حيِّ "الإِخاء"
(1)
"مجلَّةً" وشِعاراً |
ظلت
(2)
؛ ودامَ لنا هدى ومنارا |
في ظِلِّها؛ ما زالَ "إخوان الصَّفا" |
يتناخبون الفنَّ، والأفكارا |
كان "النذيرُ" بها "بشيرَ" مَودةٍ؛ |
يرْوي العلوم، ويرصدُ الأخبارا
(3)
|
واليوم يرعاها ويُتْقِنُ فنَّها.. |
من أتقنَ "التَّحريرَ" والأشعارا |
"فيكتور" عن عبَّاس يروي فَضْلَها |
لِلْعُرب: طابَ سريرةً وشِعَارا
(4)
|
في "سنّ رشد" الفنّ تاهَتْ غادة |
تسبي القلوبَ، وتخلب الأبصارا |
* * * |
أبناء "فارس ما برحتم أمَّةً |
تهدي الشُّعوبَ، وتُنْجب الأحرارا |
"كسرى أنُو شروان" والزُّعماء، و"الآيات" والحكماء، والأبرارا |
و"ابنُ المقَفع" و"البديعُ" و"حافظاً" |
و"ابنَ الحُسينَ" القائدَ المِغوارا؛ |
والشَّاعر "الخيّام" طبَّق شعره الآفاق.. حتَّى قيلَ لَيس يُجارى |
وإذا نسيت -وللْقريض- تعبدي |
مُذْ كنْتُ - لَنْ أنسى الْفَتَى "مهيارا"؛ |
وهو الَّذي قد عزَّ دِيناً.. مثلما |
قد عَزَّ أصْلاً –حين تاه فخارا
(5)
|
مِنْ "سَيف ذِي يَزنٍ"؛ إلى "باذَان" إذْ |
قَمَعَ الضَّلالَ، وأيَّدَ "المختارا" |
و"الفُرْسُ" لِلإسلامِ حصْنُ مَودةٍ |
وبهمْ يصولُ زعيمُهمْ "كرّارا"؟ |
يحْيى "حضارة فارسٍ" ويَذبُّ عَنْ |
شرع "الرَّسُولِ" ويَقْمَعُ الأشرارا |
مَا مِنْ حديثٍ لِلنَّبيّ "مُحَمَّدٍ" |
إلاَّ وزَينتمْ بِهِ الأسْفارا |
و"الضَّاد" في "فَيْروزَابادْ" تَرَعْرعت |
و"الرَّيُّ" قَدْ حَفِظَتْ لَهَا الآثارا |
لي في "الإِخاء": "مَجلةً"، وشَريعَةً؛ |
أمَلٌ؛ إذا ما اليأسُ ثارَ وجارا؛ |
وإذا طغَتْ حولي الوسَاوِسُ لُذْتُ |
ُبالأشعار فيها خاشعاً أتوارى |
لولا "الأخوَّة" لي؛ لكانَتْ "غُربتي" |
قد مَزَّقتْني لَلرياح نثارا |
في "جملةٍ" من كاتبٍ، أو "نغمةٍ" |
عن شاعر، أو"صورةٍ" تتكارى
(6)
|
أنسى الوجود ومن تَعاظم أو قَسا |
وأذوبُ في مَلكوتها.. غفّارا! |
لِلحُبِّ قد خَلَق الورى مَنْ صاغَهُ |
شِعراً، وطوَّر فنَّهُ أطوارا! |
والمجدُ للشُّهداءِ "زيد" و"جدِّه" |
سَنّوا "الطريقة" بيْعَةً، وخيارا.! |
لي في "الإخاء" "مجلةُ" آوي إلى |
صفحاتها فأرى الظلامَ.. نهارا؛ |
واللهُ.. للأَخلاقِ؛ بل لِلْعِلم؛ بل |
للشعْر؛ بلْ لِلمسلمين حَيَارى! |
تاهوا سكارى في صحارى فرقة |
- هُمْ في العَذاب؛ وما همو بسكارى! |
لكنْ.. ولي أمل يناجي أوبة |
تَاهَت تناغي في الخيال صحارى! |
و"العُربُ" في أمَم تَتيهُ من الثرى |
والنائبات بأرضهمْ تَتَبارى |
لمَّا حَباهُمْ ربهم "خَيْراتِه" |
عافُوا العُلومَ، وقدَّسُوا الدِّينارا! |
إن صَاح ناصحهمْ نفَوهُ، وإن أبي |
قتلوهُ؛ أو حاكوا لَهُ الأخطارا! |
و"الغربُ" يضحكُ ساخراً. ومُعَربداً |
و"الشرق" ينفث في الحريق شرارا! |
و"القدس" تجأر في الإِسار و"مكة" |
تبكي اليتامى: خاضعين أسارى |
"موسى". و"عيسى" و"النبي محمد" |
جعلوا "الإِخاء" شريعةً وشعارا |
وتوارث الأبنَاءُ عَنهمْ ودَّهَمْ؛ |
عَدْلاً، وعَهْدَ صداقةٍ. وجوارا |
عاشوا "السَّلام"؛ عبادةً، وسياسة |
لا سُلطةً تطغى. ولا "استعمارا"! |
حتَّى توافدَ من وراء البَحْرِ مَنْ |
نهب الديارَ. وطاردَ "الديَّارا..! |
زعموا "الوراثة"؛ وادعوها باطلا |
ولبعضهم قد لفقوا الأعذارا |
سخريةٌ جَعَلتْ "صلاح الدين" في |
أكفانه يتملْمَلُ اسْتنكارا |
لكنَّهُ أغضى أسى لما رأى |
أهْلَ البلادِ غَدَوْا بها كُفارا |
* * * |
"فكتور"؛ شعري لا يعبِّر عن مَدى |
حُزني: ولكن منه أقبسُ نارا
(7)
|
"ناراً" تراءت "لِلْكَليمِ" فخرَّ.. لا |
يدري.. وشافَهَ ربَّه الجبارا |
وصغى وتاه.. وهكذا مَنْ قَبْلَهُ |
أو بَعْدَه.. يتهافتون حَسَارى! |
* * * |
فكتور" عُذري إن تَعذَّر عَاصِياً |
" وَصْلُ "البَدائع" أنَّهنَّ عذارى |
وأنا الذي – رَغمَ اعْتصام مَبادئي |
بالحق – قد جارى العُصَاةَ، وبارى |
فاقْبل إخائي في "الإخاء"؛ وحيِّها؛ |
لا زلتَ فيها لِلْبيان مَنارا |