لولا هواي البِكرُ في عرصاتها |
ما فـاض دمعـي عنـد ذكـر صفاتهـا |
بلدٌ؛ شبابي مادَ بين غصونها |
وطفولتي رقصت على همساتها |
بلدٌ؛ دمـي مـن عطرهـا، ومشاعـري، |
من نَسْجها، وحُشاشتي من ذاتها |
بلدٌ؛ بياني من "ثمار" ترابها |
وقصائدي من بعض "منتوجاتها" |
ما خانني ألمٌ وقد فارقتُها |
-كُرْهاً- ولا شوقٌ إلى نسماتها |
أبداً أحنُّ إلى مخايل أوبة |
تشفي بها نفسي صدى صبواتها |
وأُعلِّلُ القلب الجريح بذكر ما |
أَرويهِ عن أشيائها وسماتها |
وبكلِّ ما عانيتُه من أجلها |
وبكل ما قاسيتُ من نكباتها |
بين الحتوف، وخائفاً، ومشرَّدا |
ومُكبَّلاً في ليل "زنزاناتها" |
وبما بهِ صارعتُ بطش طُغاتها |
وبما به جاهدتُ ضدَّ غزاتها |
لولا الحنـين؛ ومـا أعاقـر مـن مُـنى |
ذابت حياتي في لظى حسراتها |
بمدام ذكراها تُعربدُ مهجتي |
فأهيم بالأنخاب من كاساتها |
نشوان؛ روحي تجتلي آفاقها |
وتسائل الأفلاك عن حاناتها |
* * * |
وطني؛ وقـاك الله – كـم لك مـن يـدٍ |
عندي.. أعيـش علـى حسـاب هباتهـا |
إن كان لي خيرٌ فمن إفضالها |
أو كان لي مجدٌ فمن حسناتها |
* * * |
وطني؛ بإسمك قد رقيتُ منازلاً |
في العزِّ، لا يُعْلَى على درجاتها |
قامرتُ ضدَّ الكون باسمـك فـي العُـلا |
فقَمرتُ من يسعى إلى قصباتها |
تاريخكَ استَعْلى على نظرائه |
كجبالكَ استَعْلَتْ على أخواتها |
ما الكونُ إلاَّ نَغْمةٌ قدسيَّةُ الْـ.. |
أَلْحانِ.. أنتَ أَحبُّ مقطوعاتها |
وقصيـدة الإِبـداع لمـا صاغهـا الْـ.... |
..ـخَلاَّقُ كنتَ الفذّ من أبياتها |
والدَّهر إن غنَّى فأنت نشيده |
وإذا انتشى فالراحُ أنتَ بذاتها |
* * * |
وطني؛ حياتي؛ دون أية منَّة |
لكَ قـد وهبـتُ الكـلَّ مـن ساعاتهـا |
فإذا طمحْتُ إلى مجالي لَذَّة |
وشـرى خيالُكَ مِلْـتُ عـن شهواتهـا |
وإذا رمتْنِي محنةٌ في مهمةٍ |
فتَّشتُ عن ذكراك في فلواتها |
غزلي، ومدحي أنـتَ مـا أَطريـتُ مـن |
أسمائها وعَشِقتُ من غاداتها |
حُبِّي، وتمجيدي، وكلَّ مشاعري |
لكِ، بل وأشعاري، على عِلاَّتها |