شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
512- إلى كلِّ شهيدٍ يمشي
[جواب على قصيدة للشاعر أحمد المعلَّمي، عنوانها: "رسالة من شهيد على قيد الحياة"]:
[1]
ضَاعَ؛ ما ضاع فصابِرْ
ْصَبْرَ "إنسانٍ" شجاعْ؛
أو فكُن مثل "امرئ القيس"
الذي خاضَ الصراعْ
قال: لما استوعب المأساة
بالقَلْب الرُّواعْ (1) :
"يومُنا خمرُ". وأمْرٌ
في غَدٍ، والأمس ضاعْ!
وأتى "الدَّرْبَ"، ولمْ
يبْكِ عناداً، وامتناعْ:
وهُو "كالصّاحبِ"؛ في
أعماقِهِ يخشَى.. "الضَّياعْ"
أشجت "الصَّاحبَ"؛ في
"الدَّرب" هُمُوم الالْتياعْ
فبكى "شَوقاً"؛ وقد
قالوا.. أسىً لما أطاعْ!
[2]
ما الذي يجديك "لو" حَطُّوا
على "القبرِ" الورودْ
أو بكوا حتَّى دماً أو
لَطَموا تلكَ الخدودْ!
عندما تُصبح للدُّود..
طعاماً. في اللُّحودْ!
ليس إلاَّ راحة الرُّوح..
بجنَّات الخلودْ
إن تكن قد صنت
لِلحق ولِلْخَيْر العهُودْ!
صولَةُ البَاطلِ يومٌ
صَلِف البطْش حقودْ..!
ثم يَفنَى وعليه
راية الحقّ تسودْ؛
هكذا.. مُذْ خَلَقَ الله
البرايا في الوجودْ
[3]
كمْ عظيمٍ بحُسَامِ الظُّلْم.. قَطّوا عنُقَهْ!
ولكَمْ حر تَدَلَّى في حِبَال "المِشْنَقَهْ"!
وهو يدعو الله أنْ يَهدِي مَنْ قد شَنَقَهْ؛
ذاكِراً من لَمْ يُبلْ بالموتِ.. مِمنَّنْ سَبَقَهْ
ثمَّ ماذا..؟ نهض الحق جموعاً مُطبقهْ
وأفاق "الشَّعْبُ"، واسْتنْصَفَ مِمَّن أرْهَقَهْ!
وغدا "الظالمُ" كالشحَّات.. يرجو الشفَقَهْ؛
لا.. لِما "يَطْلبُ" من "عَدلٍ" ولَكِنْ.. "صَدَقَهْ"!
[4]
صاحبي: "قصة" "ذي النُّورينِ" (2) لَيْسَتْ بالغَريبهْ؛
أنا أدري ما جَرى للنَّاس في الدُّنيا العجيبهْ؛
مِنْ حروبٍ، وأساطيرَ؛ وأعمالٍ مُريبَهْ؛
كمْ حبيبٍ خانَ لم يَحْفَظْ.. ولَمْ يَرحَمْ حبيبَهْ..!
ولكمْ.. كيداً وغدْراً قَتل "المولَى" ربيبَهْ.. (3)
غير أني؛ لا أسمي "الْجهْد" شَرّاً، أو مُصيبَهْ! (4)
لي مِن "الإِسلام" مِصْباحٌ يُجلي كلَّ رِيبه؛
وبِه اجْتزْتُ مَسافات "الْمفازَات" العصيبه
[5]
"الشَّهيد" الحقَ؛ "اسمُ الله".. يُعطي للرَّشيدْ
الَّذي جَاهدَ في الخَيْر..؛ وفي الفقْرِ الشديدْ
لا يبالي غير.. ما يَعرفُ من عَهْدٍ عهيدْ
أن يكون الأمرُ "شورى"؛ لا طُغاة؛ لا عبيدْ
و"حقوقُ" النَّاس؛ لِلْخَلْقِ: ذكيّ أو بليد
لَيْسَ مَنْ يُقْتَلُ، أو يُغتالُ.. في الدُّنيا "شهيدْ"
ربَّما قد كانَ ما يَطْمعُ.. فيه.. لا يُفيدْ
وإذا ما فازَ سَمَّى ظلمَهُ.. "العَهْدَ الجديدْ"؟
[6]
قَدْ.. ملأنا الأرض تضْليلاً.. بأسماء "الرِّجالْ"!
"مدفعٍ" "دبَّابةٍ"، "جامعة" "طُرْق"، "جبالْ"
لأناس قُتلوا من دون معنى.. لِلْقتالْ؛
بل لأطماعٍ وأوهَام، وثار، واحتيالْ
كلُّ ما نِلنَاه؛ أن تُحْمَى "حدودُ" "الانْفصالْ"!
"اليمانون" الألى كانُوا.. صناديد.. النضالْ
أصبحوا "أيدي سَبَا" بين "جنوبٍ"، و"شمال"
[7]
يا صديقي: أنتَ قد مَجَّدْ..ت.. فَضْلَ الشُّهدا؛
الألى ماتوا لأجْلِ الشعب حُبّاً، وفِدى
ولَقَدْ فَنَّدْتَ مَن ظلوا.. حيارى.. بُلدَا
الألى يشقون كيْ يحْيَا.. سواهُم سُعدا
يمضغون "القات" لا يخشونَ ما يأتي.. غدا..؛
يا صَديقي؛ لا تُبلْ إنْ جاوزَ الظلمُ المدَى!
فظلام اللَّيل، لَنْ يبقَى.. ظلاماً.. أبدا..!
وأرى "الفجرَ" وراء الأفقِ.. يَسْري بالهدَى
[8]
ولَقَدْ أيقَظْتَ أحْزاني بِذكْرى "كَرْبلا"
"كَرْبَلاَ"؛ درسٌ بليغٌ عَلَّم "الخلق" الولا؛
لِلْهُدَى، والحقِّ و"الإِنسانِ"؛ مَهْمَا عَدَلا..!
لا يُبالي: عاشَ حُرّاً؛ صادقاً.. أوْ قُتِلاَ؛
"كرْبَلا" قد لَقَّنتنا، درسَ "كرْب" و"بَلاَ"!
درسَ من يَعشق أن يفنى كريماً.. بَطلا
ليسودَ الخير والإنصاف.. ما بين المَلا؛
وبذاك الموتُ "أَحْيَى" لِلْبَرايا.. مَثَلا
[9]
يا صديقي، إن مَنْ يعْبث مِن بعضِ الرِّجالْ؛
بالمبادي؛ دونما حس وعقَلْ واعتدالْ
سوف يَجني نَدم الحَسْرَة.. يوم الارتحالْ..!
يوم لا يحميهِ جيش؛ لا، ولا يجديه مَالْ.!
فابقَ لِلْحق وصابِرْ وتعبَّد.. لِلنضالْ..!
في سبيل الله، واعرضْ عن سخافات الجدالْ:
وأقاصيص "الروايات". وما قِيل، وقال؛
"كَرْبَلاَ" قد ضَربتْ لِلناس في الدُّنيا المِثالْ
بروملي: 29 جمادى الأولى 1399هـ
26 أبريل 1979م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :379  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 542 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.