شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
502- القدس .. يا قومنا..!
عن العروبة حيِّ الحقَّ متحدا
وحيِّ مَن ناضلوا من أجله أسُدا
"بغداد" ترقصُ من بشرٍ ومن فرحٍ
وفي "دمشق" يُغنّي بهجة "بردَى"
و"القدس" تدفن أمس الذل خاشِعةً
وترتجي "بعثها" بالانتصارِ غدا
وتلك غايةُ سؤل "العُرب" قاطبَةً
ومبتغى كلِّ حُرٍّ ثارَ واجتهدا
من استَعدَّ بصاروخٍ،ومن هدَرتْ
له القوافي، ومن صَلَّى، ومن جحدا
"بنُو العروبة" عندَ "القدس" ذو رحم؛
سيان مَنْ "دَق ناقوسا" ومَنْ "سجدا"
* * *
"بغداد" كانت؛ وما زالت منار هدىً
لِلْعالمين؛ وفيها جنة الشُّهدا
ثرى "علي" و"زيد" و"الحُسين" ومَنْ
ثاروا على الظلم؛ أَنَّى كان أو وجدا!
"صنعاء" عنها روَتْ أحلامَ "ثورتها"؛
وإن يكنْ قد تلاشى حلمُها بددا.. (1)
والحقّ للشعْبِ مَنْصوراً ومنهزِماً؛
والنصرُ ما كانَ لِلْمَعْروفِ، أو خَلدا
"ووحدةُ العرب" ميثاقٌ نُقَدسه؛
ودونها لا نُبالي أن نموت فِدى!
"دمشقُ" غَنتْ لها في القَيد يحكُمُها
"جمالُ"؛ لم تَرهب الإِرهابَ والكَبَدا؛ (2)
و"مَيْسلُون"؛ وذكْرَاها تقول لنا:
إن المواعيد كانت كلها.. فَندا.. (3)
قد مَزقوا بعدها الوادي، وقد جعلوا
مِنْ "وَعْدِ بِلْفور" أعذاراً ومعتمدا!
نحنُ الألى قد أعنَّاهُمْ بفرقتنا
وبالغُفولِ، وما لمْ أحْصِهِ عَددَا؛
إذا الْتقى أُمنَاء الحقّ واتَّحدوا
توحدتْ رغبةُ القطرين واتَّحدا
"القدس" يا قومنا؛ ماذا أقولُ؟ إذا
ضاعَتْ؛ فَقَدْ ضاعَ عِرضُ "العُرب" وانْجَلَدا
قضيةُ العُرب؛ "بيتُ الله" "مُهجتُها"
و"القدس" كوَّنها الباري لها "كبدا"
"الْقدس" قبلةُ من لله قد خضعوا؛
ليسَتْ لِمَنْ قدَّس الطَّاغوت، أو عبدا
"القدس"؛ ملكُ بنيها؛ مَنْ توارثها
عن جدِّه؛ أو بها قد عاشَ؛ أو ولدا
ليستْ لِمَنْ جاءَ من "نيورك" أو "جنوَى"
أو من "سيبيرْيا"، أو "اليونان" أو "كندا"
إن كان أحرقهُمْ في "الرِّيخِ" طاغيةٌ؛
فلْيأخذوا -عِوضاً- "بَرْلين" لا "صَفَدا"
* * *
يا قادة "العُرب"؛ عينُ الله تنظركُمْ
إذا اجتمعتم "ببغدادٍ" وقدْ رَصَدا!!
لكمْ؛ ومنكمْ؛ وفيكم؛ فارحموا بَلداً
وأمةً، وانصَحوا من شذَّ أو فسدا!
كونوا جميعاً؛ وصوت الحق راشدُكمْ
وحَكِّموا العَقْلَ، والتاريخ، والرَّشدا
"تَطوان" في "القدس" تدعو "مكَّةَ" ولها
من "خَالدٍ" "فيصلُ" للعزْمِ قد عَقَدا
"جزيرة العرب" ترجو "العَدْل" مُتحدا؛
لا ترْتَضي "الحلَّ".. مَظْلوماً؛ ومُنْفردا!
* * *
إن شرَّدَ الحزنُ شعري؛ فهْو "مُلتزمٌ"
في كَهْفِ "غُربتِه"؛ مستبسلا، جَلدَا؛
يُحصِي الثواني.. بأوزانِ مُرتلةٍ
تُوقِّع الحق لَحناً، صَادقاً.. غَرِدَا
إذا شدا هَمْهَمَ "العيُّوق" مُرتجفا
وتَمْتَمَ "القَمَرُ" المحمومُ، وارتعدا!
أنا الذِي تِهْتُ في الآفاقِ أبحث عَنْ
أهل الحَنانِ.. ولكنْ لم أجِدْ أحدا!
لِلشعْر أخلَصْتُ ما أختارُ من كلِمي؛
أهدْهِدُ الحزن والأشجانَ والكمَدا
بروملي: 25 ذي القعدة 1398هـ
27 أكتوبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :343  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 532 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج