شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
173- الحـربُ الخاسـرة
[من قصيدة طويلة ضاعت، قالها الشاعر بعد إخفاق مؤتـمر "أركويت" للمصالحة، الذي عُقِدَ بين وفدين: "جمهوري" كان يرأسه محمد محمود الزبيري، و"ملكيّ" كان يرأسـه صاحب الديوان]:
ماذا وراءك يا هلال محرم
مما يحاك لشعبنا المستسلمِ
عامان قد رحلا بكل مصيبة
كم من يتيم غادراه وأيّمِ
ثم انطوى عامٌ بكلّ همومه
وبكل ظنّ خائبٍ وتوهمِ
وبكلّ أحلام الألى لم يفهموا
أن الحقيقةَ غير حُلْم النوَّمِ
ما إن مضى ليلٌ وقلت وراءه
شمس تشع على الوجود المظلمِ
إلا أتى ليلٌ أشدّ تدجِّياً
ظلماته معقودةٌ بالأنجمِ
والشعب في اليمن السعيدة ضارع
يرجو السلام من الإِله الأعظمِ
أوَ ما كفى ما صبَّه من أدمعٍ؟
أوَ ما كفى ما قد تجرع من دمِ؟
* * *
ومنها:
من في الجبال ومن بصنعا أخوةٌ
لكن كُلاًّ.. بالأجانب يحتمي
والشعب لا يدري، وما رسموه في
"اسكندرية" في احتياج مترجمِ
والحل "تقرير المصير" لأمةٍ
ما إن تذلّ لمدفَع أو درهمِ!
قد قلتها في "أركويت" وقالها
مَنْ -خيفة الرقباء- لم يتكلَّمِ
وتجمعت آمالنا، وتوحَّدت
أهدافنا رغم اعتراض الوهَّمِ
من حاسدِ لبقٍ؛ ومن متعطش
للثّار، أو جلف عن الحسنى عمِي!
ووعَى "الزبيري" ما تريد بلادنا
فمضى يزمجر كالهزبر الضَّيغمِ
فترصَّدوه وخضَّبوا بدمائه
جبلاً يئنّ اليوم مثل الأيِّمِ
ودم "الزبيري" سوف يبقى صارخاً
"كدم الحسين على هلال محرمِ"،
* * *
ومنها:
وأنا بقية ثائرين تصرَّموا
برصاص حقدٍ أو بسيفٍ مجرمِ
ما زال للَّهْفـات مـن شهدائهـم ذكـرى
تهمهم في اليراع وفي الفمِ
تنهى وتزجر ما تخاذل من هوى
وتنير دربي في الطريق المظلمِ
من كان "زيد" و "المطاع" رفيقه
لم يخش إقداماً ولم يتلومِ (1)
أوَمَن دعا للحق إيماناً كمن
كفراً يُجَمْجم بالكلام المبهمِ؟
ما إن جزعتُ لنكبة أو مسّني
طيشٌ لنصرٍ، أو جشعت لمغنمِ
ولقد أراني حَائِراً متأرجِحاً
بين المخاوف، في مفاوزها ظمِي
والشر ينسج لي الفخاخ ترصداً
وبكل زاويةٍ حُبالة أرقمِ
فتداركتني رحمةٌ أضفتْ على
قلبي سكينة مؤمنٍ مستلهمِ
نعم الإِله عليَّ غطى ثوبها
ما لا يُرى من عورةٍ أو مأثمِ
ودُجى الشكوك إذا تراكم رعْبُها
بدَّدته بشعاع قلب مسلمِ
أول محرم 1385هـ/ 1 مايو 1966م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :360  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 198 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.