175- دامغـة الدوامـغ |
سبيل الأولين: |
أتمضي في سبيل الأولينا |
فتمدح تارة، وتذم حينا؟ |
وتفخر بالتي لا فخر فيها |
وتجهر بالتي تندي الجبينا؟ |
وتخفض بالملامة شأن قوم |
لترمع شان قوم آخرينا؟ |
وتنكر ما تشاء بلا حياء |
ولو كان الحقيقة واليقينا؟ |
* * * |
أتمضي.. في سبيل الأولينا |
فتنبش مثلما نبشوا الدفينا؟ |
وتستجدي المفاخـر من "نـزار"
(1)
|
وتهتك حرمة "المتقحطنينا"
(2)
! |
وتستعدي البيان بلا اعتبار |
"فتجهل فوق جهل الجاهلينـا"
(3)
! |
وتذكي نارها؛ بعد انخماد |
وتبعثها، وقد همدت سنينا! |
وقد عبث "الكميت"
(4)
بهـا فنونـا |
و "دعبل"
(5)
لم يدع في النظم "نونا" |
ولم يترك "أبـو الذلفـاء"
(6)
مجـداً |
لقحطان؛ به يتفاخرونا |
وأغرق "شاعر الإِكليـل"
(7)
حـتى |
تحمل وزرها سباً مشينا! |
* * * |
|
سبيل المنصفين |
أتمضي..؟ أم سبيلك مستقل |
لحبت طريقه للمنصفينا؟ |
سبيل "محمد"
(8)
وهـدي "علـيٍّ"
(9)
|
و "عترته"
(10)
ونهـج "الراشدينـا"
(11)
|
فلا مجد لمقترف فسوقاً |
ولا من كان فظّاً، أو خئونا |
ولا للظالمين؛ وإن أشادوا |
قصوراً، أو سدوداً أو فنونا |
"أبو لهب"
(12)
و "عبهلة"
(13)
و "عمرو" |
و "صاحبه"؛ خساس مجرمونا |
و "سلمان"
(14)
و "عمار"
(15)
و "زيد"
(16)
|
كرام في الأنام مسودونا |
* * * |
|
شرعة الحق: |
خذوها شرعة للحق؛ نادى |
بها "موسى" وكل "المرسلينا" |
يموت لأجلها الأحرار دوماً |
ويعرفها جميع المخلصينا |
"حسين"
(17)
ليس أكرم من "يزيد"
(18)
|
أءذا لم نعتبر خلقاً ودينا! |
هي التقـوى؛ يعـز بهـا ذووهـا |
ويخسأ من يجانفها لعينا |
* * * |
|
الأئمة واليمن الخضراء: |
وصحب قد لقيت وهـم حيـارى |
يلومون الزمان وينقدونا! |
يقولون "الأئمـة" مـن قريـش
(19)
|
هم الداء الذي بهم ابتلينا |
لقد كنا على "الخضـراء" نحيـا
(20)
|
كما يحيا الكرام مبجلينا |
ولليمن "السعيدة"
(21)
في البرايا |
حضارة قادرين موفقينا |
فلماجاء "أهـل البيـت" ذلـت
(22)
|
وأصبح أهلها في البائسينا |
أما قـد قالهـا "نعمـان"
(23)
جهـراً |
و "حاتم"
(24)
بها في العالمينا |
* * * |
|
* * * |
منطق التاريخ: |
فقلت وهل ترى في عهـد عـاد
(25)
|
تولاكم "أمير المؤمنينا"!؟ |
وما اسـم الإِمـام زمـان هـود
(26)
|
وعهد السيل حـين محا "معينـا"
(27)
؟ |
وهل في النار أدخلهم إمام |
وفي "الأخدود"
(28)
كب المسلمـينَ؟ |
و"جرهم"
(29)
هاجرت و"الأوس" بانت
(30)
|
و "غسان"
(31)
، وقوم أخرونا |
لماذا غادروا الوطن المفدى |
إذا كانوا به مستمتعينا؟ |
ولو عرفوا السعادة في ثراه |
لما انتجعوا "الحجـاز"
(32)
مهاجرينـا! |
ولا ذهبوا "العراق"
(33)
لكسب عيش |
ولا ركبوا إلى "مصـر"
(34)
السفينـا! |
أمن خوف ومسغبة تولوا |
يجوبون المهامه هاربينا؟ |
سياط "القيل"
(35)
تعرق كـل ظهـر |
على الدنيا وتنتظر الجنينا |
لتخلق منه "للأذواء"
(36)
عبداً |
يطأطئ رأسه للحاكمينا |
فإما غازِياً يخشى المنايا |
وإما مستضاماً مستكينا |
"لتبع"
(37)
يبتني قصراً مشيداً |
ويعمر معبداً "ويحر"
(38)
طينا |
وقد ينبو به خلق كريم |
ويرفض عيشة المتذللينا |
فيترك أرضه والأهل فيها |
ويمضي يسكـب الدمـع السخينـا |
* * * |
|
سيف بن ذي يزن: |
و "سيف"
(39)
بعد أن أعيـا صراخـاً |
يهيج نخوة المستعبدينا |
ليرفع وطأة الأحباش عنهم |
وقد هدموا "المحافد" والحصونـا
(40)
. |
فلم يفزع لدعوته غيور |
يكون له مغيثاً أو معينا..! |
وهاجر ينشـد "الأغـراب" غوثـاً |
ووافى باب "كسرى" مستعينا! |
وهَانت أرض "حمير"
(41)
عند "كسرى" |
فأعطاها العصاة المجرمينا! |
لصوص قادهم سيف فخوراً |
وبورك في اللصوص الفاتحينا |
أعادوا "للسعيـدة" تـاج سيـف |
وعاشوا باسمه متحكمينا |
* * * |
|
طغاة .. ليسوا سادة: |
ورب "الفيل" "أبرهـة"
(42)
أيعـزى |
إلى "الآل"
(43)
الكرام الطاهرينا؟ |
وهل "إرياط"
(44)
أو "بسرُ"
(45)
"زيود"
(46)
|
فينتظما قطيع الآثمينا؟ |
و "يعفر"
(47)
و "الجراكس"
(48)
و "ابن فضـل"
(49)
|
أكانوا "سادة متعدنينا؟"
(50)
|
و "تورنشاه"
(51)
لم يـك "هاشميـاً"
(52)
|
وقد قتل الملوك مصفدينا |
وأورثها؛ وقـد هزلـت وجاعـت |
خليفته المعربد "طغتكينا"
(53)
|
وهل لبني "رسول"
(54)
في "علي" عرى قربى؛ وكانوا مفسدينا |
* * * |
|
الإمام الهادي: |
وهل من "حمير" قد جـاء "يحـيى"
(55)
|
وكان العادل، البر الأمينا؟ |
ومن "خولان"
(56)
قد قصدته عمـداً |
مشايخها الكرام مبايعينا..! |
وكان "بيثرب" في دار عز |
يجاور قبر خير المرسلينا |
فلبى دعوة الأحرار كيما |
يزعزع دولة المتجبرينا! |
أهاب بهم إلى كسب المعالي |
وأنْ يتجنبوا الخلق المشينا |
وقال لهم: أطيعوني إذا ما |
أقمت العدل فيكم أجمعينا |
لكم أن لا أغل ولا أداجي |
وألقى خصمكم في الأولينا |
ولي أن تمحضوني النصح ودّاً |
وتحتكموا إليّ مجاهدينا |
وتلك مبادئ لا ريب فيها |
دلائلها هدى للمتقينا |
ويوقن من يمارسها اعتباراً |
ويخزى معشرٌ لا يوقنونا |
تراهم يخدعون بكل إفك |
نفوسهم؛ وهم لا يشعرونا |
ويرتكسون في الظلمات جهلاً |
وفي الطغيان بغياً يعمهونا |
قد اعتسفوا الطريـق بـلا دليـل |
فهم في ريبهم يترددونا |
يسرون القلى لبني "علي" |
ويختلفون فيما يعلنونا
(57)
|
* * * |
|
عصر الإمام الهادي: |
وفي "بغداد"
(58)
مأفون غبي |
وفي "صنعاء" يطغى العابثونا! |
قد اقترف "القرامط"
(59)
كـل شـر |
وقد عبث "الجفاتـم"
(60)
ساخرينـا |
"وللأبناء"
(61)
عنـد بـني "شهـاب" |
تراث هم لها يتربصونا! |
و "للأذواء" في همدان
(62)
بغي |
وفي "برط"
(63)
يسود المفسدونا |
و "ريدة"
(64)
لا يقر لها قرار |
و"صعدة" عرضة للناهبينا |
وكل ثنية فيها زعيم |
يشرع ظلمه للغافلينا |
ولا من هيبة لبني "زياد"
(65)
|
وقد سلكوا سبيل المترفينا |
* * * |
|
يوم المنارة |
ولابن الفضـل في صنعـاء يـوم
(66)
|
رهيب لم يكن في الغابرينا |
أطل من المنارة والعذارى |
عرايا يستغثن الفاسقينا..! |
ببيت الله يقترف المعاصي |
ويغتصب الحرائر، والبنينا! |
ويفعل مـا يشـا فسقـاً وظلمـا |
ولا يخشى التبابع
(67)
والذوينا! |
* * * |
|
نعمان والإرياني: |
بني "نعمان" لا تبغـوا علـى مـن |
يـرى منكـم رجـالاً صالحينـا
(68)
|
محمدكم
(69)
تجاوز في الدعاوى |
وقال الزور والبهتان فينا |
خذوا قلم "الذكـي" فقـد تمـادى |
وقد أعيا الكرام الكاتبينا! |
و"إريانيكم"
(70)
إن حاف يوماً: |
فقدماً كان قاضينا الأمينا |
وكان أبوه
(71)
"زيديّاً عتيقاً" |
وهم كتبوا لنا مستوزرينا |
وتلك قصائد الشعراء منهم |
وتلك مؤلفاتُ الناثرينا! |
* * * |
|
نحن مظلومون |
ألا: لا تنكئوا جرحاً قديماً |
فلسنا.. للعروبة منكرينا |
ولا للعرق نغضب إن غضبنا |
ولم نك في الورى متعصبينا |
نبجل كل ذي حلم وعلم |
ونحتقر الطغاة الجاهلينا |
وبالأحساب لا نسمو؛ إذا لم |
تكن أحسابنا خلقاً ودينا! |
* * * |
"بنو الزهـراء" نحـن؛ إذا انتسبنـا |
و"للسبطين" نعزى أجمعينا |
وهم مـن تذكـرون إذا عكفتـم |
على صلواتكم متعبدينا! |
فلا تستكثروا خيراً بُلِينا |
به، كـي ندفـع الثمـن الثمينـا! |
"أمية"
(72)
لم تدع منا رضيعاً |
لكي يستوطـن الحضـن الحنونـا! |
وأوسعنا بنو "العباس"
(73)
قتلاً |
وإن كانوا الموالي الأقربينا |
ولليمن السعيدة قد بذلنا |
الأئمة، والأرامل، والبنينا |
وقد ظل الأئمة ألف عام |
بهدي أبيهم متمسكينا |
يخوضون المكاره والمنايا |
ويعتنقونها مستقتلينا |
ولا يستعذبون العيش حتى |
يصير الحق أبلج مستبينا |
لهم وقفات صدق لا تبارى |
إذا وثـب "الأجانـب"
(74)
معتدينـا |
ورغماً قد بغى منهم غواة |
فباتوا في عداد الظالمينا |
إذا "العلوي" لم يك مثل زيد |
فلا تنكر ملام اللائمينا |
* * * |
|
آل البيت وبكيل: |
جحافل آل "عثمان"
(75)
أبادوا |
و "للأقباط"
(76)
قـد ثبتـوا سنينـا |
وها هـم في الجبـال وفي الـبراري |
جهاداً.. يستطيبون المنونا! |
وحولهم البواسـل مـن "بكيـل"
(77)
|
وأنصار الدعاة المخلصينا! |
ومن في الخير لا يخشون شرّاً |
وفي اللأواء لا يتأخرونا |
"يعينون الموالد والمنايا |
ويبنون الحياة ويهدمونا" |
ولو وجدوا إلى نجم سراطاً |
لطاروا نحوه مستبسلينا |
وتلك سجية الآباء منهم |
وقد ظلوا لها متوارثينا |
إذا ديس العريـن مضـوا غضابـاً |
ليصطلموا الذي داس العرينا |
إذا قالوا: بكيل حنت رؤوس |
وخر لها الجبابر ساجدينا |
بنفسي، والأب الغالي، ونجلي |
ومالي أفتدي "المتبكلينا"! |
* * * |
|
يمن الثأر |
وقائلة؛ وقد نزق اصطباري |
وكدت أذوب بالذكرى حنينا |
أبكّي من مضـى مـن أهـل ودي |
وأستبكي ديار الناجعينا |
وأرثي "سـادة"
(78)
سيقـوا اعتباطـاً |
إلى ساح المنايا موثقينا |
"ولم تغسل جماجمهم بسدر |
ولكن في الدماء مرمّلينا" |
"تظل الطير عاكفة عليهم |
وتنتزع الحواجب والعيونا"
(79)
|
* * * |
علام الدمـع والحسـرات هـذي؟ |
فقلت: لكم شفـى دمـع حزينـا! |
ستسلو؛ قـل: لا أسلـو ديـاري |
ستنسى؛ قلت: لن أنسى القطينـا! |
عدمت الدمع؛ إن لم أنتزفه |
دماً بعد اللواتي. واللذينا |
وظلت تأكل الحسرات قلبي |
إذا لم أرع حقهم المصونا |
ولا أبقت لي الأيام خلا |
إذا سالمت خصمهم الخئونا! |
سأطلب ثأرهم؛ حتى أراها |
بلاقع؛ أو نعود محكمينا! |
ونشفي غلة ونميت ضغناً |
ونستقضي المغارم والديونا!
(80)
|
وقد يكبو بفارسه جواد |
وقد يتصارع المتحالفونا؟ |
ورُبَّتما يودُّ البعض منهم |
بأنهم عداد الهالكينا! |
فذرهم يلههم أمل خلوب |
فسوف إذا أفاقوا يعلمونا |
ودعهم في جهالتهم حيارى |
سكارى؛ يسرحون ويمرحونا |
سيعلم كل ختال أثيم |
بأنا – رغم كل العالمينا |
سنجعل من حصونهم قبوراً |
ونبني من قبورهم حصونا |
* * * |
|
تذكير: |
بني وطني؛ سلام من محب |
لكم؛ لم يدخر عنكم ضنينا |
لأجلكم يعادي من يعادي |
ولا يخشى المشانق والسجونا |
سلوا سجانه
(81)
.. لم كـان يغضـي |
ويحني – وهـو يجلـده – الجبينـا؟ |
وعن صرخاته؛ والقوم غفل |
على "عرباتهم" يتبخترونا! |
وأهل العلم، والسادات طرّاً |
و "نواب" البلاد "مخزونا"
(82)
! |
وكم مـن مسلـم لاقـى نكـالاً |
و "أصحاب المعالي" غافلونا! |
* * * |
و "زين العابدين"
(83)
"بـأرض سـام" |
يعاني ما يعاني المبعدونا |
وكانوا يكرهون النصح منه |
ومن أعدائه يتقربونا |
إلى أن أقبلت سوداء أخزت |
مواطرها ظنون المرتجينا! |
أذكركم بما ذقتم قريباً |
من البلـوى.. فقـد لا تذكرونـا! |
* * * |
|
نصيحة: |
"بكيل" والأشاوس من بنيها |
و "حاشد"
(84)
بالرجـال المخلصينـا |
و"مذجح"
(85)
بالحشود إذا استثـيرت |
و "عك"
(86)
بالجنود مدججينا |
لكم من أرضكم حصـن حصـين |
إذا كنتم جميعاً.. صادقينا! |
فكونوا إخوة في الله حقّاً |
ولا تقفوا طريق الملحدينا! |
ولا "المستخربين"
(87)
وإن أجادوا |
أفانين البيان مزخرفينا! |
"بأهل البيـت"، بالأخيـار منهـم |
بصفوتهم، قفوا متمسكينا! |
و "بالشورى"، وبالإِصـلاح نـادوا |
وثوروا في وجوه الظالمينا |
* * * |
بني وطني.. سفينتكم أغيثوا |
أعيروها الهداة المرشدينا! |
فإنَّ البحـر مصطـخب غضـوب |
وإنّ الحَيَنَ؛ يوشك أن يحينا |
* * * |
|
الملك فيصل بن عبد العزيز: |
بني قومي حـذار.. فـإن تمـادت |
غوائلنا هلكنا أجمعينا |
لكم من "فيصـل"
(88)
وبـني أبيـه |
مثال في السياسة تقتدونا |
أهاب بقومه نحو المعالي |
وأخرج من كنوزهم الدفينا |
وقرب كل ذي رأي، وتقوى |
ومعرفة وأقصى الآخرينا |
* * * |
|
خطر الشيوعية: |
بني قومي؛ إذا لم تستقيموا |
فسوف تـرون.. ما قـد تكرهونـا |
"غراب الشوم" ينعق فـي حماكـم |
لكيما تصبحوا متفرقينا |
وتغدو أرضكم منكم خواء |
ويملكها "الأجانب" آمنينا |
وتعلو راية طبعت عليها |
وعلامة من قـد اتبعـوا "لينينـا"
(89)
|
* * * |
فهل تستبدلون بهدي "طه" |
و "عترته" ضلال الجاحدينا؟ |
أبعد "محمد" وبني "علي" |
نبايع بالإِمامة "كوسجينا"
(90)
|
لقد هزلـت إذن؛ والمـوت خـير |
وأشفـى.. فانظـروا ما تأمـرونا! |
ولي أمل؛ وفيكم من يرجى |
وفي الألواح ما لا تعلمونا! |
* * * |
|
دعاء: |
حناناً يا إله العالمينا |
ورفقاً بالعبيد المخلصينا |
إذا كان العقاب فلا مناص |
فقد كنا جميعاً مذنبينا! |
وإن كان اختباراً وابتلاءً |
لتعلم بالبلاء الصادقينا! |
فإني.. والذين يرون رأيي |
ببابك واقفين؛ ولاجئينا |
إلهي فاكفنا شر الأعادي |
وكيدهم ومكر الماكرينا |
وأسكنا رضاك ندى وفضلاً |
فإنك إن رضيت فقد رضينا |
|
|
|
|