مَرحباً: قُلتُها، وهَامَ بياني |
في لساني يَهْذي بشوق جناني! |
تمتمات تذوبُ في قُبَل قَدْ |
عُتقت بالأحلام منذ زمانِ |
وعلى وجهه نضارة حُبي |
وشبابي، وبهجتي، وافتتاني |
وتحاشى تهافتي واضطرابي! |
وتفادَى باللطيف لمس بناني |
برقتْ في عينيه لمحةُ إدراك |
روتْ لي عواطف الإِنسانِ |
كيفَ يدري بأنَّه عُمريَ الثاني وقد صرتُ كالحُطام الفاني؟ |
"خمسة" يلعبون؟ هذا ملاك |
أريحيّ وذاك كالشيطانِ! |
كلُّهم ينشدون: "جدّي" وهُمْ في |
نشوة من صبا، وعنفوانِ |
وهمو يعلمون بالحذقِ والفطرة حُبِّي |
لهم، وفرطَ حناني |
* * * |
مَرْحباً؛ قلتها: وعدتُ غريراً |
تَتصابى الحياة في وجداني؛ |
ونسيت الزَّمان.. حتى كأنِّي |
قد نسيت النسيان من نسياني! |
وتلاشى الوجودُ وانصهر الماضي وذابت أعوامُه في ثواني؛ |
وإذا بي طفلٌ يتيم، يناجي |
ما تبقى في كونه من حنانِ |
وترانيم "الثكْلِ" في عين "أمي" |
تَتَضاغى مقهورةً في لِساني |
وأقاصيصها –على حزنها الخاشِع.. تروي مصارع الشجعان.! |
ثملتْ بالأحلام. والسحر من أخبار.. "موسى" وقصة "الطوفان" |
ولظَى "الشعر" في مشاعر "إبراهيم" تُسقي الندى من النِّيرانِ! |
ومُناجاة "مريم ابنة عمران".. وشك "المسيح" في "الرُّهبانِ"! |
وتهاويل الرعب في "الكهف" و"الإِسراء" و"العنكبوت" و"الفرقانِ" |
هذه قصتي ضراعة "أمّ" |
هي كانتْ كوني. وكانت زماني |
لَمَست وحشة الغريزة في طبعي.. وماذا من طهرها سأعاني: |
فسقَتني الحنان شعراً حزينا |
عبقري "الأوزان" فذ المعاني |
فيه ما في الحقول من بهجة الدُّنيا وما في البركان من غَليان |
عِزة لا تبوءُ بالإِثمِ كِبراً |
ًفي سماح: يسمو على العدوان.. |
* * * |
مرْحباً قلتها، فأعرض تيهاً |
ورنَا ضاحكاً؛ بوجه "يماني"! |
مثلت فيه صورتي وأنا أنمو |
يتيم الهوى، غريب الأماني |
قلتُ: أهلاً "فقال: أهلاً" وضجتْ |
ضحكة.. أيقظتْ هُمود مكاني |
فانْتَشى في فراغِه اللهوُ يلْهو |
عابثاً بالأشكال. والألوانِ |
قلت: ماذا ترى؟ وهأنا أحبو |
"للثمانين": واهن الخطو، واني"! |
قال: هل كنت تلعب "النرد" مثلي |
وتخوض "الطّراد" بالصولجانِ؟ |
وتعيش الحياة؛ رقصاً ولعبا |
وتداري مُدَلَّلات الحِسَانِ؟ |
قلتُ: يا مَن فيه أنا الأمسُ حُبّاً |
هكذا كنتُ في قديم الزَّمانِ |
حين كانتْ نوازع الشوق تشكو: |
"مرضى من مريضة الأجفانِ" |
ير أنِّي للحب أخلصتُ قلبي |
غلم أكن بالظلوم: والخوَّانِ |
بشعورٍ إذا طغَى الرُّعْبُ لم يَذْهلْ وقد يَستعير لُطف الجبانِ |
* * * |
قال: ما الحب؟ قلت: أنت هو الحُب؛ تجلى مجسداً لعياني! |
من سنا عين "جدتي" وهي تَهذي |
صُغْتُه في عينيك تَخْتلجانِ! |
بالهوى، بالأشواق، بالتيه في قفْر المآسي، أو قبضةِ السجَّانِ |
كنتُ أبنيك للحياة ولا أخشى وعيداً. ولا ملامة شاني |
كنتُ أبني "جِيلاً قويا |
أميناً صادق العزم، ثابت الإِيمانِ |
* * * |
قال: "جداه" أين أنت وما الأشواق، والشعر، والهوى والأغاني!؟ |
خورٌ في الطباع كانت، وسلوى |
وعلالات العاجز المتواني.! |
نحن نحيا الزمان: آلات علْمِ |
في يقين عاتٍ، وشك يُعاني |
قد عرفنا "الوجود". لما على الآفاق طافَتْ "كواكب" الإِنسان |
فشككنا في كل تلك الروايات فلان يهذي بها عن "فلان"! |
* * * |
قلت ماذا عن "المثاني" وما قد |
جاء في "النَّمل" من هُدى وبيان؟ |
"هُدْهدٌ" جاءهُم بأنباء صدق |
ثمَّ "عرش" يطير ضِمن "ثواني"! |
قال: ما "النَّملُ"؟ ما "المثاني"؟ وماذا |
عن أحاديث "العرشِ" و"الطيرانِ"؟ |
قلتُ: "للنمل" "سورةٌ"؛ فَتَفانَى |
ضاحكاً.. كالمضيِّع الحيران..! |
فتواريتُ عنه في نظرةٍ تَبْكي |
زماني.. تودُّ أن لا يراني! |
وصدى خَيْبتي بأعماقِ قلبي |
يتلاشى في هجعةِ اطمئناني |
* * * |
قال: ماذا؟ فقلت دعك: فإني |
ذاهب نحو عالمي الجميل الثَّاني! |
"جنة عَرْضها السَّموات والأرض أعدَّتْ" لِطَاهري الوجدانِ |
قال: هَلْ لي بها مكان؟ وماذا |
عن "رفاقي" -قُل لي- وعنْ إخواني؟ |
قلتُ: إن آمنْتُمْ فقال: بماذا؟ |
قلت: بالله الواحد، الديانِ |
قال: والعلْم؟ قلت: العِلمُ شرطٌ |
مِنْ شروط "الإِيمان" في كل آنِ |
لا تُبَل بالألى باسْمِ "الديانا |
ت" أهانوا شرائع "الرَّحمن": |
طِرْ؛ إن اسْطعْتَ في الفضاء |
وإن شئْت فَغُصْ في الأعماقِ كالحيتانِ |
قُلْ وحدِّث بما تراهُ صواباً |
وادع لكن بالرفْقِ والإِحسانِ |
"المساواةُ" في البقاء. وفي "العيش" |
ستمحو "فوارق" الطغيان..! |
وسَتَفْنى الأحقادُ. لن يتبقَّى |
غيرُ حُب الإِنسانِ للإِنسانِ |
تِلك "رَجْوى الإِيمان" وهْيَ هي |
"العلم" و"الدستور" الحق والعرفان |
* * * |
قالَ: "جَدّاه" كلُّ هَذا الذي نَهوى: فقلتُ:. الجوابُ في "القرآن" |
وإذا آمنتمْ.. فَلستُ أبالي.. إن شرِكْتمْ. يوم الجزاء "مكاني" |