـسُ شكِّـه
ومَشَى على نُـور الرَّجـاء الهـادي .
* * *
يَا مَنْ نُشَيّعه بزَفْرَة واجِفٍ
هـانَ الـرَّدَى كُرْمَـى لِعَيْن الضـادِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :408  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 434 من 665
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.