أَراكَ هنالكَ رمزَ النَّقاءْ |
وقلبي يدقُّ.. يدقُّ الفضاءْ |
يُوشِّحُكَ النُّورُ أَبهَى رداء |
وينتثرُ النَّجمُ عبر الجواء |
أُحسُّ بأَنَّ الجمالَ يُغنِّي |
وترقصُ أَعطافُه للضِّياء |
طليقاً كعصفورةٍ في الجِنان |
وديعاً كأَطفالنا الأَبرياء |
* * * |
هناكَ.. وفوق الذُّرَى واللَّئَالي |
بدنيا الترانيمِ نُحيِي اللَّيالي |
على مَشهدٍ ناعمٍ بالنَّقاء |
تُنعِّمُه نَظرتي للأَعالي |
وأَنتِ بهِ طفلةٌ حُلوةٌ |
مليكتُه.. تَستبيكِ المعالي |
بعيداً عن الأَرض.. عمَّا بها |
عن الحقد يَفري.. بقيلٍ وقالِ |
* * * |
هناك.. حبيبةَ روحي السَّلامْ |
بغير نفاقٍ.. بغير انْتقامْ |
ودربُ الفضيلة أَزهَى وأَنقَى |
وَحسنُكِ ذكرَى تُناغي الأَنام |
وأَيَّامُنا بالشَّباب البهيِّ |
ربيعيَّةٌ غَضَّةٌ لا تُضام |
ولا تعرفُ الشَّرَّ والأَشقياء |
ولا الغدَ أَو عاصفاتِ السَّقام |
* * * |
هناك ببحر الهدوءِ الرقيقْ |
علَى شاطئٍ حالمٍ في سُموقْ |
لعلِّيَ أَنسَى عذابي يسيراً |
وأَخلعُ عنِّي رداءَ الحريقْ |
أُحاولُ أنْ أَستعيدَ ربيعي |
أُلَمْلِمُ آهاتِ قلبي الغريق |
وأَحلُم بالصَّدر يَروِي صَدايَ |
وأَنشقُ عطرَ الهوَى والرحيقْ |
* * * |
هناكَ أُغنِّيكِ حُلوَ الغِناءْ |
ونرشفُ كاساتِنا في انْتشاءْ |
ورفَّاتِ ذاك الوجودِ تُحيِّي |
خيالاتِنا وانْتعاشِ الرَّجاء |
ويبدو المدَى باسماً في جلال |
ومَدُّ الطَّرِيقِ زهورٌ.. ضِياء |
إذا ما احْتوانا صفاءٌ القمرْ |
فأَهلاً بقلبيْن قربَ السَّماءْ |
وتزهو الحياةُ بتلك الجِواءْ |