شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
188- أيـن المفـرّ؟
أأشكو البين أم أشكو الهُياما
أم الشوق المبير أم السَّقاما
وكيف، ومن يعبِّر عن ضلوعي
ومن يصف الصبابةَ والغراما؟
لساني، لا تجيد اليوم قولا
فما ترك الذهولُ لها كلاما
سكرتُ بنكبتي زمناً ولمَّا
صحوتُ.. وجدتُ ما حولي حُطاما
فلا عُشي العزيز، ولا حبيبي
ولا كأس تدارُ، ولا ندامى
ولا أمل يُهدهدُ ما تمادى
من الأشجان أو يشفي أواما
وكل رغائبي في العيش أضحت
مضيَّعة، وأحلامي يتامى
* * *
أينجو تائِهٌ فَقَدَ الرفيقا
ويأمن بعد أن جهل الطريقا؟
بأيَّة مهجةٍ يرجو خلاصا
ولم تترك له البلوى صديقا؟
إذا ما مدَّ طَرْفاً نحو رجوى
رأى من دونها الخطر المحيقا
فعاد بذل خيبته حسيرا
وآب بدمع حسرته غريقا
تعذَّبَ في شبيبتِه.. يتيماً
ومفؤوداً مغترباً.. رقيقا
يُعانق ما يحاذرُ حين يغفو
وينظر كلما يؤذي مفيقا
وحيداً ينفدُ العُمر انتحاباً
ويصهره زفيراً، أو شهيقا
* * *
يُكابدُ ما يكابدهُ ادِّكارا
وأشواقاً، وآلاماً كبارا
ولا أملٌ يعاوده عزاءً
ولا خلٌّ يُساندهُ.. انتصاراً
يترجم طرفه عما يُعاني
بأدمعه التي تهمي غزارا
وبنفث من حُشاشته قصيدا
يؤجُّ بيانه لهباً.. ونارا
ومارجُ روحه يَنْماعُ فيه
حنيناً، أو رثاء، أو فخارا
* * *
ألا.. يا روَّع الله المآسي
فقد روَّعن شعري فاستطارا
فلاذ بكهف صمتي مستجيرا
وعاذ بصمت كهفي واستجارا
بيروت: 9 ذي القعدة 1389هـ
19 نوفمبر 1970م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :314  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 213 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.